الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاكل حزب الدعوة

اسماعيل شاكر الرفاعي

2018 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تاكل حزب الدعوة

يتأكل حزب الدعوة من داخله ، لا احد من خارجه تامر عليه : لا من ايران التي دعمته بقوة وما تزال ، كونه يدين بمذهب ولاية الفقيه ، ولا من امريكا التي اوصلته الى سدة الحكم . محنة حزب الدعوة تشبه محنة الاخوان المسلمون وكل احزاب الاسلام السياسي في العالم العربي والإسلامي : اكانت ذات مرجعية فقهية شيعية او سنية ، وحين اقول " محنة " فإنني اعني ما اقول : وما أقوله يجسده السوءال الآتي : كيف يمكن التوفيق بين موروث استبدادي يتمسك به حزب الدعوة كمرشد نظري له ، وبين بناء دولة حديثة لم تنشيء نفسها الا في ضوء مفاهيم حديثة في المقدمة منها مفهوم : المواطنة الديمقراطي الذي لا يفرق بين مواطنيه على أساس العرق او الدين اوالجنس او الطاءفة ؟...

لم يستطع هذا الحزب ان يمارس السياسة والحكم الا عبر إشعال الأزمات ، والتلويح بالقوة بعد اتخاذ قرارات خاطءة وغير مدروسة : وهذا ما افرز قانوناً ثابتاً في عهود الجعفري والمالكي والعبادي تمثل بعدم السيطرة على تداعيات ما اتخذوه من قرارات ، وصناعة ازمة جديدة أشد وأعنف من الأزمة التي حاولوا علاجها . وبدلاً من ان يجنح قادة الحزب صوب مراجعة موروثهم الاستبدادي وإسقاط الكثير من مفاهيمه التي لا تصلح لإدارة دولة كالعراق : متعددة الأديان والطوائف والاعراق وتراوح في مستنقع التخلف : يهرع المالكي فرحاً الى تحميل الجعفري الأخطاء جميعها ليحل محله في رءاسة الحزب والدولة ، وبالطريقة نفسها حل العبادي محل المالكي ، وهكذا يمكن تلمس قانوناً اخر من القوانين التي أفرزها حكم حزب الدعوة : يتمثل بغياب محاسبة القاءد الذي ارتكب خطءاً استراتيجياً ، والسماح له بمزاولة نشاطاً سياسياً ، وهل النشاط السياسي في العراق شيء اخر غير التامر ؟ ...

استمر المالكي بالتآمر على العبادي ، واكبر موءامرة قادها ضده : هي موءامرة اضفاء الشرعية على التنظيمات المسلحة وقتل الدولة من داخلها بإجبارها على التنازل عن سيادتها ، وإشراك قوى اخرى من خارجها في هذه السيادة ...

لم يتامر المالكي على العبادي في هذا القتل المتعمد لتأسيس دولة ذات سيادة في العراق ، وإنما تامر بالأساس على حزب الدعوة نفسه وهو يقوده : اذ تمكنت ميليشيات الحشد الشعبي من الفوز في الانتخابات : سرايا السلام وميليشيات الفتح ...

حزب الدعوة نفسه قام بالانقلاب على نفسه ، واخرج نفسه من رءاسة الوزراء نتيجة تنافس قادته ، فذهبت هذه الرياسة الى المخلوقات الجميلة التي صنعوها ولم يستطع اي منهما : لا العبادي ولا المالكي من السيطرة عليها ، انها وجود مستقل بذاته ويتخذ قراراته بعيداً عن سلطة الدولة : وهذا ما جاء واضحاً وصريحاً في تصريحات قيس الخزعلي وابو مهدي المهندس مساء البارحة بالموقف من انتفاضة البصرة ، وتهديد ثوارها باستخدام العنف ضدهم ...

اذا استطاع العبادي - وهي الفرصة الاخيرة له في إثبات انه رجل دولة لا زعيم ميليشياوي - ان يكف أَذًى ميليشات الخزعلي والمهندس عن ثوار اهل البصرة باستخدام قوة الدولة " وهي قوية بما يكفي لمنع ميليشيات الخزعلي والمهندس عن ايقاع المذبحة بالثوار هذا اليوم " ، لاصبح موءسساً للدولة واباً شرعياً لها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف