الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطعم الاسرائيلي في الصنارة الايرانية

نزار جاف

2006 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت الفترة الاخيرة سلسلة من الإجتماعات الدولية المتباينة حول البرنامج النووي الايراني المثير للقلق و التوجس الدوليين، کان آخرها ماعقد في برلين، وعلى الرغم من أن حصيلة ماتمخض عن تلک الاجتماعات السياسية و"الاختصاصية"، کان إمهال إيران لمدة شهر آخر کي تکف عن تخصيب اليورانيوم، وهذا الإمهال کان بحد ذاته نوعا من الإخفاق الدولي أمام سياسة التحايل الايرانية في اللعب على حبال مصالح کل من روسيا و الصين اللتين لم تجدا بدا من الإنکفاء لفترة أخرى تحت عباءة آية الله الخامنئي التي يحکم في ظلها الرئيس أحمدي نجاد أملا في إيجاد حل دولي توافقي يضمن مصالحهما في إيران.
لکن الذي يجب على موسکو و بکين أن تعلمانه و تدرکانه جيدا، إن إيران بنظام حکمها الراديکالي الحالي، ليست هي في صدد التناغم و التجاوب مع الضغوطات الدولية، بقدر ماهي في صدد إستغلال عامل الوقت کي تحقق مأربها الاهم بالوصول الى السلاح النووي الذي هو يمثل هدفا إستراتيجيا لها.
إن روسيا و الصين اللتين لا تعبئان بکل خلفيات و تداعيات السعي الايراني نحو التقنية النووية، لابد وإنهما قد أبصرتا بأم عينيهما آخر تجربة صاروخية إيرانية عندما إختبرت الماکنة العسکرية الايرانية وبنجاح صاروخ"فجر3"الذي بمقدوره أن يحمل رأس يزن1000 کيلوغرام و أن يصل بسهولة الى عمق إسرائيل، والذي يجب الانتباه إليه جيدا، هو أن المسؤولين العسکريين الايرانيين قد أکدوا في معرض إختبار هذا الصاروخ، إنه صمم لمواجهة القدرات الاسرائيلية في هذا الصدد، خصوصا وأن الدولة العبرية قد قامت بإختبار لأحد صواريخها البالستية وذلک قبل أن تقوم إيران بإختبار صاروخ"شهاب3" بإسبوعين، وحتى أن شهاب3 ذاته قد أثار قلقا دوليا في حينه وأشارت واشنطن من أن هذا الصاروخ قد صمم وفق إشراف کوري شمالي. وهذا الامر، هو بحد ذاته لعبة إيرانية ذکية أخرى لمنح صراعها النووي مع المجتمع الدولي بعدا عقائديا، وهو أمر دأبت إيران على توظيفه و بنجاح في تلاعبها بالمجتمع الدولي، خصوصا وهي تبغي بذلک إحراج دول المنطقة سيما تلک التي لها سياسة متزنة و حکيمة و تحاول جاهدة العمل على کبح جماح السياسة ـ العقائدية الايرانية المبرمجة لأهداف محددة.
ومهما يکن، فإن الإمهال الاخير لإيران والذي قابلته برفض واضح، هو في النهاية نقطة ثمينة أخرى للحکم العقائدي في طهران، وقد يکون ممکنا تشبيهه بجولة أخرى لصالحها، سيما وأن السيد جاک سترو في آخر مقابلة إذاعية له مع القسم الفارسي في الBBC، قد أشار بوضوح الى أن "ماتقوم به إيران ليس تحقيقا وإنما تدريبا"، وضمن المقابلة الاذاعية ذاتها ألمح السيد سترو الى التحايل الايراني عندما قال"نحن نتلقى رسائل متباينة من الايرانيين، فمن جانب نتلقى الرفض، ومن جانب آخر نتلقى إشارات بأن إيران تميل للتفاوض".
کلام وزير خارجية بريطانيا للقسم الفارسي في هيئة الاذاعة البريطانية، کان هو الاخر مع ماحمله من تلميحات و إشارات يمثل نوعا من المداهنة و المسايرة للحکم المتشدد في طهران، إذ أن سترو شدد على أن موقف بلاده لا يختلف عن موقف الصين و روسيا على حد تعبيره، مع إن هناک أکثر من علامة إستفهام على هذا الکلام الذي يبدو أن مضمونه مبطن بمعاني مغايرة لظاهره.
وقد تبدو الولايات المتحدة الامريکية و إسرائيل، منفردتين نوعا ما عن السرب الدولي المناهض لطهران من حيث التشدد في موقفيهما، لکن مختلف الدول الاوربية وحتى غالبية دول المنطقة و العالم، تتفهم بوضوح تام التشدد الامريکي ـ الاسرائيلي الذي تحاول طهران جاهدة توظيفه بذکاء في مواجهتها مع المجتمع الدولي وتحريف الصراع من واقعه الحقيقي الى خلفية عقائدية مزعومة کانت دوما هدفا للعديد من الحکام المستبدين في المنطقة حين تدور بهم الايام، ويکفي الدور الايراني المشبوه في العراق وماقامت به من ألاعيب خبيثة موجهة لخدمة إستراتيجية بعيدة المدى حتى إستطاعت أخيرا من جر القدم الامريکية الى التفاوض بخصوص العراق وهي بداية خطوة غير حميدة للأمريکان وماکان يجب أن يقوموا بمثلها أبدا لما فيها من خدمة للسياسة الايرانية.
ومهما يکن، فإن المجتمع الدولي إذا ماإستمر في التعامل بهکذا إسلوب متراخي مع طهران، فإن الامور سوف تفضي في نهاية المطاف الى نجاح المسعى الايراني و الحصول على التقنية النووية وحينها فإن المجتمع الدولي عموما ودول المنطقة خصوصا، سوف لايجدون مناصا من قبول"إملاءات"إيرانية مختلفة، وعندها فقط سوف يتوضح أن الهدف النهائي لا ولم تکن الدولة العبرية لوحدها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة