الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذبة نيسان

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


من الطريف حقاً أن نذكر كذبنا بالخير ونخصص له يوماً لنحتفي به، في الوقت الذي نقف فيه عاجزين عن تذكّر لحظة صدق واحدة في حيواتنا، بل ربما يكون يوم احتفالنا بالكذب هو يوم صدق في حياتنا!!.
لماذا نكذب؟
يقول البعض وفيهم علماء وخبراء: إن الكذب قد يكون حلاً لبعض المشكلات، ولكنّ حبله قصير... ولذلك فإنّ الحلّ يكون جزئياً، ومؤقتاً... وفي زمن التقنيات المتطورة تم اختراع جهاز لكشف كذب الكاذبين، ولكن مخترعي الجهاز أيضاً أوجدوا سبلاً عديدة للالتفاف على الفحص، ليظهر الكذب كأنه حقيقة، وليبنى على كذب مشاريع ومخططات وهمية على اعتبار أنها بنيت أصلاً على أساس باطل، وحسب النص فإن ما بني على باطل فهو باطل.
من أشهر الكذبات في القرن الحادي والعشرين، كذبة تم تصنيعها وتأليفها في أقبية جهاز المخابرات الأميركية تسببت فيما بعد بحرب لا تزال قائمة حتى هذه الساعة، كذبة القرن إذا جاز القول تتلخص بالآتي: نظام صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، ويشكل خطراً على أمن المنطقة والعالم!!
الكذبة تم ترويجها وسهر الكثير من الخبراء والإعلاميين ورجال السياسة على رعايتها حتى أثمرت شجرة باسقة، وحسب ظني فإن النظام السابق صدق هو نفسه كذبة أسلحة الدمار الشامل، وإلا لما كان بدا معتداً وواثقاً بينما الطائرات وحاملاتها تدك العراق من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه.
وبعد الاحتلال بدأت تتساقط أوراق الشجرة الباسقة، ثم أغصانها، ثم تنهار كلها ليعترف القادة الأميركيون أنهم كذبوا، والحقيقة أنهم كانوا صادقين حين اعترفوا بكذبهم، إذ أننا وفي حياتنا العربية قلّما نسمع اعترافات لكاذبين سواء أكانوا رجال سياسة أم رجال أعمال أم أي نوع من الرجال... وأنا أقول رجالاً ليس لأن نساءنا لا يكذبن، ولكن لأن رجالنا هم الذين يتولون أمر الكذب، ولا يتركون للنساء أي فرصة لممارسة حقهن في أن يكن كاذبات.
الكذب العربي مستمر منذ عقود، ولم يتوقف لحظة... حتى صار الصدق نادراً، وصار المواطن العربي مهما بلغت ثقافته أو وعيه قادراً وبسهولة على اقتناص الكذبات الكبرى، أفضل من أي جهاز اخترعه العلماء، وقلما صدقت شعوبنا نحنحات حكامها وحشرجاتهم المفتعلة في أثناء خطاباتهم، ولكنهم كانوا ينقادون مختارين أن يصدقوا بل أن يوهموا المتحدث أنهم صدقوه جرياً وراء مثل يقول : (خليك ورا الكذاب إلى الباب)..
ولكن ذلك الجري الحثيث وعلى مدى عشرات السنوات جعل الكاذب وملاحقيه في سلة واحدة، واستشكل الأمر فما عاد ممكنا التمييز إن كان الحاكم يكذب أو أن الشعب هو الكاذب...
شعبنا الكريم كل عام وأنتم بخير ودمتم (صادقين).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية