الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة اليك لن ابعثها

صبيحة شبر

2006 / 4 / 3
الادب والفن


بحثت اليوم عنك ، أترقب عودتك ، بشوق ولهفة ، علك تخفف عني برودة الصقيع الذي اخذ يحيط بي من كل جانب ، انتظر كلماتك العذبة ، علها تزيل ما اعانيه من عذاب ، وما اجترحه من شعور بالألم ألممض ، ويطول بي الانتظار ، وأنت لاترحم لهفتي واحتياجي ، شعور بالغربة فظيع يجتاحني ، يبدد كل محاولاتي التي ابذلها تباعا للحيلولة دون تفاقمه وازدياده ، انتظر كلماتك على الهاتف النقال ، وعلى الثابت ، وتنتحر رغبتي وأنت بعيد ، اشتاق الى باقات ورودك عساها تبدد إحساسي بالضياع ، لم اعد أترقب الأنباء ، وانقل مفتاح المذياع من محطة الى اخرى علني اسمع خبرا يشفي قلبي من إحساسي بالظمأ الى الأخبار المفرحة ، لقد حل القحط يا حبيبي ، ويبست الأشجار ، ماتت جذورها وهي في الارض ، بعد ان بحثت عبثا عن الارواء ، ولكن من يروي ميت أشجارنا ايها الحبيب ، وإنساننا ذليل مهان ، يحتر بون من اجل لاشيء ، يقتلون الأرواح البريئة الطاهرة ، ولا احد يمكنه ان يخبرني وينبيء النفوس القلقة المتسائلة ، لماذا نحرت الأرواح البريئة الطاهرة ، ومن أولئك الذين يغذون عملية القتل واستباحة الحرمات ،، انتظر عودتك ايها الحبيب كي تخفف بحديثك العذب الجميل بعض ما اشعر به من عذاب ، لماذا نتعذب أيها الحبيب ؟ وقد حبانا الله بأعظم النعم ، وأسمى أنواع البشر وأطيب الناس ، لماذا تثكل الأم لدينا حين تستحق آيات التكريم وعبارات الثناء ، لماذا تترمل العروس وهي في ثياب العرس ، لم تتذوق بعد حلاوة الحبيب الذي ناضلت من اجل الوصول اليه ، زهرات جميلات لم تبلغ الحلم بعد من أجمل الصبايا وأروع الصبيان تغتال منهم الحياة ، بعد ان تسلب أحلامهم الجميلة في ان يتمكنوا ان يعيشوا الحياة بأمان ،، وكما يعيش الملايين من سكان هذه الأرض ، رجال ونساء تعتمر نفوسهم بالأمل اللذيذ ان تتبدد دياجير الظلام وان نرى البسمة تعلو الشفاه ، ما ابسط أحلامنا ايها الحبيب ، أضحينا نحلم ان نتمكن من ازدراد اللقمة وبلعها قبل ان تأتينا طلقة من مجهول فتغتالنا واللقمة مازالت في أفواهنا لم تنعش الأجساد التي لم تعد تتلذذ بالطعام ، ماذا جرى لنا ايها الحبيب ، ولماذا تسيل دماؤنا هدرا على مرأى ومسمع الجميع ، دون ان ينال المجرمون عقابا قابلا على ردعهم عن القيام بأعمال أكثر إجراما وعتوا ، ماذا جنينا لتواد منا الفرحة قبل انطلاقها ، ولتغتال منا الأحلام وهي ما زالت طفلة في المهد ،، من يقدر على تخفيف الألم ، وتضميد الجراح ؟ وماسينا باطراد ، لم اعد أتابع الأخبار ، بعد ان كنت لا اطفيء المذياع ، طوال الليل والنهار ، ابدأ نهاري على سماع أخبار الجثث الملقاة على قارعة الطريق وقد شوهت وعصبت منها العيون وربطت الأطراف ، لماذا يجري هذا المسلسل المتواصل من أعمال الابادة والعنف اللامعقول ، من مصلحة من ان يتناحر الناس ، وان تباد الأرض الخضراء وتصبح صحراء مترامية الإطراف بعد ان بنى الحضارة الإنسانية وادي بلاد الرافدين الزاهي الجميل
تفاقمت علي الهموم وتناسلت ايها الحبيب ، وانا مكتوفة اليدين أتساءل الى متى ؟ وهذه الأنهار دائمة الجريان ، انهار من دماء زكية طاهرة لم يجن أصحابها ذنبا الا انهم أحبوا وطنهم العزيز وأحبوا الحياة ، وتمنوا ان يحيوها باطمئنان كباقي خلق الله ، وكل يوم يمر يثبت اننا بتدهور وتراجع ، وان جميع ما حلمنا به سراب ، فماذا بامكان ورودك الجميلة ان تفعل لي وانا دائمة التفكير كيف يمكن لأحبتنا المقهورين هناك ان يروا الشمس ويتمتعوا بنورها ،وهم يتراكضون ، خشية ان يغتال مسلح طائش حياتهم ، كيف يستطيع ابناؤنا التعلم ، ومدارسنا تهاجم ، كيف يخرج العاملون الى العمل المثمر وعصابات متخصصة بالاختطاف تفتح فاها لتفترس من تحدثه نفسه بالسير وتحدي الاثمين ، الى من نلتجيء ايها الحبيب وحياتنا يحيط بها الظلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر


.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش




.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص


.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود




.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا