الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بقاء (الدعوة) حاكماً ضربة للاصلاح !

مهند البراك

2018 / 9 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


فيما كانت المحاصصة على اساس التوافق كبداية لتأمين وحدة المجتمع العراقي بقومياته و اديانه و مذاهبه و احزابه و قواه الوطنية بعد انتهاء الاحتلال، الاّ ان قيادة حزب الدعوة الحاكم في دورة حكم المالكي الأولى استغلّت ما سُمي بـ (البيت الشيعي) و (مظلومية الشيعة) لتأسيس حكم طائفي في البلاد مدعوم من دولة جارة . .
و عملت على اساس ان تجعل المحاصصة تحت هيمنتها بشتى السبل و الاسماء و الكتل الحاكمة الاخرى، بالإغراء و التهديد، موظفةً تعيين الموالين و الاقارب في مفاصل الدولة الهامة و كأنها ملك لذويها، مسخّرة موارد البلاد الفلكية لمطامحها هي دون الاهتمام بحقوق ابناء البلاد بمختلف اطيافهم و و لا الاهتمام بتعميرها بعد ان خرّبتها الحروب، و دون الاهتمام بوحدتها و رخائها . . الامر الذي وصل بسلوكها الى تحطيمها هي لفكرة (البيت الشيعي) التي وظّفتها واستغلتها لها وحدها، باهمالها لمحافظات البلاد و لتسببها بخسارة ثلث البلاد امام عصابات داعش الإجرامية . .
و يرى العديد من السياسيين المستقلين ان انغماس مسؤولي حزب الدعوة بمصالحهم الأنانية الضيّقة فقط و اهمالهم حتى لأبناء الشيعة، قد اوصل البلاد الى حالة من البدائية لم تعشها قبلاً قط . . حتى صارت المحافظات ذات الغالبية الشيعية تنتفض على حكمها وعلى فساده و فساد مسؤوليه . . بعد ان كوّنت لها اوليغارشية (*) طائفية حاكمة بستار مظلومية الشيعة الذي خدعت به الجماهير.
و حتى صار نهجاً لهيمنة دكتاتورية يتكرر، بدأ بستار (البيت الشيعي) بزيادة الاستحواذ على (الغنائم) الفلكية، و سار باغراء الآخرين بالمال و السلاح ثم بطمطمة الفساد الاداري و غلق التحقيقات القانونية الضرورية للاصلاح عندما تعلو الاصوات، و غلق تلك التحقيقات التي تحطّمت فيها ثلث البلاد و قتل فيها انبل الشباب في سبايكر و راح عشرات الآلاف ضحايا لها و تحطّمت مدن كبرى و تشرد بسببها الملايين، رغم وصول اللجنة البرلمانية للتحقيق فيها الى نتائج ملموسة ابلغتها علناً . . كل ذلك بدعم من ميليشيات مسلحة متنوعة الاسماء و العناوين، و بدعم دولة جارة ينشط مسؤوليها و تتحدث علناً عن دعمها لذلك النهج . .
حتىّ ضجّت البلاد باستنكار مايجري لحياة ابنائها بكل اطيافهم رجالا و نساء، مطالبة بالإصلاح و وصلت الاحتجاجات الشعبية التي ووجهت بالرصاص الحي و تساقط بها المئات من شباب البلاد بين قتيل و جريح، وصلت الى (البيت الشيعي) الحاكم باسم التحالف الوطني لتتفرّق قواه بل و وصلت الى حزب الدعوة القائد لذلك التحالف و تسببت بتمزّقه تحت مطرقة المطالب الشعبية.
و يرون انه بعد ان همّش المالكي الامين العام للحزب، القضاء و الهيئات المستقلة و اخضعها للمحاصصة و جمّد دورها كضامن اساسي لميزانية البلاد و للتداول السلمي للسلطة . . يستميت الآن هو و شُلّته في محاولات للملمة حزب الدعوة بكل الوسائل، لتثبيته حاكماً . . لمنع التحقيق القضائي بحق الفاسدين من ابرز قادته و في مقدمتهم هو نفسه . . مانعاً بذلك الحق الدستوري في التداول السلمي للسلطة، و في محاولة لإفراغ الإنتخابات من معناها و جدواها، و في تطبيق اصمّ لفكرته هو (ماننطيها) . .
في وقت يبرز فيه الإصلاح كبداية لمرحلة جديدة لابدّ منها، و الاّ لن يدوم الحكم الاّ لبضعة شهور، كحكم جاء بانتخابات عرجاء شارك بها اقل من 50% ممن يحق لهم التصويت، و امام مخاطر تكوّن كتلة برلمانية كبيرة معارضة يؤيّدها مئات الآلاف من شباب الاحتجاجات السلمية سنّة و شيعة و من كل الاطياف العراقية، الذين يزدادون وعياً و شجاعة في الدفاع عن حقوقهم بحياة حرّة كريمة في بلاد تزدهر بالخيرات المتنوعة التي تحسدها عليها بلدان العالم . . شباب الاحتجاجات في كل محافظة من المحافظات، و التي منهم وصلت البصرة بسواعد ابنائها و بناتها لتكون حجر زاوية صلب من اجل بناء جديد يعيد للعراق استقلاله و قوّته و عزّه و صداقته الحقّة مع دول الجوار على اساس الإستقلال و الإحترام و المنافع المتبادلة .

24 / 9 / 2018 ، مهند البراك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) حكم العوائل.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية