الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يان (يوهانس) آرتس استاذ الديناميكية التبولوجية في دلفت

علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات

(Alaaddin Al-dhahir)

2018 / 9 / 19
سيرة ذاتية


زارنا اليوم الزميل السابق والعزيز فرانك تويلت وزوجته واثناء الحديث اخبرني بوفاة الزميل العزيز يان (يوهانس) آرتس استاذ الديناميكية التبولوجية السابق في جامعة دلفت التكنولوجية عن عمر ناهز الثمانين.
تعرفت على يان اثناء الندوة الشهرية لمجموعة المانيا ـ بلجيكا ـ هولندا للانظمة الدينامكية. والتي كانت مجموعة فلوريس تاكنز وطلابه السابقين تهيمن عليها. اعجبني فيه تواضعه وطيبته وسرعان ما بدأنا نتناول النكت. بعض الاحيان كنا نخرج للعشاء لوحدنا ونتبادل الطرائف والمعلومات والنشاطات العلمية.
ولد يان في الجنوب الكاثوليكي لعائلة كاثوليكية كبيرة لكنه لم يكن متدينا او مؤمنا. أتم دراسته في امستردام حيث حصل على الدكتوراه في نظرية البعد (التبولوجية) عام 1966 تحت اشراف الاستاذ هان دي خروت (دي غروت). عمل بعدها باحثا لمدة عام في معهد ماساتشوستس التكنولوجي قبل ان ينتقل للعمل في دلفت حيث حصل لاحقا على كرسي الاستاذية عام 1973 وكنت حينها طالبا في السنة الثالثة الجامعية في العراق. اثناء احدى المؤتمرات العلمية القى احد الزملاء محاضرة رائعة عن مادة اختصاصي الاصلية في النقاط الانفرادية. بعد انتهاء المحاضرة قال لي يان آرتس الذي كان يجلس جنبي (نحن لا شئ بالنسبة لكم) وكان يقصد صعوبة اختصاصي بالنسبة لإختصاصه. نظرت اليه بإحترام فائق لتواضعه وهو الذي اصبح بروفسورا وانا طالب في بداية تعليمي الجامعي. كان يزور بإستمرار جامعة اوبورون في الاباما الاميركية حيث كان يعمل مع احد زملائه. انشغل في سنوات حياته الاخيرة بكتابة كتب شعبية للرياضيات وتشجيع طلاب الثانوية للتخصص في الرياضيات.
كنت اعبر معه الشارع مرة ومن عادتي ان استمر في العبور حتى اجبر سائقي السيارات على التوقف رغم سرعتهم العالية. تردد بسبب قدوم باص مسرع لكني قلت له (اعبر سيتوقف الباص). رد علي قائلا (سيكون الوقت متأخرا عندما نعرف انه سيتوقف) وكان يعني ان سائق الباص سيدهسنا. ضحكنا وتوقف الباص. هناك الكثير من الذكريات معه ومع فلوريس تاكنز تستحق مقالة مطولة.
بعد تقاعده اصبح مستشار لإدارة الجامعة ولم يرق له عندما قلت اني اجد ان الاعمال الادارية مضجرة بل قال انها ممتعة فقد عمل سابقا رئيسا للقسم وعميدا للكلية ونائبا لرئيس الجامعة. قال لي مرة ان من خلفه في رئاسة القسم ارتكب خطأً عندما لم يوافق على شروطي للعمل في دلفت. التقيت به آخر مرة قبل سبع سنوات عند تأبين ودفن الراحل والزميل العزيز فلوريس تاكنز.
عند بلوغه الثمانين احتفل مع مجموعة من طلابه بندوة مصغرة. بعد ثلاثة شهور اكتشف انه مصاب بنوع شرس من السرطان انهى حياته بسرعة. ترك زوجته وإبنين. شكرا يان على معرفتي بك، وشكرا على تواضعك وطيبتك وشكرا على الاوقات الجميلة معا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقطة تُظهر بايدن يغفو خلال قمة في أنغولا


.. صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية




.. مراسل الجزيرة يرصد الموقف التركي من التطورات الجارية في سوري


.. انفجار صندوق كهربائي بسيدة مرت أمامه في منطقة كوماس البيروفي




.. هل تحكم حلب هيئة انتقالية؟.. الجولاني يكشف خطته في سوريا