الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أية عولمة نناهض

سلامة كيلة

2003 / 3 / 17
العولمة وتطورات العالم المعاصر


 

ككل المفاهيم المستجدة يحمل مفهوم العولمة الكثير من الالتباسات، كما الكثير من الغموض، وربما سوء الفهم. نحن نتحدث عما جرى بعد انهيار المنظومة الاشتراكية(1989-1991) حيث نشأ مفهوم العولمة. وهذا التحديد مهم هنا. لأنه كان مبتدأ"حركتين"، وربما تزامنتا صدفة، أو كانتا ضروريتين لمرحلة ما بعد الاشتراكية، وانقسام العالم إلى "معسكرين" وتعايش "نمطين اقتصاديين" متناقضين.
 فقد أدى الانهيار إلى تشكل عالم واحد هو العالم الرأسمالي، حيث"عادت" الدول التي كانت تتبنى النمط الاشتراكي، عادت إلى الرأسمالية ملتحقة بالنمط الرأسمالي العالمي.
في هذه اللحظة بدأت الطبقات الرأسمالية في المراكز سعيها لإعادة اقتسام العالم. ولان الدولة الأمريكية هي القوة الأعظم عسكرياً وسياسياً والتي تمر بأزمة اقتصادية، حيث كانت تعيش أزمات عميقة منذ الثمانينيات (أزمة عجز الميزان التجاري مما كان يوضح تفوق الرأسماليات الأخرى، وعجز الميزانية، وبالتالي المديونية المرتفعة- اكبر من  مديونية بقية العالم -، إضافة إلى حالة الركود الاقتصادي التي كانت تهدد الشركات الاحتكارية بالإفلاس)، فقد سارعت إلى إعادة صياغة العالم بما يحقق مصالح شركاتها الاحتكارية ويحل أزماتها، مستفيدة من تفوقها العسكري المطلق. لهذا وهي تخوض الحرب ضد العراق سنة 1991 أعلن رئيسها جورج بوش الأب بدء"النظام العالمي الجديد" القائم على الاستفراد والتفوق والهيمنة الأمريكية، وهو النظام الذي بات يعرف -اختصاراً- العولمة.
العولمة هي إذاً "النظام العالمي الجديد" الذي عملت الدولة الأمريكية على تشكيله منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، المطابق لمصالح الشركات الأمريكية، والذي يسمح بحل أزمة الاقتصاد الأمريكي. هذا النظام الذي يقوم على أساس اقتصاد السوق والخصخصة، حسب روشيتات الليبرالية الجديدة. وبالتالي العولمة هي الهيمنة الأمريكية على العالم، إخضاع العالم للسيطرة الأمريكية، وهذا ما بدأته الدولة الأمريكية سنة 1991 في الحرب على العراق والوجود العسكري في الخليج العربي ثم في اتساع التدخل الأمريكي في العالم، والحرب ضد يوغسلافيا( البوسنة ، ثم كوسوفو)، ثم بدء الحرب ضد الإرهاب، في أفغانستان وانتقالها إلى العراق، وبدء التدخل العسكري في الفليبين وكولومبيا واليمن والصومال ...الخ. الأمر الذي بدأ يوضح الطابع الإمبراطوري لذلك "النظام العالمي الجديد"، وبالتالي يجعل تعبير الامبراطورية رائجاً أكثر من تعبير العولمة، أو مطابقاً له.
 فالعولمة، بالتالي هي هذا النظام الإمبراطوري الذي يخضع العالم له بالقوة والعنف، والذي يؤسس لنهب العالم واستغلاله بشكل عنيف عبر تعميم اقتصاد السوق بالقوة.
وأضيف أن للكيان الصهيوني دور متميز في هذا النظام الإمبراطوري، وبالتالي فإن العنف الصهيوني الراهن هو جزء من "الحرب على الإرهاب"، أي من العنف الإمبريالي الأمريكي ضد العرب والعالم.
لكن سنوات التسعينيات شهدت ايصاً ثورة في عالم الاتصالات والتفاعل العالمي، نتيجة تحول الكمبيوتر إلى حاجة ضرورية، ونشؤ الانترنت، ثم الفضائيات، وبالتالي تحقق "قفزة" في طبيعة العلاقات العالمية. ووعياً جديداً للعالم. بما هو "كتلة" واحدة أو تكوين موحد.
ورغم الحزر الضروري في التعامل مع هذه المسألة، نتيجة أن انتشار الانترنت مازال محصوراً في الدول الرأسمالية (80%) فان هذه الظاهرة، ليست هي العولمة، على الرغم أنها أصبحت عنصراً فيها، سواء نتيجة ميل الرأسمالية لاحتكارها وتخييرها لخدمة أهدافها سالفة الذكر، أو نتيجة إفادة القوى المناهضة للعولمة منها، وتسخيرها من أجل تنظيم نشاط عالمي مناهض للعولمة الرأسمالية.
وبالتالي فحين نناهض العولمة فإننا نناهض الرأسمالية المتوحشة وسياستها التي عملت على تحقيقها منذ انهيار المنظومة الاشتراكية، نناهض الحرب الإمبريالية والنهب الإمبريالي والهيمنة الإمبريالية على العالم... نناهض الاستغلال والتخلف واللاتكافؤ والعنصرية.. نناهض الاحتلال والاحتكار.. ونناهض فرض اقتصاد السوق والخصخصة على حساب الشعوب
********

البديل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات