الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاروت و ماروت

مراد زهري
(Mourad Zahri)

2018 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


إن المغرب مسير بقوى غيبية ليس من السهل معرفتها و الوسيلة الوحيدة لمعرفتها و فك طلاسمها ليس الثراث الأوروبي الفكري أو فلاسفة الغرب و لا أي ثراث آخر لمعرفة المغرب، إن الثراث الوحيد الذي يساعد على كشف شرور المغرب بعد فهمه حقا و استعابه و التعمق فيه و معرفة قيمته و عظمته ، إنه الثراث العربي الإسلامي العلمي الفكري السامي .
وسائل الإعلام الآن تمطر سكان المغرب بأمطار رعدية عاصفية جوهرها أن المغرب صار من البلدان تصديا للإرهاب : هذا جميل و رائع . لكن أسباب الإرهاب الحقيقية هي معرفة الأسباب العميقة و الدفينة و المستورة لللإرهاب و هذه هي المشكلة التي لا يريد سادة المغرب حلها . الإرهاب كان و كائن و سيكون مادامت أسبابه وشروط وجوده لم يتم استئصالها و القضاء عليها . لنلاحظ غرائب المغرب: في اللحظة أو الدقيقة نفسها التي يقولون فيها بأنهم سيقضون على الإرهاب هم يسمونه هكذا ، بعد ساعات . أسباب الإرهاب العميقة تنبت هناك في طنجة و الرباط و هنا في وادي زم ، لاحظ في نفس اللحظة ! السؤال المهم ليس هو هل كان هتلر نازيا و أسامة بن لادن إرهابيا و البغدادي إرهابيا؟ يجب محاربتهم و القضاء عليهم من أجل الديمقراطية و الحداثة ! هذا السؤال و هذا الكلام كلهما فاسدان وهما الكذب و الجهل نفسه و كل من يقول هذا الكلام هو الإرهاب عينه شعر أم لم يشعر . إن السؤال الحقيقي و الصحيح هو : ما هي الأسباب الإقتصادية المحضة التي خلقت لنا هتلر و البغدادي و أسامة بن لادن و موسوليني و بابلوا اسكوبار و نورييغا ؟ إذن الأسباب الإقتصادية هي كل شيء ومعناها وجود الأغنياء و ثرائهم و جرائمهم الفاحشة و لصوصيتهم و تحويل أغلبية سكان العالم إلى فقراء معاقين مرضى و جنود يقتلون بها بعضهم البعض من أجل تحصيل النقود و الذهب و الغنائم و القصور و ماتعلم و ما لاتعلم إجمالا حل مشكل الإرهاب و القضاء على الفقر و تحقيق المساواة في حقوق الطبيعية الإقتصادية المادية أهمها و أولها السكن و الأطعمة و الدواء . اليوم الذي لا يبقى فيه الغنى الفاحش و لا فقر مدقع ذلك هو اليوم الذي يمكن أن نقول فيه : الآن بدأ زوال الإرهاب . ومعنى الإرهاب عندنا لا عندهم هو الثراء الفاحش و البذخ و سرقة أرزاق الشعوب و تفقير الفقراء و تجويعهم و تحويلهم إلى أدوات جمادية إن كانت تنفع في الجيش فأهلا و إن لم يكن ذلك فلها التشرد و الشارع أمامهم : إن الإرهاب هو الأغنياء الذين يستحوذون على ذهب و نقود المغرب و لايعملون أبدا بأيديهم لإنتاج الثروة إنهم لصوص أو إرهابيون أي صانعوا الفقر و التفقير . طنجة أو مدينة كليوباترا أو بلقيس الأخرى تصنع الآن مع جماعتها حدث رياضي كبير و عطلة ملك السعودية ، إحداث منصة أتصالات المغرب بشاطئ طنجة و شواطئ المغرب و مهرجان بوادي زم للعبيدات الرمى من أجل الرقص على الفقراء . طنجة عندها الآن تنبت براعم أخرى من الأشواك و النيران التي ستحرق المغرب ماداموا لم يجتمعوا في مهرجانهم هذا من أجل محاربة الفقر و القضاء عليه و هذه هي أسباب القضاء على الإرهاب و ليبدأو بالنقود التي في جيوبهم و المخزونة في الأبناك و في كواكب أخرى ؟ ألم تسمع جماعتك في الشارع القريب من مهرجانكم هذا الصراخ و الإحتجاج ضد منكركم ؟ أنتم صناع الإرهاب و أنتم الإرهابيون أي أنتم الأغنياء . وتمارسون سحر هاروت وماروت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا الأميركية تهدّد ب«طرد» الطلاب الذين يحتلّون أ


.. دونالد ترامب يحمل نتنياهو مسؤولية هجمات 7 أكتوبر 2023| #مراس




.. ما تداعيات ومآلات تدخل شرطة نيويورك لفض اعتصام الطلاب داخل ج


.. مظاهرة لأهالي المحتجزين أمام مقر وزارة الدفاع بتل أبيب للمطا




.. الرئيس الأمريكي جو بايدن: سنعمل مع مصر وقطر لضمان التنفيذ ال