الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البول للحمير

محسن عبدالرحمن

2018 / 9 / 12
كتابات ساخرة


البول للحمير و البصاق ممنوع
محسن عبدالرحمن - دهؤك
ان قلت لاي نشمي عراقي اننا شعب بدوي لانتآلف مع الحضارة، فمن المؤكد أن ردة فعله ستكون كبركة ترسبت في قعرها الاوحال و فجأة خُضّت بعنف! فيباريك بسيف العنتريات متحديا و مفاخرا(نحن خير امّة اُخرجت للناس، نحن من هدى الله بهم البشر)!
اذا كان التحضر ظاهرة مكتسبة تتجلى في تصرف و تعامل يومي للفرد و الجماعات مع الحياة، و ليست شعارات في التقدمية الاعلامية و الايمان المغشوش و التاريخ الوهمي المحشوة في ذاكرتنا، فالتحضر بابسط مفاهيمه في واحدة من اقدم المدن مثلاَ (ميسلا) باسمها المذكور في (الاناباسيس) للقائد زينفون – 451 ق.م، أوكما تسمى الى الآن (ميسل) من قبل اهالي مدن (ئاميَدى و ئاكرىَ)، ميسل وهي الجانب الايمن من مركز محافظة نينوى، فهذه المدينة العريقة تاريخياَ و المعروفة باضرحة أنبيائها و أولياءها..، الابدية في صراعها الجبلي - الصحراوي (الآري- السامي)، حتى آخر سقوط لبغداد سنة 2003 كانت السمة الظاهرة لهذه المدينة اضافة الى تماثيل و صور الرئيس (حفظه الله و رعاه) معروفة بكتابة شعارات حزب البعث على الحيطان مثل (البعث طريقنا، جئنا لنبقى، كل شىء من اجل المعركة، امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة،...).
كانت هناك شعارات المواطن العادي وهي الاكثر مصداقية و انتشاراَ والتي تمثل وجهة نظر المواطن والمستوى الحضاري للسكان وهي الشعارات المعبرة عن الحالة السائدة و العقلية المنتشرة و المناظر المألوفة في مدينة (الحدباء، ام الربيعين) الا وهي (البول للحمير) و لم تكن في درابين المصلاوية الضيقة المتوارية للأعين، بل كانت على الجدران الاكثر بروزاَ وفي الشوارع الاكثر شهرة وازدحاماَ مثل شارع النجفي المفتخرة بمكتباتها و شارع العدالة المسمى سابقا شارع (الملك غازي) والدواسة الشارع التجاري و الترفيهي الذي تطل على جانبيه صالات السينما و الملاهي الليلية واكثر الاماكن ازدحاماَ قلب المدينة النابض (باب الطوب).
فما بال الاطراف حيث تجمع اهل البادية في احياء الصفيح، هذا التصرف الشاذ ماهو الا تعبير حي عن بساطة وعفوية البدوي الذي يتبول حيث يحتاج ويتصرف بغريزية البعير، لنتخيل رجلاَ بالغاَ واقفاَ قبالة الحائط في شارعٍ عام رافعاَ دشداشته، كاشفاً عن ساقيه و من بين رجليه يسيل البول!
اما الشعار الثاني وهو الاكثر انتشاراَ والمألؤف للعين، فحيثما يولي المرء وجهه فثمة لافتة، تفنن كاتبها باظهار مهارته في الخط العربي، و غالباّ تكون بلون احمر على ارضية بيضاء وتشاهد في دور السينما و المطاعم و المقاهي و حتى في الجوامع و حتى حتى في حرم جامعة الموصل، تخيل حتى في حرم الجامعة! ناهيك عن محلات بيع الملابس والمكتبات والدوائر الحكومية، واخيراَ وليس آخراَ في الباص العمومي المعروفة عراقياَ (مصلحة نقل الركاب) والاهلية على حد سواء... الا هو شعار(البصاق ممنوع) و احياناَ لاضافة نكهه مصلاوية مرحة عليها كانت تكتب باللهجة الموصلاوية (أغاتي رجاءاَ لاتفَل)!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي