الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرب ولانخجل

ميشال شماس

2006 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


اجتمع العرب في الخرطوم ويا ليتهم لم يجتمعوا.! اجتمعوا ثم تفرقوا كعادتهم، ولم يجروء أحد منهم على المطالبة بأسرانا الأبطال الصادمين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
أفلا يستحق أحمد سعدات،هذا المناضل العنيد، الذي اختطفته إسرائيل من سجن أريحا لتحاكمه في سجونها أي اهتمام منكم أيها العرب.؟!
هل نسيتم أيها العرب القائد مروان البرغوثي الذي دخل كتاب غنيس للأرقام القياسية بالمؤبدات التي أصدرتها بحقه محاكم الكيان الصهيوني.؟!
وهل نسيتم أيضاً سمير القنطار الذي مازال صامداً كالجبل الأشم وهو يقارع المحتلين منذ أكثر من سبعة وعشرين عاماً في عقر دراهم .؟!
قِممٌ تأتي وقِممٌ تذهب، وهؤلاء الأبطال يستمرون في إعطائنا دروساً يومية في النضال وحب التشبث بالأرض، بعد أن نسينا ذلك منذ زمن بعيد ..علمونا النضال ، الذي هجرناه منذ أن سلمنا مفاتيح البترول للأمريكان ودعوناهم لاحتلال العراق .. وفتحنا أراضينا وقواعدنا الجوية أمام جحافل بوش وبلير لتحتل العراق، وتعيث فيه فساداً وقتلاً وتدميراً.؟
بالله عليكم أيها المناضلون لا تستمعوا إلينا .. إياكم أن تصدقوا بيانات الاستنكار التي تصدح بها إذاعاتنا صبح مساء لتذروها الرياح بعيداً في السماء .. وإياكم أن تقرأو كتبنا ..وصحفنا فلن تفهموا شيئاً منها..؟
أصمدوا بكلِّ قواكمْ واحزموا أمركمْ وعلمونا كيف يكون الصمود.. ولا تسألوننا أبداً فنحن منشغلون عنكم بحساباتنا الفلكية في البنوك الأجنبية واقتناء السيارات وبناء القصور والفيلات.
نحن صغار.. صغار أمام صمودكم الجبار، ولم نعد نقوى إلا على بعضنا بعد أن حوّلنا بلداننا إلى سجون .. فهل لكم أن تحررونا من هذا السجن الكبير، وتطردوا الخوف من رؤوسنا، وتعلموننا كيف ندافع عن أرضنا، وكيف نستعيد ثقة محمد ويسوع فينا بعد أن ابتعدنا عن مزاياهما وخصالهما الحميدة ألف قرن وقرن، وانشغلنا بملاحقة النسوان في ملاهي باريس ولندن ونيويورك.
لقد صدق شاعرنا الكبير المرحوم نزار قباني حين قال في قصيدته "متى يعلنون وفاة العرب؟" :
أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب ، ولايخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ...
أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
فقتلى على شاشة التلفزهْ...
وجرحى على شاشة التلفزهْ...
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
عذراً من شاعرنا الكبير محمود درويش "نحن عربٌ ولانخجل" وكيف لنا أن نخجل عندما نسمع من يقول بيننا ولماذا نشقى ونتعب ونفكر، طالما أن "ربنا" الذي في السماء قد أنعم علينا بالبترول، وسخّر لنا الغرب في تأمين كل ما نحتاجه من السيارات والطائرات والمأكل والملبس والمشرب وحتى النسوان، وأن يهتم بأي شيء نشتهيه ونتمناه مهما كان صغيراً أو كبيراً.؟!
وطالما الأمر كذلك، فهل يأتي يوم يأمر فيه الله ذلك الغرب أيضاً على النضال عنّا من أجل إجبار الصهاينة على الإفراج الفوري عن هؤلاء الإبطال المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، وفي مقدمتهم عميد الأسرى العرب سمير القنطار، والقائدان أحمد سعدات ومروان البرغوثي.. وأن يعيدوا لنا أراضينا المغتصبة في عربستان، والجزر الامارتية ولواء اسكندرون وفلسطين والجولان، ومزارع شبعا ؟!
دمشق غي 2/4/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي