الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة تليفزيونية للحث على القراءة

هويدا طه

2006 / 4 / 2
الصحافة والاعلام


لطالما كانت القراءة.. حالة، لا يمر بها (كل) الناس، حتى فرّقت الأدبيات العربية بشأنها - قديمها وحديثها- بين (الخواص والعوام) من الناس، لكن المتفق عليه عموما هو أن القراءة في العالم العربي ضعيفة جدا كمياً ونوعياً.. حتى على مستوى النخب، ولأن القراءة والكتابة هما لازمان لاكتمال تلك الحالة في مجتمع ما.. فإن إحصاء أجرته الأمم المتحدة أشار إلى أن إنتاج العرب للكتب يقل عن واحد بالمائة من الإنتاج العالمي.. هو مؤشر دال على حال القراءة في المجتمعات العربية، نتيجة ذلك أن التليفزيون صار بالنسبة للعربي هو "خير جليس" وليس الكتاب، لكن المتفق عليه أيضا أن التليفزيون (ينقل معلومة مصورة) ولا يكوّن فكرا أو يطرح نظريات، هو يلح على المشاهد فيوجهه مع الوقت إلى تكوين موقف ما أو يسوقه في تيار (رأي عام) تجاه قضية ما، لكنه لن يحقق للإنسان أبدا ما حققه الكتاب تاريخيا، هذه المكانة للكتاب دفعت معظم القنوات التليفزيونية إلى إنتاج برامج تختص بالكتب، لكنها برامج تقوم غالبا على فكرة عرض محتوى كتاب ما وربما عقد لقاء مع مؤلفه أو مع بعض المثقفين لمناقشته، من تلك البرامج على سبيل المثال برنامج (الكتاب خير جليس) على قناة الجزيرة أو برنامج (كتاب) على قناة الصفوة ضمن شبكة أوربت وبرامج مشابهة على قنوات النيل والعربية وغيرها، إنما قضية ضعف القراءة نفسها ما زالت لم تناقش بتوسع كاف حتى الآن، بحيث تصنع مناقشتها شكلا من أشكال (الحملة) لعلاج هذه الحلقة الضعيفة الهشة في المجتمعات العربية، بالطبع هناك عاملان رئيسيان في هذه القضية.. أولهما العامل الاقتصادي والسياسي الذي يجعل الكتاب مطلبا عزيز المنال لمن أراد، إما بسبب تكلفة إنتاجه في مجتمعات أغلب سكانها فقراء.. أو بسبب القهر السياسي والديني والاجتماعي الذي يخنق الإبداع والتجديد.. ويحرم الكاتب والقارئ معا من مناخ الحرية اللازم للتدفق الإبداعي، أما العامل الثاني فيتعلق بمسألة (الترجمة) ففي ظل حالة (الفقر الإبداعي) التي يتسم بها العقل العربي المشلول الآن.. لابد من النظر في إبداع الآخرين، وهذه مشكلة ناقشها برنامج "الكتاب خير جليس" في حلقة الأسبوع الماضي، لكنه ربما لضيق الوقت تناول فقط مسألة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، النقاش في الحلقة دار حول (أعمال روائية) عربية تترجم إلى لغات الآخرين، طبعا.. فليس لدى العرب الآن فكر يترجم أو علم ينقل أو نظرة جديدة للكون تستحق أن يقرأها الآخرون! نحن إذن في حاجة حقيقية وملحة إلى حملة شاملة- عبر التليفزيون طالما أنه خير جليس للمواطن العربي- للحث على القراءة، حملة تشارك فيها مؤسسات غنية لدعمها ماليا.. على الأقل كما تدعم برامج المسابقات التافهة! حملة تحث على القراءة وترصد مكافآت وجوائز.. وتحث على ترجمة إبداعات الآخرين دون خوف من.. أهل الكهف! حملة يشارك فيها المثقفون العرب الموجودون الآن.. قبل أن ينقرضوا من المجتمعات العربية.. فتزيد صحارينا جفافا على جفاف!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله