الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نموت ويحيا الوطن...لمن!؟

عبدالله عطية

2018 / 9 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


الكثير من الشعارات والعبارات تعلمنها في المدارس ونحن صغار منها هذه العبارة "نموت ويحيا الوطن"، لكنهم نسوا ان يعلمونا معنى الوطنية، كيف نكون وطنيين، كيف نحب وطننا ودائماً نسعى لرفع شأنه، حينها كنا صغار وانطلت علينا كذبة ان قائدنا هو الوطن، فحينما يدخل المعلم الى الصف ويقول قدوة الصف الذي دائما ما كان يرتدي نوطاً يحوي على رسم لنصب الشهيد كأنما يعدون الاجيال للموت والشهادة، ودائماً ما كان هذا اللقب يمنح لابناء العوائل البعثية وان الانتخاب لم يكون سوى ضحك على عقولنا نحن الصغار، مرت سنتين حتى جاء الاحتال، وربما بدأت السنوات الاسوء من ناحية النقش على عقولنا بمبادىء وقيم واخلاقيات اخرى مناقضة تماماً لما تعلمناه في اول سنتين في الابتدائية، جاءوا العساكر من ثلاث واربعين دولة واستقروا قريباً من مدرستي وكانوا دائماً يأتون الى المدرسة من اجل المساعدة وتقديم الهدايا للطلاب والمعلمين، بدلوا مديرنا الاستاذ كاظم الذي كان عضو فرقة في حزب البعث وفصلوه عن الخدمة، وجاءوا بالاستاذ فاضل كونه يتكلم الانكليزية، تبدل الشعار ايضاً حينما يدخل المعلم الصف الى "عاش العراق" ربما هذا الشعار اكثر وطنية من السابق الا انه جاءت بعده اسوء ايام العراق التي وصل بها الحال لتكون كلمة العراق مرادفة لكلمة موت.
انا وابناء جيلي عشنا هذه الايام بعقول صغيرة تتلقف كل ما يملى عليها دون مناقشة او حتى تفكير بما يملى علينا، كالعسكر نطبق بحكم صغر العمر وقلة الوعي، ما جاءات به العملية الديموقراطية انكشف بعد سنتين من الحرب والاقتتال الطائفي، فتعرفنا على مصطلاحات جديدة، تشير الى طوائف وملل ناس يعيشون معنا على نفس الارض ولهم نفس مستقبلنا، الا انهم زرعوا فجوات بيننا على انهم ملة من القتلة، واجدادهم فعلوا سابقاً بأجدادنا نفس الذي يحدث الان، حتى ان الاخر اصبح في مخيلتنا الخصبة على انه ليس سوى كائن مفترس متعط لدمائنا، علمونا في هذه المرحلة ان المذهب اهم من الوطن، علمونا ان الجنة اهم من الحياة وعلمونا ان الحياة قصيرة وعلينا ان نضحي بها من اجل العقيدة، وهكذا نسى اغلب ابناء هذا الجيل الوطن.
عن نفسي تعلمت الوطنية من ابي، فقد كان ضابطاً بهندامة وقيافته العسكرية التي زرعت بي شخصياً فكرة ماذا يمكن ان يعطي الوطن لمن يحبه؟ هكذا احببت الوطن في صغري، وحتى بعد ان خرجت من دائرة التعليم في المسجد الذي كان عبارة عن دروس تعطى لنا في مسجد القرية عن الفقه والدين في العطلة الصيفية، تلك الايام لا انسى ماذا فعلت بي وخوفي من النار الذي تحول على شكل كوابيس، حينما علمونا الخوف من الله وليس حبه واحترامه، لم يعلمونا ان الله محبة بل قسوة اضف الى بذور الطائفية التي احمد الله انها لم تجد خصوبة في عقلي.
ذكرت هذه التجربة الشخصية فقط لاذكر اننا كوطننين نحب هذه الارض لا يجب ان انموت كي يحيا الوطن لا والف لا هذا الشعار خاطىء جداً، يجب علينا ان نحيا من اجل الوطن، يجب ان نورث الوطنية لاجيالنا، نعلمها حب الحياة والوطن، لان الاوطان لا تبنيها الا شعوبها وليس الرعاع والعملاء والخونة ومن جاء على ظهر دبابة المحتل، لنعلم اجيالنا ان الوطن نحن ان عاشنا عاش وان ماتنا مات، والوطنية هي اكبر دروس المحبة، علينا ان نقول لابناءنا ان راية الله اكبر اعلى من كل الرايات والانتماءات، لنعطيهم دروساً في الحفاظ على الممتلكات العامة، وتوطيد العلاقات مع الاخر بغض النظر عما كان اعتقادة او دينة او طائفة، علينا ان نعيش كعراقيين فقط لا قوميات وطوائف.
ما ذكرني بهذا الموضوع هم شهداء البصرة رحمهم الله الذين استشهدوا على ايدي مرتزقات ومليشات الاحزاب والسياسين الخونة، استشهدوا هؤلاء من اجل قضية الا ان الفاسدين لا يزالون في السلطة، لذلك علينا ان نحافظ على انفسنا نحن كوطنين من اجل ان نبني الوطن، ونطرد الخونة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس