الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة / جزيرة الدهشة

عبد الرزاق جاسم السماوي

2018 / 9 / 25
الادب والفن


جزيرة الدهشة ... ( قصة قصيرة )
خلف ستائر الصمت أحبته بجنون وتاهت بغرامه لكنها هادئة قوية لم تقوى على أن تبوح أو تشكي غرامها لأحد . أحبته بصدق وتمنت لقاءه بأي شكل ، ومرت الايام والليالي وذات يوم عصرا وبأجنحة ملائكية وبدلة زفاف فضية وبلهفة ندية ارتمت بأحضان فارسها حيث ينابيع العشق والفرح والحب المخبأ تحت أجنحة الكتمان انطلقت معه الى جزر الدهشة ليغتال سنين صمت ويفجر بركان شوق ، شابة في العشرين من العمر، سمراء بشعرها الغجري اغتالت جنون معشوقها الشاب الوسيم ببدلته البيضاء وشعره الليلي وطوله الفارع وسافرت معه الى ملاذات امنة فارشة أنوثتها بين يدي عشيقها ليتوغل بها في ثنايا الحب ، نشوة غرام صدحت في صدرها ونهر من الوجد تلاطمت أمواجه لكنه سكن بضفتي حبيب الروح ليروي ظمأ سنين عجاف مرت بها .. بهاء وجهها وسمرتها الخمرية أزاحت الخوف من جوارح فارس أحلامها .. في جزيرة الدهشة نامت وحبيبها على رمال ذهبية وأفرغت ما في مكنونها من عشق عتيق ألم بها بعد ما ختم اليأس على صفحات حياتها .. أخيلة جميلة ، ظلالٌ حبست أنفاسها تحت أشعة الشمس ، نهرٌ غارقٌ في سكون ، لقاء دافىء وحزمة من القبلات تجمًدت على الشفاه ، لقاءٌ جميل مر كالبرق كما لو نُصب عدادٌ يتسابق لاسراف الوقت ، في تلك الجزيرة الجميلة الزاخرة بأنواع الأشجار. نصب لحبيبته كوخا صغيرا وبداخله غرفة صغيرة غارقة بلون أزرق وعبق عطرٍ جميلٍ انتشر في أرجائها .. سريرُ عرائسٍ بستانه الابيض مطرزٌ بقلب كُتب عليه احبك .. اغراءٌ واغواءٌ جميل كان لامناص من ولوج الحبيبين الى الغرفة .. حملها بين ذراعيه وتجاذبت الشفاه مخلفة قبلة حميمية انتظراها طويلا فنسيا كل شيء حيث لم تعد خزينة الذاكرة لها وجود ، مياه رائقة بدأت تنساب في أرض فارقتها الأمطار ، دفء ألمً بهما في ليلة عرس حطًمت أسوار الحرمان .. احتضنها واحتضنته ونامت على صدره بعد أن وئدت أياما أرعبت الخيال بظلامها ... اغفاءة رائعة لم تدم طويلا اذ نهضت فزعة مرتبكة على صوت أمها العالي انهضي ياابنتي جاءنا ضيوف فقامت حزينة وهي تودع أجمل حلم في حياتها جاءت أمها مرة ثانية بعد أن رحبًت بالضيوف وأخبرتها بأنهم يسألون عنها ويطلبونها للزواج ومعهم صورة الشاب الجميل الذي يطلبها وعندما رأت البنت صورة الشاب صاحت أنا موافقة ياأمي . ذُعرت الام وردًت على ابنتها وكيف توافقين دون معرفته ؟ فأجابتها : أماه انه فارس أحلامي لقد أحببته وكتمت حبه وقبل قليل كنت معه في حلم لا أنساه أبدا فأنا أحبه يا أماه ثم تمتمت في صدرها ماهذه الصدفة ومن يصدقني حين أقص عليه أقصوصتي أراه اليوم في الحلم ويأتي لخطبني بنفس اليوم شكرا لله على كل شيء حلم أصبح حقيقة .... وهكذا تزوجت من حبيبها وعاشا أجمل حياة .
20 / 8 / 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا