الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلعفر: جرائم حرب في مدينة بوش المارقة – دستوبيا

كهلان القيسي

2006 / 4 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


تلعفر: جرائم حرب في مدينة بوش المارقة – دستوبيا
ترجمة: كهلان القيسي
"الإستراتيجية التي نجحت بهذه الفعالية في تلعفر، لم تنضج في الليل– بل نتجت بعد الكثير من التجربة والخطأ. لقد تطلبت وقتا لفهم وتحليل وحشية العدو في العراق. رغم ذلك الإستراتيجية تعمل بشكا جيد." جورج بوش -20-03-06
كان خطاب بوش في العشرون من مارس/آذار في نادي مدينة كليفيلند الخيط الأكثر تفاهة من الأكاذيب في الخطابة المعاصرة. ماعدا التكرار الكئيب للشعارات ذات العلاقة بالإرهاب الذي رددها بضجر، سفسفط (دندن)بوش لمدة عشرة دقائق جيّدة حول نجاح أمريكا العظيم في تلعفر.
ياللعجب؟
إذا كان ذلك الامر يبدو غامضا هناك، لأنه هناك نية مبيته في أن تكون أجهزة الإعلام المستقلة ممنوعة من الدخول الى تلعفر وفي كافة مراحل النزاع ،لذا فان الادعاءات حول المجازر والخراب الهائل كانا سطحيين في أحسن الأحوال. وهذا يسمح للمراوغ والرئيس لإختلاق الحقائق ببساطة كما يروق له وهي الموهبة التي اظهر فيها بوش كفائته المدهشة وإذاكانت تلعفر اليوتوبيا تلك الديمقراطية الشاعرية التي يتفاخر بها بوش ،اذن افتحوا المدينة إلى الصحفيين "الغير ملحقين بالقوات" الذين ربما يستطيعون ان يؤكّدوا ما يقول ويزوّدنا بالتفاصيل. ان ذلك سوف لن يحدث بالطبع لأنه مع تغطية قصص الوحشية والذبح، فان الصحفيين حتما سيجدون أثر لعناصر الأسلحة الكيمياوية التي إستعملت على السكان المدنيين وهي البرهان على جرائم الحرب وإستعمال الأسلحة الغير شرعية وبلا شك ستفضح قصّة بوليانة بوش الخيالية.
حصار تلعفر إحتفل به بمؤخرا على قناة ال سي بي إس 60 دقيقة ،في مقطوعة سميت "تلعفر: بلدة القاعدة " قطعة سخيفة جدا من الدعاية الملهمة لوزارة الدفاع الأمريكية ، غرضها تقوية الدعم الضعيف لحرب بوش. وكما هو حال خطاب بوش، كرّست ال 60 دقيقة طاقة كبيرة لتغير تأريخ المدينة الحالي وتخلق قصّة متفائلة من الإحتلال الحميد. القصّة الحقيقية لتلعفر، على أية حال مختلفة تماما عن القصة النشيطة التي نقلت من قبل بوش أو معاونونه في "نشرة التلفزيون الإخبارية الأكثر شعبية".
طبقا لبوش، تلعفر كان قد سيطر عليها من قبل "إرهابيي" القاعدة، ولو أنّه اخفق في توضيح كيف ان بضعة مئات من المقاتلون سيطروا على مدينة تعداد سكانها اكثرمن 200,000. نسمة ثمّ فعل الإرهابيون ، كما يفعل الإرهابيين دائما في عالم بوش … أرهبوا الناس.
بوش يقول: "همجية الإرهابيين صعب للأمريكان أن تتخيّلوها. فرضوا حكمهم من خلال الاكراه والتخويف … في حادثة مخيفة واحدة؛ إختطف الإرهابيون ولد صغير من المستشفى وقتلوه." (طبعا ليس هناك دليل مسجل هذه الحادثة) "وبعد ذلك فخّخوا جسمه، ثم فجّروه. (لم يحدث طبعا) "هذه كانت أعمال العنف العشوائية؛ هذه كانت متعمّدة ومنظّمة جدا تحاول إبقاء السيطرة من خلال التخويف. في تلعفر، الإرهابيون كان عندهم مدارس للإختطافوالذبح ." (مدارس للذبح؟ ) "و أرسلوا رسالة واضحة إلى مواطني المدينة: أي شخص يعارض عهدهم من الإرهاب سيقتل." (كم انت سخيف).
يستمرّ بوش بالقول: "الإرهابيون كانوا يطلقون الهاونات بتعمد على ساحات اللعب وساحات كرة القدم الملأى بالأطفال" (وهذا هراء) وأصبح عبارة عن جيوب مسلّحة. وإذا كنت من احد الاحياء المعينة من تلعفر هذا يعني انت عدو.، والإرهابيين يقطعون خدماتك الأساسية مثل الكهرباءا والماء." (لقد دمّر الجيش الامريكي الماء وخطوط الكهرباء قبل الحصار)
أخيرا، يميل بوش إلى جمهوره وفي همس وكانه منذر بسوء العاقبة يقول، "في واحد من مخابىء الأسلحة وجدنا فأسا كتب عليها أسماء الضحايا، الذين قطع الإرهابيون رؤسهم." (اوووه هذا شنيع)
رتب نفسه وعدل ظهره ، واضاف بوش بابتهاج، " العملية طهرت كلّ هذا ، وحمت المدنيين الأبرياء وتسببت في أقل ضررا ممكن على المدينة."
إنّ القصّة الحقيقية لتلعفر مختلفة بشكل كبير عن ادعاءات بوش المخدوع وإلى حدّ كبير أكثر مأساوية.
لقد بدأ حصار تلعفر في الثاني من سبتمبر/أيلول,عام 2005. وكان الهجوم عليها أكبر هجوم عسكري منذ الهجوم على الفلوجة في وقت سابق من السنة. وفي عام 2004 حاول الجيش الامريكي السيطرة على المدينة لكنه رد على اعقابه بقتال عنيف. بعد ذلك، اشتدت ونشطت الحركة الفدائية داخل المدينة لتوقّع أي هجوم مستقبلي.
وقد قال ضابط أمريكي للواشنطن بوست عن العملية : " ان عملية سبتمبر/أيلول أساسا أغضبت الناس، وهذا الذي كان المتمرّدون قادرون على إستغلاله. وكان لها التأثير المعاكس كما نوي.وقد خلقنا فراغا في السلطة وهم ملأوه "
حوصرت المدينة تماما من قبل اكثر من ، 5,000 جندي من القوّات الأمريكية والعراقية ،ووضعت خلف اسوار هائلة من الرمل و نقاط التفتيش العسكرية. ثمّ أخلوا الناس من المدينة بالقوة وتركوهم يواجهون مصيرهم . وقد تفاجأ الصليب الأحمر بمقدار هذا النزوح الجماعي ولم يكن قادرا على تامين الملجأ، والماء، أو الغذاء للعديد من أولئك الذين هربوا. وللأسف، آلاف من الناس إختاروا البقاء في المدينة ومقاومة الهجوم المحرج بدلا من الكشف عن عورتهم إلى فرق الموت الشيعية من وزارة الداخلية التي كانت تعمل بالتعاون مع القوات الأمريكية. ثمّ قصفت المدينة باستمرار لأكثر من إسبوع بدبابات أبرامز،و إف -16 والقاصفات والمروحيات والمدفعية الثقيلة. على الأقل أربعة مساجد ومنطقة السراي قصفت وبإصرار بقنابل زنة 500 و1000 رطل. وقد ذكرت صحيفة الزمان العراقية : "تكلّم شهود العيان عن عشرات من الإصابات بسبب القصف العشوائي ".
كامل عملية الاجتياح جرت في سرية نسبية لأن الناس في الولايات المتحدة كانت انظارهم أكثر تركيزا على تكشف مأساة كاترينا.
الحصار نفّذ طبقا للإجراءات المعتادة ؛حيث الدمار الهائل للملكية الفردية، وتسوّية المناطق التي ظهرت بها المقاومة بالارض، والقنّاصة يقتلون أيّ شيء يتحرّك في شوارع المدينة، والجمع الروتيني يعني قتل أي شخص الذي يبدو مثير للشكّ.
"آلاف من سكّان تلعفر حوصروا داخل حي السراي بحزام من الدبابات والاسلاك الشائكة التي لفت حول المنطقة كلها لمنع مقاتلو المقاومة من الهروب ، أجزاء هامّة من تلعفر ذكر بأنها كانت في خراب تام. وقطعت خدمات الهاتف والكهرباء وتوقفت مستشفيات. وأصدر مركز حقوق الإنسان العراقي نداء مستعجل الى الحكومة العراقية لإيقاف الهجوم وان تسمح لفرق الإنقاذ بدخول المنطقة لايصال الغذاء والماء والإمدادات الطبيّة." (. نص مقتبس من (جيمس كوجان http://www.wsws.org).
كذلك ذكر موقع اسلام اونلاين" ان سكّان تلعفر بعثوا بنداء إستغاثة إلى المجموعة الدولية للتدخّل في ايقاف القصف المستمر لمدينتهم المدمّرة، والذي سبب أزمة إنسانية فظيعة."
وذكر رجل غير معروف : ان الأمريكان يقصفون المدينة بالأسلحة الكيمياوية وبأنّ السكّان يعانون من الاختناق ومشاكل صحية اخرى نتيجة تعرّضهم للهجوم الأمريكي. إنّ هذا التقرير يتفق مع دليل الأسلحة المحضورة التي إستعملت في هجوم سابق على الفلوجة.
الفكرة في ان تلعفر كانت معقل للقاعدة، هي حملة سخيفة ومضحكة ومغشوشة ، الهدف منها إخفاء الأهداف الحقيقية للعملية. فالحصار صمّم بشكل واضح كجزء من حدود وسياسة "الأرض المحروقة" سياسة موجهة نحو المدن السنيّة. وهذا يتضح من انه "ليس هناك مقاتل أجنبي واحد أسر في الحصار على الرغم من الإدّعاءات بان المدينة كانت ملجأ للإرهابيين الأجانب." نص مقتبس من مقالة (Linda Heard).
وإعترف العقيد جريج رايلي بنفس القدر إلى الجزيرة حيث يقول بأنّ المقاومة إختفت، تجبنا لقتالنا . لهذا السبب ليس هناك قتال.ولم يخوضوا المعركة."
لسوء الحظ، تعتيم وزارة الدفاع الأمريكية الإعلامي الحقيقي منع هذه القصّة من ان تحضى بأيّ إهتمام جدّي في الصحافة.
الصحفي العراقي المحليّ، ناصر علي، لخّص أهداف الحصار بالقول ، "كلّ مرّة يريد جيش الولايات المتحدة وجيش الحكومة العراقية تدمير مدينة معيّنة يدّعون بانها ملجأ للمقاتلين العرب وأبو مصعب الزرقاوي."
وعلي محق في كلامه ، لكن هناك دافع أكثر شرّا أيضا، وهو التطهير "الإستباقي" المتعمّد للسنّة لتقليل الضغط المتزايد من المقاومة. الهجوم على تلعفر لم يكن معركة مع الإرهابيين لكنه محاولة واضحة من التطهير الإثني. بعد الحصار، ذكر الهلال الأحمر "بأنّ الأشخاص الـ170 من مدينة تلعفر كانوا قد تمرضوا نتيجة" إستنشاق غازات "و" سموم غريبة"؛وهذه اشارة أخرى بلن أسلحة محرّمة إستعملت ضد المدنيين.
يذكر جيمس كوجان بأنّ" الولايات المتحدة قادت هجوما خلف مئات من البيوت والدكاكين والمكاتب والمساجد المدمرة ، والقوّات الأمريكية والعراقية تهجم على وتفتش كلّ بيت في تلعفر بحثا عن من تبقى على قيد الحياة من المسلحين أو مخابئ الأسلحة. وعندما سيتمكن السكّان من العودة إلى بيوتهم، سيجدون أبوابهم وشبابيكهم أثاثهم قد حطّمت، ومقتنياتهم الشخصية خرّبت أو نهبت."
التلخيص: تلعفر أخليت بالقوة، وقصفت بدون رحمة، وأسرت بوقاحة و تركت مدمرة… لكن لا إشارة على وجود القاعدة؟ كما قال العقيد رايلي ، "إختفوا".( صحيح)
جوناثان فنر وضّح الذي حدث حقا في تلعفر في مقالته في الواشنطن بوست:
"تلعفر كانت تتكون 70 % تركمان سنّة و30 % تركمان شيعة. اتهم التركمان السنّة في انهم مع صدام، ومؤخرا اكمسلمين متطرفين.والتركمان الشيعة عاشوا في خوف على حياتهم.
لذا الأكراد والشيعة يضربون التركمانيين السنّة لكونهم متحالفين مع العرب السنّة. … وهو بشكل رئيسي معاقبة التركمان السنّة للتحالف مع الفدائيين العرب السنّة."
لذا، ان دور الولايات المتحدة في هذه المهزلة الدامية كان في تحرّض ومساعدة القوّات العراقية التي إشتركت في ترويج العنف الطائفي والحرب الأهلية؛ وهذا واضح وضوح الشمس. ولا شيء من هذا الذي جرى له اية علاقة مع ثرثرة بوش اللانهائية حول القاعدة. الهجوم على تل اعفر كن ببساطة ووضوح هو "تطهير إثني" وهي الإستراتيجية التي تلائم بسهولة تامّة مع الأهداف الأوسع للإحتلال لسحق المقاومة الوطنية ول"تشتيتها وقهرها".
أصدر المجلس المحلي المحترم جدا في محافظة نينوى - بيانا الى محكمة بروكسل الذي أهمل من قبل أجهزة الإعلام الغربية لكنه يستحقّ التكرار هنا:
" ان حقيقة ماذا يجري في تلعفر هو استخدام مفرط للقوة وإستعمال الأسلحة المحرّمة دوليا من الغازات السامة، و القنابل العنقودية، ، وقنابل النابالم، نطالب بأنّ يجري تشريح جثث أبنائنا الذين سقطوا في العدوان البربري لتدقيق الممارسات اللا إنسانية التي نفّذت من قبل القوات الأمريكية والميليشيات التي شاركت في مذبحة تلعفر."
"مذبحة في تلعفر"؟
هل هذه المذبحة نسمع عنها في خطابات بوش الوردية حيث يقول" ان الأطفال يلعبون في الشوارع والدكاكين اعيد فتحها"، بالطبع لا. وكذلك لاتتوافق مع خطبة الرئيس من انه : يحارب الإرهابيين المتعطّشون للدماء و"عقيدتهم الحقودة "أو" نشر الحريّة والديمقراطية" لسكّان تلعفر.
ان الذي حدث في تلعفر كانت جريمة حرب مطوّلة هائلة هندست من قبل البيت الأبيض، ونفّذت من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، وغطّيت بورق الصحافة المتعاونة. والبقية هي فقط ،هذيان خادع لمعتوه.
http://www.onlinejournal.com/artman/publish/article_621.shtml








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القسام يعلن استهداف دبابة -ميركافا- إسرائيلية بقذيفة -الياسي


.. عبر الخريطة التفاعلية.. آخر التطورات في مناطق توغل جيش الاحت




.. كيف تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟ نتنياهو إسرائيل ن


.. احذر... الاستحمام اليومي يضر بصحتك




.. مقتل 7 أشخاص في قصف أوكراني على حي سكني في بيلغورود الروسية