الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مازل الاقباط يصرخون ..

لطيف شاكر

2018 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تمر الكنيسة هذه الايام باحداث مؤلمة جدا تحتاج الي ركب منحنية وصلوات مرفوعة واصوام مسوحية , حتي تدخل العناية الالهية في حل هذه المشاكل الصعبة والتي تؤلم الشعب القبطي في مصر والمهاجر.
وحتي تاريخه ورغم مرور عدة اسابيع علي مقتل القديس الانبا ابيفانوس رئيس دير ابو مقار لم تتضح الرؤية بعد ولم يظهر باليقين القطعي من القاتل , وبغض النظر عن من القاتل لقد فقدت الكنيسة عالما جليلا وباحثا عميقا وناسكا عظيما ,ويندر وجود انسان في قامته حاليا لكن الكنيسة ولادة ونرجو ان الله يفتقدنا بمحبته ويرسل لنا مثل هذا الاب العظيم.
ثم جاءتنا الاخبارالحزينة عن غزوة السلفيين علي اقباط قرية دمشاو , يقول الاسقف الجليل الانبا مكاريوس اسقف عام المنيا
تعرض أقباط قرية "دمشاو هاشم" في محافظة المنيا بصعيد مصر لاعتداءات طائفية، وذلك عقب تجمهر عشرات من أهالي القرية المسلمين بعد صلاة الجمعة أمام منازل أقباط القرية، مرددين هتافات عدائية، ورافضة لوجود كنيسة بها، ثم قاموا باقتحام منازل بعض اقباط القرية ، وتم نهب المشغولات الذهبية والأموال الموجودة بالمنزل، وتحطيم الأدوات الكهربائية والأثاث المنزلي و إضرام النيران في المنازل.
ومنذ اسابيع قام المتطرفون في قرية مجاورة تُدعى عزبة سلطان، و فعلوا نفس الشيء ، وبسبب عدم الردع انتقلت العدوى إلى قرية دمشاوا ، ومن بين ما تردد من هتافات أنهم إنما يفعلون ذلك أسوة برجال قرية سلطان ومن ثم فاحتمال امتداد ذلك إلى قرًى أخرى وارد، ما لم يتم عقاب المحرضين وردع المعتدين. يقول المثل "من آمن العقاب أساء الأدب""
وجاء في بيان مطرانية المنيا أن أقباط قرية "دمشاو هاشم" تعرضوا لاعتداءات طائفية سابقة عام 2005، الأمر الذي دفع بعض الأسر المسيحية إلى ترك القرية، ولم يُعاقَب أي من الجناة، مشيرًا إلى وجود دعوات تحريضية ضد الأقباط في تلك القرى على صفحات التواصل الاجتماعي
وما حدث في قرية دمشاو هاشم، ليس حالة فردية بل هو نمط متكرر في عدد من المحافظات خلال الفترة الأخيرة من أجل غلق كنائس قائمة وعدم توفيق أوضاعها، وكذلك استخدام هذه الأجواء كحجة استباقية لمنع بناء كنائس جديدة في بعض القرى، أو الصلاة الجماعية داخل منزل أو مبنًى، وذلك بخلق حالة من التوتر والترهيب للأهالي الأقباط.
ولم تشجب اي جهة سياسية او دينية هذا الهجوم السلفي الا المبادرة المصرية لحقوق الانسان التي ادانت هذا الحدث المشين قائلة"
إنه بالرغم من أجواء التوتر التي سادت القرية قبل عدة أيام من الاعتداءات، وقيام عدد من الأهالي بالتحريض ضد الأقباط على مواقع التواصل الاجتماعي فإن أجهزة الدولة لم تلتزم بدورها في التدخل الاستباقي لمنع الاعتداءات، وحماية المواطنين وممتلكاتهم وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وهو ما تكرر بعد وقوع الاعتداءات حيث جاءت قوات الأمن بعدها بنحو أربع ساعات بعد انتهاء الهجوم ..
وطالبت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية مؤسسات الدولة باستكمال الإجراءات القانونية المرتبطة بهذه الواقعة انتهاءً بمحاكمة المتورطين في الاعتداءات، ومحاسبة المسئولين المقصرين، الذين لم يتدخلوا بالرغم من وجود مؤشرات لتصاعد أجواء التوتر والتحريض داخل القرية، كما أكدت المبادرة المصرية على حق الضحايا في الحصول على تعويضات عادلة من الدولة مناسبة لحجم الأضرار التي لحقت بهم. كما طالبت المبادرة مسئولي محافظة المنيا بالموافقة على إنشاء كنيسة بالقرية، وقيام أجهزة الدولة بحماية الأهالي الأقباط أثناء بنائها وتجهيزها وممارسة الشعائر الدينية بها.
يقول د. فؤاد عبد المنعم رياض*: لا يكفى بحال من الاحوال للقضاء على مشكله الاعتداء على الاقباط وطردهم من منازلهم وقراهم لمنعهم من الصلاه، مجرد التحقيق فى الجريمه فحسب ومحاكمة مرتكبيها بل يتعين كما يقضى المنطق السليم الرجوع الى كافه المعطيات والاسباب التى ادت الى الوصول لهذه النتيجه. ومن العبث محاوله القضاء على المشكله قضائا جذريا دون التقصى عن المعطيات التى تسببت في وجودها. وهناك ثمه حقائق يتعين عدم استمرار التغافل عنها.
وللقضاء على هذا السبب الهام للماساة الحاليه يتعين القيام بتصحيح مارسب فى اذهان الجمهور المسلم من افتراءات وتحريض ضد المسييحيين و بث الاحساس الفعلى باولوية الانتماء للوطن على اى انتماء اخر كما سبق ان نوهت ثورة مصر المجيدة عام 1919 بان "الدين لله والوطن للجميع" .ولامجال للتشدق بمبدا عدم التمييز بين كافه المواطنين الوارد بالدستور المصرى طالما كان ذلك غير مشفوع بتطبيق فعلى صادق وقيام موسسات الدوله باعطاء الصوره المثلى له. ويجدر فى هذا المقام السعى للكشف عن طريق لجنه قومية عليا لمراقبة اى خرق لمبدا المساواه الكامله بين ابناء مصر فى كافه المجالات من دينيه ورسميه ومدنيه قبل ان يصير هذا الخرق بمثابة اسلوب طبيعي مع تقرير عقوبه رادعه لاى مخالفه لهذا المبدا.
ويقول المفكر طارق حجي : مايحدث ضد المسيحيين في محافظة المنيا تستدعي تدخل الدولة السريع والحاسم والرادع مع البعد عن الحلول العرفية التي لاتليق بعصرنا . مايحدث يستدعي تدخل رئيس الدولة بنفسه لوضع حدا لهذا الٍجرام والعدوان والهمجية.
وكعادة الدولة الذميمة تحاول ان تحتوي هذه الكارثة وطي الحدث عن طريق جمعية المصالحة والسلام بالاتجاه الي جلسات عرفية وبيت العائلة المشئوم بحجة الحفاظ علي وحدة الوطن وهذا ماتصدي له ليس كل الاقباط فحسب بل ايضا الكثير من الاقلام الشريفة للمسلمين الاجلاء
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه اين الوحدة الوطنية وتماسك النسيج المهترأ قبل الاضرار الجسيمة التي حدثت للاقباط؟ , والامن وكل الجهات كانت تعلم بهذا الهجوم وحذر منه الانبا مكاريوس , ومادور الجمعية المزعومة قبل هذا الحدث ؟ صحيح اللي اختشوا ماتوا .
ان مأساة المنيا وما سبقها خلال نصف القرن الماضى يشكل نواة لمخاطر تهدد كيان الدولة فضلا عن تمزيق الشعب، وليس من الصواب تكرار اسلوب التهدئة المؤقتة المتسترة بتقبيل الذقون مع إفلات مرتكبي الفعل وترك المشكلة الحقيقية دون حل كي تتفاقم وتفلت من الزمام. ولعل الوعي بخطورة النتائج المترتبة على مشكلة يحث اولى الأمر على التصدي الحاسم لكافة الاسباب والعوامل التي أدت إلى حدوثها وعدم التراجع أمام أي معارضة حتى ولو شكلت تهديدا على الأمن العام، فالأزمة التي نحن بصددها هى قضية مصيرية يجب أن تحظى بأولوية المواجهة والحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادات من الدفاع المدني تؤكد سرقة الاحتلال أعضاء من جثامين ا


.. مشاهد من انتشار أكوام القمامة وتسرب مياه الصرف الصحي إلى شوا




.. مقتل أحد مقاتلي كتيبة طولكرم برصاص أمن السلطة الفلسطينية


.. تضم -تيكتوكر- شهير.. القبض على عصابة تستدرج الأطفال وتغتصبهم




.. بسبب ترمب.. سيناريو انتخابات 2020 يرعب أميركا