الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب قي قممهم

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2006 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في صباي كان دافع التشجيع ونيل رضا الوالد يدفعان بي الى تنفيذ معظم ما يطلب مني، وبالاخص اقامة الصلاة ، فكنت حاضرا مع والدي في اكثر الاوقات في المسجد، طبعا دون معرفة او فهم ما اردده اثناء الصلاة حيث اصبحت لدي عادة ككل العادات طبعت في اللاشعور، هذا بالاضافة الى عدم التركيز وشرود الفكر الى مسائل اخرى كاللعب او الضحك أو المدرسة وما الى ذلك اثناء الصلاة، مما كان يدفع بي الى نسيان حتى عدد الركعات، فمرة زيادة ومرة نقصان وهكذا.
اليوم وانا أشاهد عبر التلفاز انعقاد القمة العربية الاخيرة في الخرطوم،اتذكرتلك الايام التي كنت أؤدي فيها الصلاة كعادة وليست كعبادة، اطمح منها رضا الوالد لا غير .
القمم العربية كذلك، ليست سوى عادة دأب العرب على ادائها معتبرين تجمعهم هذا " وحدة " ما يسمى بالصف، ناسين او متناسين بان هذه التجمعات تكشف عورتهم امام العالم ولا تسترها . ففي كل قمة تبرز الخلافات والتلاسنات والتراشقات وحتى الاتهمات وتبدأ مقاطعة الجلسات، كل ذلك يجري امام مرأى ومسمع العالم . فهي تبدأ كما في كل مرة بخطابات رنانة وبراقة تملئها العبارات البراقة مثل " تحت قيادتكم الحكيمة والرشيدة " " بحكمتكم المعهودة " " بحنكتكم وحلمكم " وما الى ذلك من عبارات لا تنفع الا الناطقين بها، وتعقبها جلسة او جلستين مغلقتين، تنتهي بالجلسة الاخيرة التي هي كذلك لا تخلو من خطابات لا تختلف نصوصها عن الخطاب الاول ومن ثم يظهر الامين العام للجامعة العربية ليقيم اعمال القمة باعتبارها، ناجحة طبعا، يبشر بها " الامة العربية " وهكذا دواليك، من دون ان تؤثر هذه القرارات لا من قريب ولا من بعيد على حياة مواطني تلك الدول ، والعمال والكادحين منهم على وجه التحديد، وهو ما يبرر اللامبالاة والاهمال وحتى السخرية والاستهزاء التي توليها هذه الجماهير لهذه القمم.
لا يغيب عن المتابع للشأن العربي ان الحركات القومية اخفقت في تحقيق شعارها العريض في تحقيق " الوحدة العربية " وانهارت هذه الحركة ، بتياراتها المختلفة، الواحدة تلو الاخرى فاصبحت " الوحدة العربية " في خبر كان، كونها شعار خيالي بعيد عن الواقع خصوصا ونحن نعيش القرن الواحد والعشرين الذي يشهد عصر ما يسمى بـ " العولمة " حيث المصالح فوق كل اعتبار، فها هي اوربا في طريقها نحو الوحدة ، وحدة لا تبنى على الاسس التي ينادي بها العرب ، كاللغة والتاريخ والدين والمصير و..... بل على اساس المصالح المشتركة للطغم المالية والشركات الاحتكارية الكبرى ، فليست اللغة الفرنسية هي الالمانية ولا تاريخ بريطانيا هو تاريخ ايطاليا ولا ولا ......
ان تعلق القادة العرب بقممهم رغم كل عوامل الفشل التي يحملونها معهم وهم يبدأون رحلة الحضور،ليست سوى عادة تؤديها هذه الحكومات كعادتي في صباي، وهي لا تنم عن شيء سوى ذر الرمال في عيون جماهير هذه الدول والاهائها عن واقعها المؤلم الذي تعيشه بدأً من البطالة والامية والفقر وانتهاءً بالقمع والارهاب والاستبداد.
2006-04-01








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق


.. الاعتداء على داعمين لفلسطين اعتصموا بمركز تجاري بالسويد




.. تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي: 96% من سكان غزة يواجهون مست


.. مصادر العربية: إطلاق النار في محج قلعة أثناء القبض على من سا




.. -إيرباص- تُعاني بسبب الإمداد.. والرئيس التنفيذي للشركة يتوقع