الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-خلصونا بقا-

سليم البيك

2006 / 4 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


"... أيها العرب, استحلفكم بما تبقى في هذه الأمة من طفولة و حب و صداقة و أشجار و طيور و سحب و أنهار و فراشات.
استحلفكم بتحية أعلامها عند الصباح و إطراقة جبينها عند المساء.
لقد جربتم الإرهاب سنين و قروناً طويلة و ها أنتم ترون إلى أين أودى بشعوبكم.
جربوا الحرية يوماً واحداً لتروا كم هي شعوبكم كبيرة و كم هي إسرائيل صغيرة." ◙

كانت أكثر من طالتها لطمات الأنظمة و الشعارات القومية هي فلسطين القضية. كما طالت أيضاً الإنسان العربي و الحرية و الديمقراطية, و طالت الصحافة و الأحزاب, و حتى أنها طالت تجمع لخمسة صبية جمعتهم لعبة "الغميضة", فاعتقلوا لسبب أن قانون الطوارئ يمنع التجمع- فكيف لو كان تجمع وطني ديمقراطي؟- فالتجمعات تخل بالأمن القومي و تخلخل جبهة التصدي "لإسرائيل"! هذا كلام من العيار الثقيل لا يفهمه الصغار, فلنلته نحن "بالغميضة" أو أي لعبة أخرى ليس فيها تجمعات, و لنترك للكبار حرية و ديمقراطية التصرف, فهم الأوصياء علينا إلى أن نبلغ السن القانوني, مع أني لم أسمع عمن بلغ السن أو حتى عن الصفة القانونية له "و معلش خففولي هالتجمعات شوي.. حتى ولو كانت غميضة.. بلاش مشاكل الله يرضى عليكو."
عانت فلسطين أولاً من الاستغلال لقضيتها و الانتهاك لعدالتها و المتاجرة باسمها, تشتري الأنظمة من شعوبها الرضا و السكوت و شعارات بالروح بالدم.. و إلى الأبد إلى الأبد.. و تبيعهم في أحسن الحالات خطاباً عن الحق العربي في استرجاع فلسطين, و عن أن حقوقنا لا تسترد إلا بالقوة.
عانت فلسطين ثانياً مما نتج عن المتاجرة باسمها, حين شعر الكثير بأنها "تجرة" خاسرة مع الأنظمة, فكان رد فعلهم بأن فلسطين هي سبب القمع الممارس عليهم و أنها من أعطت الأنظمة الحجة كي تكون توتاليتارية, في حين أن الأنظمة هي من ابتدعت الحجة و ألصقتها بفلسطين, كون هذا الاسم مكلل بقدسية خاصة في ضمائر الكثير من العرب, فلسطين التي بح صوتها من الصراخ بأن الحجة التي تعطيها هي الديمقراطية و ليس النقيض. و عانت فلسطين ثالثاً في معاناة ابنها الذي اغترب بين هذا و ذاك, أحدهم تاجر بقضيته و آخر كفر بها.
يا سادة, فلسطين ليست الطريق بل طريق للديمقراطية, و لا الديمقراطية الطريق بل طريق لفلسطين, الاثنتان يسيران بتواز, يتجادلان فيما بينهما بتوافق و تكامل. لا مسار لأحدهما إلا برفقة الآخر. النضال الوطني و المقاومة و الصمود أمام الصهيونية و الإمبريالية يتكامل مع النضال من أجل الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية.
فلتوقفوا الآن "الغميضة" أو مهما كنتم تلعبون, و لتلعبوا لعبة الكبار. فالساحة ليست لهم وحدهم, و لترفضوا كذبة التناقض بين ما هو وطني و ما هو ديمقراطي و لتفرضوا حقيقتكم أنتم: هي حرية الوطن و حرية الكلمة, حرية واحدة و لا قسمة على اثنين.
و كفلسطيني أقول, جسدنا الوطنية و الديمقراطية, قدمنا لكم تجارب في الثورة و المقاومة و التعددية و الديمقراطية, تجربة رائعة, ننصح بها, فقد نلتق باليوم الذي نرى فيه كم نحن كبار و كم هي صغيرة.



◙ النص مأخوذ من كتاب "سأخون وطني.. هذيان في الرعب و الحرية" للشاعر محمد الماغوط , و المقصود بكلمة "إرهاب" في النص هو الإرهاب الممارس من قبل الأنظمة العربية و ليس المنظمات الأصولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا