الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إلى جرحي الدامي
مليكة حتيم
2018 / 9 / 20الادب والفن
ولدت إنسانا
لكن نزعوا جلدي
وكسوا خشبا جسدي
ثم لحموا ما بين المفاصل
لم يكن للوجه تفاصيل
ولا للساني فتحة او شفتين
ولم يكن لرأسي رقبة ولا لي ساعدين
لكن شقوا لي عينين
كنت آلة تصوير وضعوني في آخر الشارع
واختبروا قدرتي على التفاعل
على الرصد والتقبل
شهدت وأد النهر
اجتثاث القمر
ثم انتزعوا عيني لافتحاصها بعد ساعتين
لكن دمعتين
سالتا على الخدين الخشبيتين
كانتا مصدر إزعاج للباحثين
كحمض أفسد الصور
لذا كبيرهم الذي علمهم ذلك السحر وآليات القهر
بحث عن منبع الخلل عن السر
فأشار إلى الصدر
بحثوا بين ضلوعي
وجابوا بين شراييني
كشفوا عن القلب
فهو مصدر الرفض والذنب
انتزعوه ووضعوا مكانه ساعة خشبية
تك تك تك كأنها ثكلى تنوح
فتنعي الروح
وجالت عيناي ملتقطة الواقع المهزوم
قالوا عنه قدر مشؤوم
لم أشعر بشيء
فدواخلي فيء
فلا عويل ولا بكاء
ولا تنديد بإباء
لكن
بين الحطام
وردة صغيرة تزحف من الركام
كانت ساقها مبتورة
وسنها الأولى مكسورة
تجاهلتها فأنا مجرد آلة محجورة
لكنها تعلقت بي
ووضعت خدها المبلل على ساقي
تسللت دموعها إلى لحائي
لتمتزج بشراييني
حلل عقلي الشيفرة
لم تكن جيناتها مهجنة دخيلة
بل هي شريفة أصيلة
هي أخت شقيقة
أو أم جذورها عريقة
ضج قلبي الخشبي بالحياة
وكأن دمعتها قطرة ماء
أنبتت لي فروعا وغصون
التفت حولها تحتضنها بجنون
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال
.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81
.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد
.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه
.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما