الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات من ايام النضال الحلقة السادسة عبدالله والشرطة

سعدي جبار مكلف

2018 / 9 / 12
الادب والفن


الرمز يبقى خالداً ومخلداً ذكراه ، وعمل الخير ،والمعروف بيرغاً عالي في سفر مواقف الرجال ، وأنتهت الخمس سنوات وهي سنوات سجني التي حكم عليه فيها عام 64 في شهر الرابع من عام 1968 ارسلت الى مديرية الامن العامة التي احالتني الى مديرية أمن البصرة ،الجملون الذي اعرفه جيداً ،واستمرت المناوشات بيني وبينهم حول اعطاء البراءه ،ولما كنت لازلت مسجوناً بسبب سنة المراقبة ،ارسلت الى مركز شرطة الجمهورية اي مركز محلتي ... ووقعت عيني على محلتي الجميلة منذ اربع سنوات ، التاريخ مواقف للرجال تكتب بحروف من النور ،والطيبة ، والمحبة ، وتكتب بحروف داكنة حالكة سوداء، نعم التاريخ لايرحم ويمر الوقت ويتغير المكان ، وتبقى تلك المواقف محراب لذكرى المواقف الخيرة العطره .. سأخرج من السجن بعد اربعة سنوات عشتها بين جدران سجن الرمادي والعمارة ، وغرفة المحجر ، والانفرادي هذا السجن الرهيب في كل شيء ..في ناسه وسجانه الذي يلعن ،ويشتم الحكومة اكثر مني لأنه مسجون مثلي ، واكثر عوزاً ،وفقراً ،مطوق بالاوامر من قبل اوباش السجن ... سأدفن كل اوجاع وألم القلب والفكر في التراب ،لن اضع فوقه شاهداً لكي لايراه اويحسه او يعيش معه الاخرون ويصدقوا كذب الشعارات وزيف الباطل ،واشواكه المدمية القاسية .
ادفنه واترحم عليه من غير عودة حتى لايتألمون الاخرين مثلي.. لاأريد لاي انسان الالم ،لااريد لأحد ان يعيش مأساتي ..جراحي عميقة وكبيرة سأكويها بالنار ، سأتألم ألم عارض ، وقتي سيزول المهم ان تشفى هذه الجروح او تهدأ قليلاً لأبدأ من جديد لحياة ريما تكون اسعد واجمل .. المهم ان لا اشعر واحس بسيل الدماء منها ،ويفوح عطر ألمها الساكن ،سأداويها بذكريات الطيش ،والحماقة ، بالكلمات الانشائية التي صدقتها فكانت خدعة مثيرة ،وكبيرة ولاطمة كبيرة اطرت هذه السنوات الخمسة ، قد اشفي من هذه الجروح او لا اشفي ، والمحاولة ضرورية سأنهي هدير هذه الالام والجروح ، كانت كابوس وحلماً مرعب طويلا .. اعرف ذلك لن ينتهي الخريف من حياتي ، فقد اسقط كل اوراقي الخضراء فبت بين الموت والحياة لست ادري كيف تذكرت مقولة الشاعر الروسي الشهير بوشيكن (ايها الخريف اية غرابة فيك تجعلك تشبهني بحزنك كما تشبهني بيوم فرحي ) وصلت الى مركز الجمهورية ، ولم استطيع الدخول الى غرفة التوقيف من شدة الرائحة النتنة ،وهي مكتظة بالموقوفين المهم دخلت ادخلوني الشرطة بالقوه ،استمر التوقيف اكثر من اسبوعين ،لم يظهر اي بوادر لاطلاق سراحي ، وجاء زوج اختي الكبيرة رحمهما الله وهو ابن
خالي ابو نجم عبدلله زيدان ،هو الابن الاكبر للوجيه المندائي المعروف زيدان شريف صالح ،هو الابن المدلل لديه ،هو صاحب خبرة ودراية في التعامل في مراكز الشرطة من خلال توقيفه ولعدة مرات عوضاً عن شقيقه المرحوم الدكتور صالح زيدان شريف ،فقد كان صالح من الشيوعيين القدماء في البصرة والمعروف و قد ذكره الكاتب جاسم مطيربعدة مقالات بعد ثورة 14 تموز ، فقد كان من عناصر اتحاد الطلبة المعروف وقائداً جماهيرياً كبير، سجن في العهد الملكي وهو طالب في الاعدادية ، اودع سجن بعقوبة سنه 1955 بعد ان حكم عليه اربع سنوات سجن ،وسنة مراقبة يرسل بعد ان تنهي محكوميته الى بدره على الحدود الايرانية ، اطلق سراحه من السجن في ثورة تموز سافر الى بولونيا ،وحصل على شهادة الدكتوراء في الهندسة الميكانيكية ، وانتهت حياته المشرفة بالموت في ليبيا على يد احد الطلبة وبقت قصة استشهاده غير معروفة الى اليوم .. المهم اخبرني مفوض الامن عبد الامير أنه لايمكن ان يطلق سراحي ، ألا بعد ورود برقيات من جميع مراكز شرطة المحافظة بعدم ورود اسمي في هذه المراكزالكبيرة والعديده ، ولا لي اية دعوة فيها ، او اي اعتراف ولا
توجد ضدي اي تهمة ،او غير مطلوب بأية دعوة ،وقد تم ارسال برقيات كثيرة العدد الى جميع المراكز وينتظرون الاجابة من جميع مراكز الشرطة في المحافظة ،كم من الزمن سيمر لتكتمل هذه الاجرائات ... استفسر مني عبدلله بعض الاسئلة ، ثم غادر المركز الى بيتهم عند صباح اليوم التالي وقد مر عليّ ثلاثه اسابيع ، وانا موقوف في مركز الجمهورية ، دخل ابو نجم (عبدلله ) بملابسه البيضاء ورائحته العطره ، الى غرفة معاون الشرطة، بعد ان ارسل الى المعاون كارت التعرفة بمحله ،وعنوانه ومجوهراته ، وصياغته، استمر الحديث مع المعاون ، وبعد ساعة واحده تم اطلاق سراحي ، قرر الحاكم بعد ارسال الاوراق اليه اطلاق سراحي لكوني مستمر في محكوميتي ، ويراجع المركز صباحاً ،ومساءاً للتوقيع ،كيف ثم اطلاق سراحي لست ادري ولكن كل ما سمعته انه سيأتي الرد من مراكز شرطة المحافظة ،ونحن ليس في استعجال من هذا الامر ، فقد انتهى الموضوع ،الرحمة لك يا بو نجم حضنني عند باب المركز وهو يردد ابوذية يحبها ريما ليس هو قائلها ....
الوكت عذب احوالي يصالح
كسرني وعاد اجبروني يصالح
الخوه مابعد تنفع يصالح
عزيز انته يبو ذات الرديه
حيث كان الامن ،عندما يريد القاء القبض على المرحوم صالح يهرب فيلقى القبض على عبدلله عوضاً عنه الى ان يتم القاء القبض على صالح حيث ريما يسلم نفسه شفقة بأخيه.
لنا لقاء في الحلقة السابعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??