الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لو يجي .. الله

نادية فارس

2006 / 4 / 3
حقوق الانسان


كعراقية ٍ مُراقِبة ٍ للأوضاع ِ السياسية ِ والأجتماعية ِ في العراق .. ومن كوّتي الضئيلة التي تكاد ُ تتلاشى كمواطنة من درجة اللامُعترَف ِ بهم .. أمنح ُ لنفسي حق ّ قراءة الواقع العراقي

الذي يتأرجح ُ مابين الموت .. والموت !

ومابين الموتين تتعدد ُ الميتات ُ وأرزائها ..



وتتشظى الأسباب ُ وهمجية ُ علاجها .. وتتبلور ُ صورة ُ ديكتاتوريات ٍ تفرض ُ نفسَها بمسميات ٍ وأشكال َ مخيفة ٍ .. ليس فقط لأنها فاقت ديكتاتورية صدام حسين بجبروتها , بل لأنها تفتقر ُ الى أرضية ٍ سياسية ٍ تؤهلها لقيادة ِ بلد ٍ عضو في هيئة ِ الأمم المتحدة .. وشعب ٍ عضو ٍ في المجموعة ِ البشرية ِ التي تُشكّل ُ سكّان َ الكرة الأرضية .. وضحايا عنف ٍ سياسي واقتصادي وديني واجتماعي لقرون طويلة.





الأخبارُ تلفحنا كلّ صباح ومساء .. ومابينهما ! الجعفري لن يتنحى!



التآلف طلب من الجعفري أن يتنحى!



التالف رشح عضوا ً آخر بديلا ً عن الجعفري!



الجعفري .. يرفض التنحي !



الحكومة العراقية ُ تؤجل ُ تشكيلَها لأن ّ الجعفري يرفض ُ التنحي!



خليل زاده يطلب ُ من الجعفري أن يتنحى! الجعفري يرفض!



جورج دبليو بوش يطلب من الجعفري أن يتنحى ! الجعفري يرفض!



كونداليزا رايس تطالب الجعفري أن يتنحى ! الجعفري يرفض!



وعُذر ُ الجعفري أن ّ الشعب َ انتخبَه ُ!



الشعب ُ الذي لم يعد يعرف ُ رأسَه ُ من رجليه .. والذي لايمتلك ُ عددا ً كافيا ً من سيارات الأسعاف لنقل ِ القتلى ضحايا الصراع الطائفي فينقلهم .. بعربانات خشبية .. الى حيث ُ تزدهر ُ تجارة الكفّان ِ والدفّان ِ والكيشوان وتجارة الخُمس ِ وبائعي الحشيشة!



الشعب ُ الذي دوّخه ُ صدّام والأحزاب ُ المعارضة لصدام والدول الصديقة ُ لصدام .. والدول المعادية لصدام!



الشعب ُ الذي يقوده السيستاني الأيراني .. والزرقاوي العربي .. والأرهاب ُ الديني .. والأباحية ُ الجنسية الطائفية .. والنفاق الديني والسياسي .. وحلم الفيدراليات والتقسيم .. وبالون الديموقراطية الذي انفجر بوجوهنا عند النفخة الأولى فيه!



الشعب ُ الذي اغتيلت كفاءاتُه ُ العلمية .. وأساتذة ُ جامعاتِه ِ .. ومتاحفه ُ .. ومسارحه ُ .. وفنونه ُ .. وأحرِقت كتبُه ُ ومكتباته ُ .. واغتُصِبت حقوق ُ الأنسان ِ فيه ..ونُفي َ علماؤه ُ !



الشعب ُ الذي الذي يرتزق ُ شبابه ُ ضمن ميليشيات ٍ من لملوم الرعاع المقاد الى تنفيذ عمليات القتل الجماعي والفردي .. وعلى الهوية .. وعلى اللاهوية .. وعلى الدين .. وعلى الطائفة .. وعلى القومية .. وعلى الفلوس .. وعلى اللاشئ!



الشعب ُ الذي يأكل .. ليس لكي يشبع .. بل كي لايموت!



هذا هو الشعب ُ الذي انتخب الأئتلاف .. ولا فخر!



وبدلا ً من معالجة ِ جراح هذا الشعب والامه ِ.. وبدلا ً من يُمنَح َ فرصة ً في أن يسحب َ نفسا ً عميقا ً وأن يستكين لكي يستطيع أن يُفكّر َ بهدوء وبطريقة ٍ معقولة ! أجبروه على أن يدخل َ في سلسلة ٍ من الصدمات ِ المفاجئة السريعة .. وأجبروه أن يعيش َ صراعا ً طائفيا ً وقوميا ً شوفينيين .. فاستسلم للموت ولحالة ٍ من الأنصياع التام لأمام الجامع وللروزخون وللملاّ وللملاّية .. ولبائع المخدرات .. وللمطبرين .. وللدراويش .. وللمُنظّرين السياسيين من خريجي محو الأمية .. ولبائعي المحابس الرجالية والمسبحات ..وللخائطين في قدور الهريسة .. وللحالمين بحوريات وغلمان الجنة!



هذا هو الشعب الذي يتحدث باسمه الجعفري!



الجعفري الذي لايدري أن ّ السياسة َ وقيادة َ الدول .. تختلف ُ تماما ً عن قيادة ِ حسينية وميليشيا من منكوبي الحظ والذين تحولوا تدريجيا ً الى قتلة !



الجعفري الذي يدعي أنه ُ طبيب أطفال .. لايدري أن معالجة طفل ٍ مصاب ٍ بسوء التغذية .. تتطلب ُ توفير تغذية وأمان لهذا الطفل .. وليس حقنة هيرويين!

تتطلب ُ منح هذا الطفل غذاءا ً وليس سرقة الحليب من رضّاعته ِ.



لو كان الجعفري إهتم ّ بحياة مئات الأطفال الذين يموتون يوميا ً .. وتتشظى أجسادهم الغضة على قارعة الطرق المؤدية لمدارسهم ..أو حتى في منازلهم ..لكان أثبت أنه ُ يمتلك وعي طبيب أطفال .. وليس شهادة لاتسمن ُ من جوع ٍ ولاتغني من فقر !



لكنه قال كلمته: لن أتنحى عن منصب رئيس الوزراء .. حتى لو يجي الله!



**********



قريةُ.. السيّد الرئيس!!*



في لقاء ٍ مع السيد ِ الرئيس ِ الحالي .. مام جلال الطالباني ..


المعلق : عبر طريق كثير التعاريج وغير معبد قطعنا 3 ساعات ذهاباً واياباً بحثاً عن القرية التي ولد فيها جلال الطالباني . تبعد قرية كالكان (400)كم شمال شرق بغداد التي استقر فيها المام جلال الان ووصفها بعاصمة الدولة التي اصبح ابن تلك القرية رئيس للجمهورية في اول انتخابات تشريعية في البلاد منذ عقود .

· مقدمة البرنامج : في هذه القرية النائية القريبة من الحدود العراقية الايرانية والتي وصلنا اليها بشق الأنفس ، هنا ولد المام جلال ومنهم من يقول ولد عام 1933 واخر عام 1936



..ماأشبه اليوم بالبارحة !



العوجة .. تنهض ُ من جديد!



القرى التي يولد ُ فيها رؤوساء ُ العراق المقدسون تتحول ُ .. وبعمليات رياضيات ٍ بسيطة ٍ تعمد ُ الرفس المتبادل .. الى قرى مقدسة ومراكز َ للدولة العراقية ! فتصرف ُ الأموال الطائلة على إعمارها .. وطبعا ً لويجي الله ماتتحول الى عاصمة كبغداد أمّ الدنيا ..



وتهجر ُ بعد َ انتهاء فاعلية حكم السيد الرئيس .. بغض النظر عمن هو الرئيس .. فسكانها قلّة ٌ قليلة .. وليس فيها من مصادر تجعلها مهمّة عدا كونها .. مسقط رأس السيد الرئيس الذي لايعرف .. على الأغلب .. متى سقط َ رأسُه ُ!



لاأدري أهي المنافسة ُ بين حاكمينا .. أم غيرتهم من بعضهم .. ما يجعلهم يسلطون الضوء على القرى التي سقطت فيها رؤوسهم للمرة الأولى ! لكنّ المؤكد َ الان .. أنها أصبحت تقليدا ً سياسيا ً سيحرم ُ بغداد من مجدها ..ويشيح الأنظار عن نزيفها اليومي.



وفي إجابة ٍ لاحقة يجيب مام جلال


· مقدمة البرنامج : ما اول شئ عملته بعد ان اديت قسم الرئاسة في الجمعية الوطنية ؟

· جلال الطالباني : القيت خطابي .



ها؟



كم نحن بحاجة ٍ الى الخطابات!



كم نحن متعطشون الى سماع الرؤوساء والقادة والوزراء ومديري الدوائر ورؤوساء الأحزاب وأئمة الجوامع .. و.. و



خطابات .. تشرق ُ وتغرب ُ .. وكلام لايتطلب ُ جهدا ً .. فالوعود الزائفة والكاذبة .. واحلام الديموقراطيات .. والمساواة بين العراقيين بغض النظر عن قوميتهم ودينهم .. ولوائح حقوق الأنسان .. كلها ذات مصير واحد : سلة ُ مهملات ِ مكتب السيد الرئيس!


· مقدمة البرنامج : الا يوجد في العراق خبراء يمكن ان يساعدوا في سن الدستور ؟

· جلال الطالباني : توجد وهي كفاءات عالية جداً ولكن لابأس من الاستفادة من بعض الخبرات .فهناك موضوعان جديدان الاول هو الفيدرالية التي تحتاج الى خبرات دول ساهمت في الفيدرالية ككندا والمانيا وبلجيكا ، لنعرف كيف صاغت هذه الدول الفيدرالية ، الشئ الثاني هو الخصخصة ، فكان هناك احتكار للدولة في السابق للاقتصاد واليوم ليس لدينا تجربة في اتجاه السوق الحرة ، فالمانيا لديها تجربة ، ولابأس من الاستفادة من تجارب الاخرين .



وهذا هو مربط الفرس:



الفيدرالية التي تقود الى التقسيم!



الخصخصة التي تقود الى امتلاء كروش اصحاب الشركات والمتاجرين بخبز الشعب!



ولاأدري لماذا تحتاج ُحكومتنا الى خبراء في الفيدرالية الكندية المسالمة .. بينما تمتلك ترسانات من الأسلحة وجيش من البيشمركَة سيحقق حلم الخصخصة الكبير ويجعل ً من قرية كلكان ذات العشرة بيوت مركزا ً للدولة العراقية؟



لاأدري لماذا يصر ّ السيد ُ الرئيس على الاستفادة من تجارب الاخرين .. الذين يعاملون رئيسهم كموظف في الوقت الذي يُعامل ُ هو فيه .. كمقدس؟



ولاأدري كيف سيحل ّ المام جلال الطالباني المأزق العراقي / الأميركي تحت ظل ّ عراق ٍ واحد يتساوى فيه العربي مع الكوردي والاشوري والتوركماني والمسلم والمسيحي والصابئي والايزيدي والشبكي والسني والشيعي والكلداني والسرياني واليهودي والملحد والعلماني !



وهل سيسمح المام جلال لامرأة ٍ عربية ٍ أن تسكن َ أطراف قريته التي سيحولها الى مركز ٍ للدولة العراقية .. مع أطفالها؟ أم أن عليها أن تخضع مع أطفالها الى إرهاب التحقيقات على ايدي رجال الأسايش؟



كيف ستعتذر ُ حكومتك يامام جلال من النساء العراقيات العربيات اللواتي عوملن وبطريقة بعثية جدا .. حين أجبرتهن ّ الجارة الحقيرة إيران على الألتجاء الى مناطق نفوذكم؟



ها أنت الان رئيسا ً للجمهورية العراقية .. وهذا المنصب يفرض ُ عليك أن تعامل َ كل ّ العراقيين على حدّ سواء .. فهل حضر الى ذهنك أن ّ الشعب العراقي جميعه .. وليس الأكراد فقط .. كان ضحية ً لجلاّد ٍ اخر وطغمة حاكمة ٍ أخرى وميليشيات ٍ أخرى ؟



رغم َ أنك لازلت تلوّح ُ بالعصا الكوردية في وجه العراقيين .. واهتمامك بالفيدرالية والخصخصة يغلبان على اهتمامك بالورطة العراقية .. أقول ُ لك وأنت في عامك الثاني والسبعين .. إن الضمير َ الأنساني لاتحدُه ُ قومية ٌ بعينها .. وأن الوقت قد ان لكي تعتذر من شعبك عن بشتاشان ومآسي أخرى كان لك الدور الأكبر فيها .. للأسف!



غادر هذه الدنيا تاركا ً وراءك َ شيئا ً من الحكمة السياسيةِ .. وشيئا ً من ذكرى يتحدث بها التاريخ ! فلقد تسنمت منصب قيادة العراق متأخرا ً .. ولم يعد لديك الوقت كي تعمّر كلكان .. بل عمّر الجراح في قلوب أبناء شعبك الذي تمثله ُ رسميا ً ! وحينها .. سوف لن تحتاج الى خبراء ! فليس أخبر ُ منك بشعاب ِ أهلك!


· المعلق : عندما ودعنا مام جلال حرص على ان يروي لنا نكتة وروينا له نكتة ضحك لها من الاعماق فادركنا ان الرجل الذي عركته التجارب والحياة ما زال يتفوق على منصبه بمراحل رغم ادراكه انه اصبح زعيماً للعراق .

· جلال الطالباني : كان هناك كردي في طائرة فقالوا له الطائرة تحترق ، فدخن السكائر وجلس وقال لهم اذا كانت للدولة فلتحترق



مالذي تقولُه ُ نكتتك يامام جلال؟



المواطن الكوردي لايأبه ُ باحتراق الدولة؟ ولايهمه أن يعيش في دولة تحترق فيما يُدخن سيجارته بهدوء؟



أهذا هو ماتقتضيه المصلحة ُ العامة لبناء مجتمع مدني ووطن؟



أهذا هو توجه الشعب الكوردي الذي حصل َ على الباع الأكبر في اقتسام الكيكة العراقية؟



أهذا ماتسعى اليه الحكومة العراقية في ملابس الامبراطور العارية؟



من خلق هذا الحس ّ الشوفيني ومن يديمه؟ و.. أليس من الأجدى مراقبة الأعلام الكوردي المشجّع على الشوفينية .. ابتداءا ً بنكتة السيد الرئيس!؟

______________________________________

النصوص باللون الأحمر مقتطعة من لقاء مع الرئيس العراقي المام جلال الطالباني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا


.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟




.. جامعة فيرمونت تعلن إلغاء خطاب للسفيرة الأميركية بالأمم المتح


.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين




.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع