الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلنتحرر من عقدة التبعية

ربحان رمضان

2006 / 4 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


فلنتحرر من عقدة التبعية
(رد على المتهاوين على عتبات الأنظمة)
هل من الممكن لمعارضة كالمعارضة السورية تغيير نظام ديكتاتوري امتدت جذوره لأكثر من أربعين عام خلت ؟
هل يمكن لمعارضة مشتتة ومبعثرة (رغم اتحاد بعضا ً منها تحت سقف النظام ذاته ) بجبهة مايسمى (إعلان دمشق) وتحالفات وجبهات أخرى ، والتي تفرض على نفسها العزلة والموت البطئ مع جلادي الشعب السوري بكافة شرائحه وتصنيفاته الفكرية وتوجهاتها المختلفة من قومية ودينية ومدعي الإشتراكية وبضعة أحزاب (تملك) رفاق ومكاتب ، وأمناء عامين يشيعوا في وسائل إعلام مختلفة أنهم باقون هم وأولادهم ، وأحفادهم (كغيرهم) أمناء عامين إلى الأبد (وماحدا أحسن من حدا) ً.. من تغيير النظام ؟
نكتة تضحك بالفعل ، لأن أعضاء تلك " المعارضة " سواء أكانت ضمن الجبهة الوطنية أم في إعلان دمشق أم في الجبهات والتحالفات الأخرى لا يزالوا يحجبون عن عيونهم شمس الحقيقة بمظلة النظام التي لن تخدع إلا المغفلين ..
ألا يرى أولئك المتلاعبون بعواطف (الجماهير) بأنهم يكذبوا على أنفسهم عندما يطرحوا تلك الأفكار في النهار ، ويسهر الكثير منهم مع ضباط المخابرات في الليل !!
هل من المعقول أن يسمح هذا النظام الذي يسجن في معتقلاته مايزيد عن العشرين ألف إنسان نتيجة مواقفهم ومعتقداتهم السياسية بتلك التفاهات التي تحرض فيها عواطف تلك الجماهير وتدفع بهم إلى التخبيص (وقول ما لا يراد قوله) .
قصة المواطن الذي وافق على مسبة سائق التاكسي (عنصر الأمن) مما سبب في إعتقاله معروفة نتيجة تداول الحادثة بين الناس حيث أن عنصر الأمن فتح المجال للمواطن بشتم (الفساد) ولما شتم المواطن الفساد إعتقله السائق .. فكيف بأحزاب (قاعدة) في حضن النظام ؟!! هل تستسطيع نتف ذقنه؟!!
اتقوا الله أيها الأفاكون .. دعوا الناس وشأنهم .. وكفوا عن المبالغة التي لاطائل منها لأنكم تشجعون البعض على اتخاذ مواقف تتنصلون منها عندما تقعون في مأزق السين والجيم من أصدقائكم أعداء الشعب .
أمّا الذين يصيحوا يطلبون المساعدة من خارج الحدود فالحديث عنهم يأخذ طابعا ً آخر لأنهم لا يكذبوا على الشعب وحده وإنما على الشعب وعلى الله ، بنفس الوقت الذي تكذب فيه أمريكا عليهم واعدة إياهم بكراسي في الوزارات القادمة على طبق من ذهب ، وفي مجلس الشعب ، ومراكز في الشرطة والجيش الذي يشترط عليه أن يســـتمر في أداء عمله بملاحقة المجـرمين الســياســيين الجـــدد المعادين للوطن .. كرمى لعيون أعداء الوطن !!
فالحرية والعدالة لايمكن أن تقدمها أنظمة غير عادلة هكذا بدون مقابل ، بلد كأمريكا وجدت على حساب شعب آخر هو الهنود الحمر الذين أبادتهم من أجل نهب ثروات الأرض الجديدة المعطاء (في تلك الأيام) ، أمريكا الدولة الطفيلية التي تعيش عالة على الشعوب الأخرى .. على دماء ونفط الشعوب الأخرى .. أمريكا التي اعتبرناها ذات يوم (لما كان هناك قطبان) رأس الثعبان .. لن تعطي شئ مما تأخذه ..
أمريكا التي دخلت في اتون حروب ومؤامرات ، ودفعت أنظمة ديكتاتورية إلى خوض حروب بدلا ً عنها لتسود العالم ، لن تمد يد العون إلا لقاء فوائد مالية تجنيها شركاتها الاحتكارية التي تقود العالم من خلال تحريك أحجار الشطرنج (الأنظمة التابعة) بواسطة أصابعها ومن مكاتبها في واشنطن ولندن وباريس وبعض الدول العربية ..
بعض تلك القوى ُتصور لجمهورها المسكين أنها تعقد اجتماعاتها مع بوش وبلير والسيد شيراك بينما هي تعقد مجرد ندوات في صالات صغيرة كما ُتعقد أية ندوة في تونس أو الجزائر أو لبنان .. والدليل على ذلك أننا قرأنا بعض المداخلات من (عاقديها) ولكننا لم نرى ولا صورة لتلك (المؤتمرات) لا في الانترنيت ولا في الصحف المطبوعة ولا في القنوات التلفزيونية لا الكردية والعربية ولا العالمية ، أليس هذا دليل ؟؟
وهي بهذه الندوات التي تطلق عليها اسم (مؤتمرات) تشغل الجماهير عن أداء دورها النضالي في سبيل الحوار والمساجلة ، والتنظيم من أجل تغيير حقيقي في النظام ، يقضي على الفساد ويطلق الحريات العامة ، وتنتفي في ظله كل أشكال العسف وكل القوانين التي كبلت المواطن لفترة أربعة عقود توقفت فيها عقارب الساعة عن الدوران ، حيث تغيرت أمور كثيرة في العالم حولنا بينما لاتزال في بلادنا كما هي مستقرة وهادئة ..
من الضروري تعديل الدستور بما يناسب العصر والمنطق ، تقر ّ فيه مادة تعترف بوجود الشعب الكردي كقومية ثانية وأساسية في البلاد ..لا كما صورتها جماعة الإخوان المسلمين في ورقة حوارها الأخيرة والمنشورة في صفحة أخبار الشرق التي ورد فيها : .. حيث "يتكوّن مجتمعُنا السوريّ من نسيجٍ حيّ، يشكّل العربُ والمسلمون مركزَه وسوادَه الأعظم. وتعيشُ في إطار هذا المجتمع وفي بُنيته مجموعاتٌ دينية،ٌ ومذهبيةٌ، وعرقيةٌ، لها خصوصيّاتُها وتطلّعاتُها المشروعة" .. بل أن سوريا كانت موطن للسريان والأكراد حتى القرن السابع الميلادي حيث قدم العرب المسلمين بقيادة خالد بن الوليد لنشر الإسلام ، ومن يومها فرض على سوريا أن تكون عربية – اسلامية حيث كان تعلم اللغة العربية ضرورة للعمل وللوصول إلى المراكز الحساسة في دولة الأمويين والحكومات التي خلفتهم في قيادة البلاد .
الشعب في الداخل والذي يعيش تحت وطأة القمع والفقر في آن واحد مغيب من جانب تلك القوى السياسية التي يجب أن تعمل من أجل التغيير الديمقراطي بشرط عدم التعاون مع أنظمة أخرى سيما وأن الأنظمة الأخرى تريد الكثير مقابل أية مساعدة ، وهذا بالدقة كان موقف الحركة الوطنية الكردية في سوريا التي كانت وكنا هو معروف ترفض أية مساعدة من الأنظمة الغاصبة لكردستان ، فقط لأن المساعدة من تلك الأنظمة كان يجب أن تخضع لعملية الإبتزاز والتنازل من جانب من يريد المساعدة عن حقوق شعبه في الجزء الآخر وفي هذا الصدد الأمثلة أكثر من تحصى وأعتقد أن هذه الحركة والتي رفضت أن تقيم علاقات مع الأنظمة الإقليمية لن تقيم وسترفض العلاقة مع دول أخرى لها شروط أكثر وأخطر على بلدنا ووجود شعبنا ..
المطلوب من الحركة الوطنية السورية عموما ً ( والحركة الكردية جزء لا يتجزأ منها) أخذ الحذر من مغبة تلك العلاقات المشبوهة والعودة إلى مبدأ الحوار والسجال للوصول إلى برنامج وطني مشترك تشارك في صنعه القوى الوطنية للوصول إلى سوريا ديمقراطية .. علمانية ، يسود فيها دستور عادل يقرّ بوجود وبشرعية حقق الشعب الكردي بتقرير المصير .
إن أي تجاهل لوجود الشعب الكردي في سوريا إنما هو ثغرة مفتوحة لتكرار أحداث مؤلمة في جسد الوطن السوري ، وطالما لم يعترف بالشعب الكردي ستتكرر أيام جمعة دامية أخرى تستنزف طاقات كافة السوريين من العرب والأكراد ةالأقليات القومية الأخرى لأن القضية الـكردية وفي كل الأحوال إنما هي قضــية وطنية بامتياز ، والبحث فيها ، وحلها ، إنما هو بناء أساس قوي في صرح الوحدة الوطنية وتنفيذ لشعار : (عاشت الإخوة العربية – الكردية) الذي أطلقته الحركة الوطنية الكردية على الدوام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناتور أمريكي لنتنياهو: نقف بجانب إسرائيل في حربها ضد حماس


.. نحو نصف الديمقراطيين يدعمون استبدال الرئيس الأمريكي جو بايدن




.. ناشط يوثق اشتعال النيران في مستوطنة -كفار عتصيون- شمال الخلي


.. فوضى في شوارع العاصمة الهندية جراء سقوط أمطار قياسية




.. منافسو الرئيس الموريتاني يتهمونه باستغلال موارد الدولة لتحقي