الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغير في العلاقات الامريكية - الخليجية وتداعياته على شيعة الخليج

صادق الطائي

2018 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


التغير في العلاقات الامريكية - السعودية وتداعياته على الاقلية الشيعية في المملكة‎ ‎
‎*‎صادق الطائي
الملخص التنفيذي
أعتبرت زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية يوم 20 مايو/ايار 2017 ‏والتي استمرت يومين، زيارة تاريخية ،فهي المرة الاولى التي يفتتح فيها رئيس الولايات المتحدة ‏تحركاته الخارجية بدولة شرق - اوسطية عربية مسلمة . كما زار الرئيس ترامب بعد الرياض ‏اسرائيل والفاتيكان في دلالة اشار لها في خطاباته بأن جولته غطت الاماكن المقدسة للاديان ‏الابراهيمية الثلاثة؛ الاسلام والمسيحية واليهودية،في اشارة لأمكانية تعايش مختلف الديانات ‏والحضارات في عالم واحد قائم على الحوار والتعاون‎.‎
الوجود الشيعي في دول الخليج العربي متنوع ومختلف،والتعاطي معه يحتاج الى جهد بحثي ‏كبير،وندوات علمية لنقاشه ،لكن ورقتي البحثية المختصرة ستركز على الوجود الشيعي في المملكة ‏العربية السعودية وستحاول احيانا الاجابة ولو بشكل مختصر على بعض النقاط الاشكالية في مسائل ‏شيعة دول الخليج الاخرى نتيجة ترابط الموضوعات ،كما ستحاول الورقة تبيان وضع الاقلية الشيعية ‏في المملكة وتأثيرهم وتأثرهم بالوضع السياسي الداخلي والاقليمي والدولي المحيط بهم ومدى انعكاس ‏تأثير الاتفاقات الامريكية الاخيرة على وضعهم‎.‎
‎ ‎اسئلة البحث‎ ‎
 هل سيتأثر وضع الشيعة كتكوين مذهبي مختلف في محيطه السكاني في المملكة العربية ‏السعودية بعد الاتفاقات الامريكية - السعودية الاخيرة؟
 هل سينعكس العداء السعودي - الايراني على التعاطي مع مواطني المملكة من الشيعة؟
 هل ستأثر اتفاقات ادارة الرئيس ترامب مع المملكة العربية السعودية سلبا ام ايجابا على حقوق ‏الانسان وبشكل خاص على الشيعة في المملكة؟
إشكالية البحث‎ ‎
محاولة تسليط الضوء على تشابك العلاقة بين الصفقات المليارية التي عقدتها ادارة الرئيس دونالد ‏ترامب مع المملكة العربية السعودية في مجال الامن والتصنيع والطاقة وتكنولوجيا المعلومات و ‏تأثير ذلك على منظومة حقوق الانسان وبشكل خاص مع ما بات يعرف اليوم بالربيع السعودي توصيفا ‏لحملة التغييرات الاجتماعية والثقافية التي يقودها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ،ومحاولة ‏تسليط الضوء بشكل خاص على تأثر الاقلية الشيعية في المملكة بهذا التغير في العلاقات الامريكية – ‏الخليجية‎. ‎
اهمية البحث
تظهر كثير من الكتابات والتحليلات ،المتعلقة بشيعة الخليج بشكل عام والمملكة العربية السعودية ‏بشكل خاص نوعا من التبسيط والسذاجة في غالب الاحيان في مقاربة الحالة الشيعية والحراك الشيعي ‏،اذ انها تعزز الصورة النمطية التي تقدم شيعة الخليج بصفتهم كتلة صماء واحدة موالية لايران ،وتاليا ‏تعزز حالة الجهل بالواقع الشيعي ،فحقيقة الامر ان التنوعات داخل الحالة الشيعية السعودية على سبيل ‏المثال أكبر من اختزالها في هذا التوصيف غير الدقيق ،وهنا تبرز الحاجة الى قراءة اكثر تعمقا في ‏الحالة الشيعية السعودية من الناحية الاجتماعية والدينية والسياسية ،ومن ناحية ارتباطاتها بشيعة العالم ‏ومن ناحية علاقتها بالدولة وبمحيطها الاجتماعي. ‏
شيعة الخليج اختلاف الظروف وتنوع المصائر
شيعة الخليج اليوم ظاهرة لايمكن ان يغفلها اي مراقب للشرق الاوسط وما يعتمل فيه من تداعيات ‏سياسية ،ويجب ان ننبه في البدء الى ضرورة عدم الوقوع في مطب التعميم عند الحديث عن شيعة ‏الخليج ، وبالرغم من عدم وجود احصاءات سكانية دقيقة تشير الى اعداد الشيعة في كل دولة من دول ‏الخليج الا اننا نستطيع ان نتحدث عن ذلك بشكل تقريبي فهم في البحرين يختلف التعامل مع الشيعة ‏من دولة الى اخرى ، كذلك يختلف الوضع الديمغرافي للشيعة حيث يمثلون اغلبية في البحرين بينما ‏هم اقليات كبيرة كما في السعودية والكويت والامارات وعمان حيث يمثلون أكثرمن 15% من السكان ‏الى اقليات اصغر كما هو الحال في قطر. ‏
في السعودية يمثل الشيعة بحسب تقرير منظمة حل الازمات الدولية (‏ICG‏) الصادر عام 2005 ‏حوالي مليوني نسمة حيث يشكلون 10 -15% من السكان ،كذلك هي النسبة في دولة الامارات ‏العربية التي يعيش فيها حوالي نصف مليون شيعي يتركزون في دبي والشارقة وابو ظبي، بينما يمثل ‏الشيعة من سكان البحرين ما نسبته 70%، ويقطن معظمهم القرى والمناطق الريفية ، بينما يمثل ‏شيعة الكويت وفقاً لتقرير "الحرية الدينية في العالم" لعام 2006، الذي تصدره الخارجية الأمريكية ‏نسبة 30 % من عدد السكان الذين يبلغ عددهم 973 ألفاً ، ويتركز أغلب الشيعة فى العاصمة ‏والمناطق المجاورة لها؛ مثل الرميثية والشرق والدسمة ودسمان، والقادسية والجابرية وحولى. اما ‏شيعة قطر ،وايضا وفقاً لتقرير"الحرية الدينية في العالم"، الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام ‏‏2006، فإن نسبة الشيعة تصل إلى 10 % منعدد سكان قطرالبالغ 900 ألف تقريباً، واخيرا في ‏سلطنة عمان يمثل الشيعة حوالي 15-20% من سكان السلطنة ويتوزعون على المدن الكبرى في ‏سلطنة عمان .‏
يتعرض الشيعة لاكبرتعسف واضطهاد في المملكة العربية السعودية ولايحصلون الا على هامش ‏بسيط من التسامح الديني لممارسة شعائرهم ،ولا يوجد تمثيل سياسي لهم سوى خمسة اعضاء من ‏اصل 150 عضو في مجلس الشورى المعين من قبل الملك ، كذلك الحال في مملكة البحرين بالرغم ‏من النشاط السياسي الكبير للشيعة المتمثل بجمعية الوفاق الاسلامي والجمعية العلمائية ، اما بقية دول ‏الخليج فان الشيعة يعيشون فيها وفق شروط تسامح ومواطنة اكبر كما هو الحال في الكويت وقطر ‏والامارات ،اما أفضل الاحوال الدينية والاقتصادية التي تتمتع بها الاقليات الشيعية في الخليج فتتمثل ‏في سلطنة عمان ، ومن ذلك نستطيع الاشارة الى ان المعادلة الناظمة للامر هي كلما ازداد التشدد ‏الديني وانتشر المذهب الوهابي ازداد التضيق على الشيعة وقل تمتعهم بحقوق المواطنة والعكس ‏صحيح .‏



زيارة تحشيد ضد ايران والشيعة ام ضد الارهاب؟
اتضح منذ اللقاءات التمهيدية التي نضمتها السعودية والدعوات التي وجهت والتسريبات التي سبقت ‏زيارة الرئيس الامريكي ،ان النظام السعودي يسعى لشراء رضا الرئيس الجديد وذلك بعقد الصفقات ‏المليارية، من جانبه ابتلع دونالد ترامب وكرجل اعمال كل التهديدات والشتائم والكلام البذيء الذي ‏اطلقه سابقا بحق السعودية ودول مجلس التعاون إبان حملته الانتخابية ،ووافق على الصفقة التي ‏تزايدت قيمتها من تسريبات اولية توقعت ن يكون المبلغ 100 مليار دولار من صفقات التسليح لتفوق ‏عند نهاية الزيارة الـ 400 مليار دولار.‏
وقد تم رصد الخطابات التي القيت خلال ثمانية واربعين ساعه من القمم والكلمات والتصريحات والبث ‏التلفازي من عشرين قناة وبحدود 460 ساعة من البث النلفزيوني وتم تحليل كل ذلك لنصل الى نتيجة ‏مؤاداها ما يلي ؛ وردت كلمة ايران سلبا بحدود 3750 مرة ، بينما وردت كلمة داعش 134 مرة فقط ‏، وطالبان 8 ،والقاعدة 13‏‎ ‎،علما ان شعار كل اللقاءات والقمم والعقود المليارية هو محاربة الارهاب، ‏فكيف يمكن ان تتماشى هذه المعطيات مع النتائج التي رسمت سلفا للزيارة؟
ويجيب الكاتب الصحفي روبرت فيسك في مقال نشرته صحيفة الاندبندت يوم 19 مايو 2017 على ‏ذلك حين يقول "يسعى ملوك وأمراء الخليج الذين يمتلكون ثروات هائلة - الدين الوحيد الذي يؤمن به ‏ترامب- إلى تدمير شيعة المنطقة، وهذا مبرر بسيط لمكافحة الإرهاب بالنسبة لواشنطن؛ مما يعني ‏تدفق ترسانة أسلحة هائلة - تقدر بـ 100 مليار دولار- إلى السعودية استعدادًا للحرب المرتقبة، بينما ‏ستقف كل من أمريكا وإسرائيل تتفرجان وهما مبتسمتان‎.‎‏ كما يرى فيسك أنّ جاريد كوشنر - صهر ‏ترامب الذي يصفه بولي العهد- يمكنه تولي أمر إنشاء ناتو عربي، إذ إنّ إسرائيل ستكون سعيدة للغاية ‏برؤية الشيعة والسنة يتقاتلون، بل وستغذي الصراع مثلما فعلت هي وأمريكا إبان الحرب العراقية ‏الإيرانية، عندما دعمت واشنطن العراق بالسلاح، بينما أمدت تل أبيب إيران بالصواريخ. وقد برز ‏الدور الإسرائيلي بالفعل، بقصفها قوات بشار الأسد وحلفائه الشيعة، وغضها الطرف عن داعش، ‏وعلاج عناصر القاعدة في الجولان".‏
اساس المشكلة .. النزاع الايراني - السعودي ‏
يرى العديد من الدارسين والمراقبين للشأن الخليجي ان النزاع الخفي او كما اسماه البعض بالحرب ‏الباردة المذهبية هي صراع بين منهجيتين عقائديتين بين ايران الشيعية والسعودية الوهابية التي تتبعها ‏منظومة دول مجلس التعاون في هذا الصراع،وفي هذا الاتجاه تجدر الاشارة الى ان العلاقة بين ‏السعودية وايران ،بالرغم من الفارق المذهبي التاريخي ،لم تكن دائمة التوتر ،وخصوصا في التاريخ ‏المعاصر وتحديدا في من عشرينات القرن العشرين وحتى ثمانينياته ،اذ كانت علاقة ايران ‏الشاهنشاهية جيدة مع الدول الخليجية بشكل عام بالرغم من بعض التوترات ،وهذا الامر يعزى الى ان ‏الانظمة الخليجية ونظام الشاه كانت تدور معا في فلك الغرب والولايات المتحدة الامريكية إبان الحرب ‏الباردة ،وكانت تمثل شراكة ضد الاتحاد السوفيتي والانظمة الدائرة في فلكه والمتعاهدة معه مثل مصر ‏الناصرية وسوريا والعراق البعثيين واليمن الجنوبي الماركسي، لكن هذا التحالف بين ايران الشاه ‏ونظم الخليج لم يخلو من التوترات ،وربما كان ابرزها سيطرة ايران على جزر الامارات الثلاث عام ‏‏1971 ومحاولتها ضم البحرين عشية اعلان استقلالها بعد انسحاب بريطانيا من المنطقة مطلع ‏السبعينات ،الا ان استفتاء الامم المتحدة حينها ووقوف شيعة البحرين موقفهم العروبي الحاسم ورفضهم ‏التبعية لنظام الشاه حافظ على استقلال البحرين وعدم ضمها لايران حينها.‏
يرى الباحثون ان المشكلة ابتدأت مع نجاح الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني في فبراير ‏‏1979 واطاحة نظام الشاه وتأسيس الجمهورية الاسلامية في ايران ،التي لم تخف طموحها في نقل ‏تجربتها للمحيط الاقليمي وبشكل خاص في الدول التي يتواجد فيها الشيعة كالعراق ودول الخليج ، وقد ‏اصاب الرعب دول الخليج وبشكل خاص المملكة العربية السعودية التي يعيش على ارضها اكبرأقلية ‏للشيعة في منطقة الخليج التي تقدر بحوالي 10 – 15 % من سكان المملكة ،يعيشون متركزين في ‏الاحساء والقطيف في المنطقة الشرقية من المملكة التي تربض فوق بحيرة البترول السعودي .حيث ‏خشي النظام السعودي من امتداد شرارة الثورة الى مناطق الشيعة في المملكة ،كما خشيت دول ‏البحرين والكويت والامارات بشكل اقل لوجود السكان الشيعة ضمن تركيبتهم السكانية ،فما كان من ‏هذه الدول - لم تكن تنضوي بعد تحت تجمع اقليمي محدد،اذ ان مجلس التعاون الخليجي تأسس بعد ‏ذلك في مايو عام 1981- الا الدفع بنظام صدام لمجابهة النظام الاسلامي الوليد في طهران في سبتمبر ‏‏1980 ، حيث اقنع نظام صدام بالتحرك لتصحيح الوضع المهين الذي فرضته اتفاقية الجزائر على ‏العراق عندما تنازل صدام حسين عام 1975 وكان حينها الرجل الثاني في النظام لشاه ايران عن ‏نصف شط العرب والاراضي التي تحده، لذلك سعى صدام حسين لمطالبة نظام الثورة الايرانية الجديدة ‏بما كان قد تنازل عنه قبل اربع سنوات ،وجوبه طلبه وقتها بالرفض على اسس قانونية حيث اخبر ‏العراق ان النظام الجمهوري الاسلامي ورث قانونيا كل تعهدات نظام الشاه واتفاقياته كما ينص على ‏ذلك القانون الدولي ،وابتدأ الصراع معززا بتوهم الضعف الذي اصاب الجيش لايراني نتيجة تصفيات ‏الالاف من قياداته وجنرالاته المرتبطين بالنظام الملكي عشية الثورة الايرانية ،واستمرت الحرب لثمان ‏سنوات بدعم من الاموال الخليجية والتسليح الغربي والشرقي لنظام صدام ،والنتيجة النهائية ان الحرب ‏توقفت كما ابتدأت دون تحقيق اي تقدم سوى تدمير القوتين اللتين تهددان دول الخليج .. العراق ‏وايران.‏
مع تصاعد الازمات بين فترة واخرى وبشكل خاص تلك التي تثار في موسم الحج وصل التوتر مداه ‏في 31 يوليو 1987م في مكة المكرمة أثناء موسم الحج نتيجة تعرض محتجين ايرانين في موسم ‏الحج للعنف من اجهزة الشرطة السعودية ومقتل العديد منهم مما ادى الى قطع العلاقات الدبلوماسية ‏بين البلدين .‏
ولم يعود الدفء الى العلاقات بين البلدين الا في عهد الملك عبداللة بن عبد العزيز الذي حاول ان يرسم ‏سياسيات اصلاحية في المملكة ،وان لم تتجاوز حدود الاصلاحات الشكلية بهذا الخصوص ،منذ ‏النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي عندما كان وليا للعهد لكنه كان الحاكم الفعلي نتيجة تردي ‏الحالة الصحية للملك فهد وغيابه شبه التام عن مركز المسؤولية ،ومع تواجد الرئيس محمد خاتمي ذو ‏الافق المنفتح ،تم تحسن العلاقات بين الطرفين ،وانعكس ذلك على وضع الشيعة بانفراج نسبي ‏ومحاولة لفتح حوار بين المذاهب وتقليل الاحتقان الطائفي في المملكة وفي بعض دول مجلس ‏التعاون،لكن ذلك لم يمثل سوى مصالحة عابرة في جو مزمن التوتر اذ عاد التوتر بين الطرفين مع ‏صعود تيار المحافظين في ايران بقيادة الرئيس محمود احمدي نجاد.‏
الوضع الشيعي في السعودية ودول الخليج
تظهر كثير من الكتابات والتحليلات ،المتعلقة بشيعة الخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص نوعا ‏من التبسيط والسذاجة في غالب الاحيان في مقاربة الحالة الشيعية والحراك الشيعي ،اذ انها تعزز ‏الصورة النمطية التي تقدم شيعة الخليج بصفتهم كتلة صماء واحدة موالية لايران ،وتاليا تعزز حالة ‏الجهل بالواقع الشيعي ،فحقيقة الامر ان التنوعات داخل الحالة الشيعية السعودية على سبيل المثال ‏أكبر من اختزالها في هذا التوصيف غير الدقيق ،وهنا تبرز الحاجة الى قراءة اكثر تعمقا في الحالة ‏الشيعية السعودية من الناحية الاجتماعية والدينية والسياسية ،ومن ناحية ارتباطاتها بشيعة العالم ومن ‏ناحية علاقتها بالدولة وبمحيطها الاجتماعي ‏ ‏.‏
‏ ان النقطة الجوهرية في لب الصراع وفقا لعبدالله العروي الذي يرى ان للدولة عقيدة وجدانية اسماها ‏‏"ادلوجة دولوية" ولكي تتكون ادلوجة دولوية لابد من وجود قدر معين من الاجماع العاطفي والوجداني ‏والفكري بين المواطنين ،وهذا الاجماع وليد التاريخ وفي نفس الوقت تعبير عن مصلحة حالية ‏ ، اي ‏وجوب وجود تاريخ مشترك ومصلحة مشتركة تجمع حولها مكونات المجتمع لخلق هذا المفهوم ،لكن ‏مشكلة السعودية تنطلق من محاولة فرض العقيدة الوهابية بصفتها العقدية السائدة وبقرائتها الخاصة ‏للتاريخ كحقيقة وحيدة حاولت ان تفرض وجهة نظرها وتقمع بقية المكونات وتجبرها على الرضوخ ‏لهذا التوجه ،مما ادى الى نتيجة عكسية حيث التنافر القائم على اساس الاختلاف العقدي واللجوء الى ‏الهويات الفرعية التي تتبلور وتظهر وكأنها اكثر اهمية ومركزية من مفهوم الدولة الجامعة.‏
مرت العلاقة بين الاقلية الشيعية في السعودية والبحرين بشكل خاص وبين الانظمة الحاكمة بحالة من ‏التوتر منذ بدء ما عرف بالربيع العربي ،حيث انطلقت انتفاضة دوار اللؤلؤة في المنامة وكذلك الحراك ‏في مدن المنطقة الشرقية في الاحساء والقطيف ، لكن العنف المفرط الذي جوبهت به هذه التحركات ‏الشعبية عبر ارتكاب مجازر بحق الحراك المدني ،ولم تتوقف المظاهرات بل ازدادت اصرارا على ‏التصعيد حتى لجأ النظامان الى خطوة غير مسبوقة عندما ارسلت قوات مسلحة سعودية وبعض القوة ‏الاماراتية تحت مظلة ما يعرف بـ "قوات درع الجزيرة" الى المنامة لحماية المراكز المهمة لتتفرغ ‏القوات البحرينية الامنية والعسكرية لسحق الانتفاضة الشعبية ، مما رسم شكل العلاقة باعتبار الحراك ‏شيعي محض ،وصور اعلاميا على انه مؤامرة ايرانية تدبر وتدار من ايران لزعزعة انظمة الحكم ‏الخليجية ،وهذا الامر ادى الى توتر العلاقات الايرانية - الخليجية ،وانعكس ذلك على الاقليات الشيعية ‏بشكل عنف مفرط يجابه اي حراك سلمي ،وقد ادانت المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الانسان مثل ‏المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الامم المتحدة ومنظمة هيومان رايتس ووتش وغيرها هذا ‏التعاطي المفرط العنف من قبل الانظمة مع الحراك المدني في البحرين والسعودية.‏
حالة الانفجار وقطع العلاقات الدبلوماسية
بقي الوضع متوترا بين الانظمة الحاكمة وقواها القمعية من جهة والحراك المدني الشيعي في السعودية ‏والبحرين من جهة اخرى ، حيث كان يتراوح بين التصعيد والتهدئة متأثرا بالعلاقات والمعطيات ‏الاقليمية ،لكنه وبشكل عام كان يزداد توترا نتيجة التدخلات السافرة للسعودية ودول مجلس التعاون في ‏الصراعات الاقليمية في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان، وقد اتهمت السعودية ايران بالوقوف ‏وراء التصعيد في اليمن ودعم حركة انصار الله وانقلابها على الشرعية في اليمن المتمثلة بحكومة عبد ‏ربه منصور هادي ،مما ادى الى اعلان السعودية اقامة تحالف عسكري لمعاقبة حركة انصار الله بقيادة ‏الحوثيين والرئيس الاسبق علي عبد الله صالح المتحالف معهم ،واطلقت السعودية في مارس ‏‏2015عمليات ما عرف بـ "عاصفة الحزم"‏ ‏ ،وصبت نيران الاف الطلعات الجوية على المدن اليمنية ‏، لكن الواقع الجيوسياسي والعسكري كشف فشل السعودية في اقامة تحالف عسكري حقيقي يستطيع ‏تحقيق الانتصار في اليمن ،واغرق الامير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي النظام السعودي في ‏المستنقع اليمني الذي ادى الى تدهور مالي واضح في مدخرات المملكة الاستراتيجية وتسبب في نفور ‏حتى اقرب الشركاء الخليجيين من العمليات العسكرية التي لا يبدو انها تستطيع ان تحسم الامر على ‏الارض ،وان النظام السعودي بات يبحث عن مخرج يحفظ له ماء الوجه عبر قبول الوساطة الاممية ‏المتعثرة نتيجة تعنت الاطراف المتحاربة في اليمن. ‏
من جانب اخر ادى انعكاس التوتر الاقليمي على قرارات النظام السعودي الى ارتكاب خطأ اشعل فتيل ‏ازمة قديمة متجددة ،عندما اقدم النظام على اعدام رجل الدين الشيعي الشيخ نمر النمر ،مما ادى الى ‏خروج تظاهرات حاشدة في المنطقة الشرقية في السعودية وفي البحرين وفي العراق ولبنان وايران ‏وباكستان ،كما هاجم بعض المتظاهرين في طهران السفارة السعودية في ايران ،مما ادى الى سحب ‏السفير السعودي وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ‏ ، واعتبرت السعودية الامر تدخلا في الشأن ‏الداخلي السعودي ، كل ذلك جاء مع تحسن واضح في العلاقة الايرانية الدولية بعد نجاح الاتفاق بين ‏ايران ومجموعة دول 5+1 في الاتفاق النووي ،وتوقيع هذا الاتفاق بمباركة ادارة الرئيس اوباما ، ‏وهذا ما قرأه النظام السعودي وبعض انظمة الخليج على انه انسحاب امريكي من الشراكة ‏الاستراتيجية الامريكية السعودية لصالح تحسن العلاقة الامريكية الايرانية.‏
موقف ادارة اوباما في سنتها الاخيرة ‏
اذا اردنا ان نفهم موقف ادارة ترامب من دول مجلس التعاون وبشكل خاص السعودية ،لابد ان نفهم ‏حالة التوتر التي وصلت لها العلاقات الامريكية السعودية قبل ذلك، حيث مثلت تصريحات الرئيس ‏الأمريكي باراك أوباما حول المملكة العربية السعودية في سلسلة مقابلات مع مجلة (ذي أتلانتك) ‏‏2016 محطة فارقة في تاريخ التحالف بين البلدين ، وحملت هذه التصريحات تصعيدًا، أثار التساؤلات ‏حول توقيته ودلالاته، ولماذا انتظر أوباما حتى الأشهر الأخيرة من ولايته الثانية، ليثير هذا الموضوع، ‏الذي تحاشى أسلافه الخوض فيه أو حتى الإشارة إليه؟ إلا أن الرئيس أوباما قال " إن المنافسة بين ‏إيران والسعودية أدت لحروب بالوكالة والفوضى من سوريا إلى العراق واليمن، مضيفا أن الوقوف ‏إلى جانب شركائنا الخليجيين سيجبر الولايات المتحدة لاستخدام القوة العسكرية لتعديل النتائج.. وأن ‏على السنة والشيعة التوصل إلى طريقة فعالة للتعايش وحسن الجوار وتأسيس نوع من السلام ‏البارد."‏
وهذا الامر اعتبره صقور النظام السعودي تخليا عن شراكة استراتيجية دامت ثمانين عاما بين البلدين ‏، وقد جاء الرد السعودي على لسان الامير تركي الفيصل المدير السابق للمخابرات السعودية عندما ‏صرح ردا على تصريحات الرئيس اوباما في مقال نشرته صحيفة "أراب نيوز" السعودية، الصادرة ‏بالإنجليزية ، ولأن الحس الاستخباراتي للرجل، جعله يجزم أن الرئيس أوباما خرج عن صمته، لتنامي ‏الدوري السعودي منذ استلام الملك سلمان مقاليد الحكم، خاطب تركي الفيصل سيد البيت الأبيض، ‏بوضوح لا لبس فيه قائلا:” نحن الذين أسسنا تحالفًا ضم أكثر من ثلاثين دولة مسلمة، لمحاربة كافة ‏أطياف الإرهاب في العالم. نحن الممولون الوحيدون لمركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، نحن ‏من يشتري السندات الحكومية الأميركية ذات الفوائد المنخفضة التي تدعم بلادك. نحن من يبتعث ‏آلاف الطلبة إلى جامعات بلادك، وبتكلفة عالية، نحن من يستضيف أكثر من ثلاثين ألف مواطن ‏أميركي، وبأجور مرتفعة، لكي يعملوا بخبراتهم في شركاتنا وصناعاتنا " وتابع الأمير تركي الفيصل ‏معاتبا الرئيس أوباما ؛ " لقد أكدت أنت دور المملكة القيادي في العالمين العربي والإسلامي. والآن ‏تنقلب علينا وتتهمنا بتأجيج الصراع الطائفي في سوريا واليمن والعراق".‏
ان صدمة السعوديين كانت كبيرة عندما لم يستطع الرئيس اوباما تمرير الفيتو على قرار الكونجرس ‏باقرار قانون جاستا الذي ستعاقب وفقا له السعودية بصفتها دولة داعمة للارهاب . حيث تم اقرار ‏القانون واصبح سيفا مسلطا على رقبة النظام السعودي ، ومع ذلك كان رهان النظام السعودي ومعه ‏انظمة مجلس التعاون الخليجي على حصان الديمقراطيين في السباق الانتخابي في الانتخابات ‏الامريكية الاخيرة ،مما جعل وسائل الاعلام الخليجية تهاجم المرشح دونالد ترامب وتراهن على نجاح ‏هيلاري كلنتون ،بدوره ترامب هاجم السعودية ودول الخليج ووصفها بأنها البقرة الحلوب التي يجب ‏ان يستحوذ الامريكان على حليبها مقابل الحماية التي يوفرونها لهذه الدول ،واذا ما نشف حليبها ‏وثرواتها فأن الولايات المتحدة ستذبح هذه البقرة ، ،وجاءت نتيجة الانتخابات لتزيد الطين بلة بفوز ‏دونالد ترامب ،وتوعده انظمة الخليج بالقادم من سياساته المهددة ، حتى اشار بعض المراقبين الى ان ‏ودائع السعودية في الولايات المتحدة التي تبلغ حوالي 650 مليار دولار مهددة بالمصادرة او التجميد ‏في اقل الاحتمالات اذا طبق قانون جاستا ، مما دفع بولي ولي العهد محمد بن سلمان الى زيارة الرئيس ‏ترامب وتقديم فروض الولاء من خلال عروض بعقد صفقات تبلغ قيمتها عشرات المليارات كعربون ‏لفتح علاقة وشراكة جديدة بين الطرفين .‏
عندما تم الاتفاق بين الطرف السعودي والطرف الامريكي على ان تكون زيارة الرئيس ترامب فاتحة ‏تحركاته الخارجية ،صورت السعودية الامر بانها الزيارة التاريخية التي ستغير المنطقة وشبهتها ‏بزيارة الرئيس روزفيلت للملك عبد العزيز ال سعود قبل حوالي ثمانين عاما ،الزيارة التي اسست ‏لشراكة استراتيجية بين البلدين ، وهذا الامر انسحب على محاولة تطبيع علاقة الولايات المتحدة ببقية ‏دول مجلس التعاون من خلال لقاء القمة الذي تم في الرياض.‏
حقوق الانسان .. الملف المغيب في زيارة ترامب
عشرات المليارات دفعت ثمنا لترسانة الاسلحة التي ستنتقل من مخازن الشركات الامريكية الى ‏السعودية ، فهل هذا يعني بالمقابل ان تغض الولايات المتحدة نظرها عن الانتهاكات في ملفات حقوق ‏الانسان التي مورست وستمارس في المستقبل في السعودية وبقية دول مجلس التعاون ؟ وهل كل هذا ‏التجييش ضد ايران باعتبارها الخطر الاوحد الذي يهدد امن دول الخليج سيعني ضوءا اخضر لسحق ‏الاقليات الشيعية التي تعيش في هذه البلدان ومعاملتها كطابور خامس لايران دون التمحيص في ‏اداعات الانظمة القمعية عبر لجان دولية محايدة؟
هذا ما تم على وهذا ما يمكن قرائته على الاقل قبيل واثناء زيارة الرئيس ترامب للرياض، في هذا ‏السياق قال أدم كوجل الباحث في شؤون الشرق الأوسط لدى منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية ‏بالدفاع عن حقوق الإنسان "في ضوء علاقة ترامب الهشة مع حرية الصحافة وحرية التعبير بوجه ‏عام، لا نتوقع أن يطرح تلك القضايا أثناء الزيارة‎".‎‏ أما في واشنطن، فقال مسؤول كبير في إدارة ‏ترامب إن حقوق الإنسان لن تكون قضية محورية في اجتماعات الرياض حيث من المتوقع أن يبحث ‏الزعماء العرب مكافحة التشدد الإسلامي وما يرونه نفوذا متناميا لخصمهم إيران‎.‎
وذكر المسؤول أن ترامب يفضل إبقاء تلك المناقشات بعيدا عن الأضواء تماما مثلما فعل مع الرئيس ‏المصري عبد الفتاح السيسي في الآونة الأخيرة عندما تمكن ترامب من تأمين الإفراج عن ناشطة ‏أمريكية من أصل مصري تنشط في مجال حقوق الإنسان كانت قد اعتقلت في القاهرة منذ حوالي ثلاث ‏سنوات. وفي سياق متصل، قال بروس ريدل الباحث لدى معهد بروكنجز في واشنطن " إن السعوديين ‏لا يريدون مزيدا من الحديث عن حقوق الإنسان أو الديمقراطية أو الإصلاح السياسي أو المساواة بين ‏الجنسين، لقد سئموا ذلك في عهد باراك أوباما وهيلاري كلينتون". وأضاف "إنهم واثقون تماما في ‏أنهم لن يسمعوا ذلك من دونالد ترامب." في هذا السياق، قالت مضاوي الرشيد الأستاذة الزائرة بمركز ‏الشرق الأوسط التابع لكلية لندن للاقتصاد إن الرياض تخوض حملة لتكميم المثقفين من "الأصوات ‏المعارضة". وأضافت "الكثيرون من هؤلاء، من الرجال والنساء، غادروا المملكة".فيما يقول نشطاء ‏إن من بين الممنوعين من الكتابة اقتصاديون وأكاديميون وكتاب عمود ورجال دين. ولا توجد أرقام ‏دقيقة بشأن أعداد هؤلاء لكن نشطاء يقدرون العدد بأكثر من 20 في السعودية وحدها.‏
احداث الدراز بعد زيارة ترامب
لقد كانت الهجمة الشرسة على حي الدراز في العاصمة البحرينية المنامة البحرين يوم 23 مايو ‏‏2017 بعيد انتهاء زيارة الرئيس ترامب للرياض خير دليل على الانتهاكات والعنف القادم الذي ‏ستسلطه هذه الانظمة على الاقليات الشيعية في بلدانها ، حيث سقط أكثر من 100 شخص بين شهيد ‏وجريح جراء إطلاق قوات الأمن البحرينية الرصاص والغازات المسيلة للدموع على المعتصمين أمام ‏منزل المرجع الديني للطائفة الشيعية الشيخ"عيسى قاسم" قبل أن تقوم باقتحام منزل الأخير‏‎.‎‏ ففي ‏منطقة الدراز، غرب العاصمة المنامة، حيث منزل المرجع الديني "عيسى قاسم" تقدمت القوات ‏البحرينية بالمدرعات في عملية أمنية تهدف لاقتحام المنزل واعتقاله، غير أن أنصاره استبسلوا كثيراً ‏في الدفاع عنه ليسقط العشرات من الجرحى والقتلى جراء استخدام العنف المفرط في العملية‎.‎
كما اسفرت عملية اقتحام المنزل عن اعتقال 50 شخصاً كانوا بداخله، فيما فشلت القوات الامنية ‏باعتقال المرجع “عيسى قاسم” بحسب مصادر بحرينية، العملية قوبلت بغضب شديد من الحركات ‏والمكونات البحرينية، ونقلت قناة اللؤلؤة البحرينية المعارضة عن القيادي في ائتلاف شباب ثورة 14 ‏فبراير "ضياء البحراني" إن النظام الحاكم في البحرين يشنّ عدواناً دموياً على المواطنين العزّل في ‏الدراز منذ صباح اليوم الثلاثاء 23 مايو 2017 مستقوياً بالدعم الأمريكي المفتوح بعد اللقاء الذي جمع ‏بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملك حمد بن عيسى آل خليفة في الرياض.‏
منظمة هيومن رايتس أدانت العملية الأمنية وقالت "مرة أخرى، يبدو أن مهندسي العنف المزعزع ‏للاستقرار في البحرين هم حكومة آل خليفة، وتوقيت هذه العملية - بعد يومين من اجتماع الملك حمد ‏بالرئيس ترامب - من الصعب أن يكون من قبيل المصادفة". ‏
الخاتمة ‏
يبدو ان المنطقة مقبلة على تصعيد بين محوري السعودية وحلفائها من جهة وايران وحلفائها من جهة ‏اخرى ، وان هذا التصعيد ستكون له عواقب كارثية ستدفع ثمنها شعوب المنطقة ،واول الدافعين لثمن ‏التقارب بين ادارة ترامب الشعبوية اليمينية وحكومى اليمين الاسرائيلي بقيادة نتنياهو ودول مجلس ‏التعاون الخليجي بقيادة وتحريك محمد بن سلمان سيكون الشيعة في المنطقة ،حيث سيقع على عاتقهم ‏تحمل سياسيات القمع التي ستنتهجها انظمة الخليج وقد ظهرت اولى بوادر هذا التصعيد في الحملة ‏المسعورة التي شنها نظام آل خليفة على حي الدرازغرب المنامة.‏
التوصيات ‏
‏1.‏ العمل على تعبئة الرأي العام العالمي وتعريفه بالمظالم والانتهاكات التي تقع على شيعة ‏الخليج.‏
‏2.‏ التواصل المستمر والمثمر مع الجمعيات والمنظمات العالمية المعنية بحقوق الانسان مثل ‏منظمة حقوق الانسان في الامم المتحدة وهيومن رايتس ووتش .‏
‏3.‏ جمع الادلة والوثائق عن حالات انتهاك حقوق الانسان التي يستطيع العاملون في مجال حقوق ‏الانسان في الخليج الوصول لها ،لتهيئة ملف رصين يمكن ان يقدم لمحكمة العدل الدولية لادانة ‏الانظمة القمعية بجرائم ضد الانسانية.‏
‏4.‏ العمل مع الانظمة الخليجية التي تحاول ان تسحب فتيل الازمة وتسعى جاهدة لبذل الجهود ‏الحقيقة لتخفيف لاحتقان مثل الجهود العمانية وبعض الجهود الكويتية.‏
‏5.‏ استثمار حالة الصراع التي ولدت بعد زيارة ترامب والتي خلقت شرخا بين الدوحة والرياض ، ‏وهنا يجب التأكيد على توثيق الفضائح والتهم التي رمى بها كل طرف خصمه للاستفادة منها ‏كوثائق وتقارير في الجهود القادمة.‏
‏6.‏ عدم تصديق خدعة الصراع الحالي بين قطر والسعودية واتهام قطر بأنها اصبحت حليفا لايران ‏،لان هذا الصراع مرحلي قد يزول في اي لحظة مع زوال مسبباته ،ومن هنا يجب الحذر عند ‏التعامل معه.‏
‏ ‏
المصادر ‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة