الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرضية الربوبية الجديدة (New deism) والإصلاح الديني (3)

إتحاد الربوبيين العرب

2018 / 9 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


إتحاد الربوبيين العرب و الناطقين بالعربية
لشمال إفريقيا والشرق الأوسط

شعارنا : حرية – مساواة – أخوة حقيقية


..تتمة

5-- التوحيد : من دين الإسلام لدين السلام

يقول لنا التاريخ أن التوحيد أي توحيد موجد الكون أو الأكوان كان مطلبا لبعض البشر في شبه الجزيرة العربية من عرب مسيحيين و يهود و صابئة و غيرهم أو هكذا زعموا . فسمى العرب القدامى أنفسهم موحدين و سموا مخالفيهم مشركين.و اليهود القدامى سموا مخالفيهم "ناس الأمم" .بينما المسيحيون القدامى سموا مخالفيهم "ناس العالم". وفي كتاباتهم البشرية المنسوبة لهم والتي تركوها ، نجد ردا على كل الطوائف الدينية التي كانت متواجدة في زمانهم .وزعموا الحقيقة المطلقة .وأنهم أفضل الطوائف .
فهل وصلوا لما رغبوا في الوصول إليه من توحيد ؟

للأسف كل ما وصلوا له هو أنهم إستبدلوا أصناما مادية أو كتابية أو صخرية أو متخيلة بأصنام بشرية حتى صار البشر الميتون والأحياء يُعبدون .فهذا صاحب صليب أو عمامة أوأقوال أو بطولات قتالية و هذا صاحب سلطة و ذاك صاحب مال و ثروة أو كل هذا.... هذه هي الأصنام التي صنعوا ....فنشروها و نشروا الإستبداد في منطقة شمال إفريقيا و في غفلة من السكان الأصليين الذين سبقوهم في إستيطانها و فرضوا عليهم كل شيء، من الأكاذيب المقدسة (هناك ثلاث حالات يجوز فيها الكذب في الثراث الديني) للجهل المقدس حتى الاجرام المقدس . من المؤسف حقا أن يبقى هذا هو حال شمال افريقيا و الشرق الاوسط ويتبنى البعض مواقف قديمة جدا و يبنى عليها و كأن لا تطور حدث في المنطقة ولا زمان جرى .

بالنسبة لنا ، وبعد إطلاعنا على أوجاع المجتمعات في هذه المنطقة و على ثراث مختلف الطوائف الدينية المتناحرة و حالة الاستبداد و أجرمة المجتمعات و إحتقار حقوق الانسان ، خلصنا إلى نتيجة تأملية مفادها أنه يستحيل على من يريد الخير لشعوب هذه المنطقة أن يقوم بتعليم الصغار في غفلة منهم و قبل نضج عقولهم كل هذه الاكاذيب و الخرافات التي تبناها اليهود القدامى و كتبوها و يعطي لكل واحد منهم كاتالوج قديم يتم تحفيظه لهم قسريا ليكون كل واحد منهم زعيما و إرهابيا في نفس الوقت يريد حكم العالم بالقوة العسكرية والغلبة وبأدوات قديمة لا تنتمي للعصرالذي نعيش فيه .و الحال أن هذا شيء مستحيل .لا يمكن في مجتمع ما أن يكون الكل زعيما .لأن الزعامة لها شروطها و متطلباتها التي لا يمكن لزوما ان يتصف بها الكل في جماعة بشرية ما .و إلا فإن الفوضى الداخلية و الانقراض هي النتيجة الحتمية لهذه الجماعة و ثقافتها و استحالة التعايش والسلام بين الشعوب أو حتى داخل نفس الشعب .لأن الكل سيدخل في صراع مع الكل .و هل ينتج عن هذا فتنة اكبر من هذه؟

و بما أننا تربينا في بيئة يقال أنها إسلامية مسيحية يهودية يخيل للمرء أن فيها سكة حديد بالنسبة لكل طائفة ، ما إن يولد الانسان و يعقل شيئا ما حتى يقال له إمش فيها دون تفكير و صر إرهابيا و لا مشاكل حتى أصبحنا نسمع عن هذه البلدان أنها تزعم محاربة الإرهاب و هي تُعلم ذلك للصغار والكبارفي تناقض و إحراج مسكوت عنه. بل صار موضوع إتهام بالإرهاب كل من قال خارج بلده أنه مسلم أو يهودي حتى لوكان لاعلاقة له بالارهاب .

ولإزالة هذا الإحراج عن الناس والحكام تكونت لدينا قناعة و نسق فكري سميناه الفرضية الربوبية الجديدة .و هي فرضية فلسفية عقلانية يمكن أن تلقى رضى المختلفين من كل الطوائف و تكون مبنية على الأساس الذي حددناه ضمن شروط الفقرة 4 أعلاه يمكن أن تنقذ ما يمكن إنقاده .

هذا بالإضافة إلى أنها يجب أن تكون بالنسبة للإسلام منطلقة من أفكار الإسلام المشترك نفسه (الاسلام المشترك هوالقاسم المشترك بين السنة – الشيعة- الأحمديين و البهائين وغيرهم) أي توحيدية مائة بالمائة تعبر عن تلك الرغبة التي كانت عند القدماء و لم يصلوا فعليا لها (يعني لا تقدس اي شخص من الأحياء أو الأموات و إنما تحترم العظمة الالهية الحية وحدها) و التي يمكن إيجاد النصوص للإستدلال على صوابها إذا خلصت النيات وتم التفكيرفي التاريخ و في الأجيال القادمة.إذن فرضية تكون ذات فائدة تربوية عظيمة يمكن تعليمها للصغار في سن 12 سنة على أقل تقدير و ليس قبل ذلك ، بعد تبسيطها في حصة الأخلاق أو للكلام عمن خلق الكون إذا كان ذلك ضروريا .

و بما أننا قلنا أنها يجب أن تكون من داخل أفكار الإسلام فقد فكرنا في إمكانية تحويل عبارة " دين الإسلام" لعبارة "دين السلام" بكل بساطة وذلك بحذف الألف الثانية بعد التعريف.

و دون أن يضيع شيء نضع تلك الألف المحذوفة بعد الحرف الثاني من كلمة" مسلمين" أي بعد السين ليصبح إسمهم "مسالمين" . هذا لا يلغي الحق في الدفاع الشرعي عن النفس الذي هو أمر بديهي لا يحتاج لبرهان
(أنظر الفقرة 9 بعده )

يمكن إذن استبدال عبارة "دين الإسلام" بعبارة "دين السلام" و المقتنعون ب"دين السلام" يحصلون على لقب "المسالمين" بكل بساطة عوض "مسلمين" .

نفس الشيء بالنسبة للمسيحيين و اليهود طالما أن العهد القديم (كتاب اليهود القدامى المقدس) يوجد في كتاب المسيحيين المقدس ويَذكر أيضا في المصحف العثماني كمرجع (التوراة) و كذلك( الانجيل). و توجد قصص و شخوص كثيرة من كتاب اليهود القدامى المقدس في الانجيل والمصحف العثماني .

يمكن تسمية جميع هؤلاء أتباع "دين السلام" أو "مسالمين" .و يمكن نفس الشيء بالنسبة للبهائيين و الاحمديين و الشيعة وغيرهم.

سيحصل لهم الشرف بالعودة للانتماء للانسانية هويتهم الأصلية التي يولدون فيها كمختلفين عن باقي الكائنات الحية و أسماها كدائرة أشمل و أكبر من دائرة أي طائفة تُقزم الهوية البشرية في جماعة ذات عدد محدود من الأفراد.سينتمون كما الحقيقة التي غُيبت عنهم لمستخدمي العقل الخلاق و لا يعودوا يتبعوا أي شخص أو شيء يخالف العقل والمنطق و يصيروا راشدين يمكنهم أن ينافسوا الأمم الأخرى بالعمل والإجتهاد و تقديم ثمار العقل و السلام عوض ثمار الغريزة والانتقام و المآسي ..

" دين السلام" سيصبح هو "دين الإنسانية" التي هي غريزة في الانسان .فاغلب سكان الارض في الواقع هم مسالمون. أغلب الناس لا يريدون إثارة المشاكل للاخرين .لانهم يعرفون بالتجربة ان لكل فعل رد فعل ونتائج .

المسالمون نسميهم نحن " ربويين" بالمعنى العام بغض النظر عن إعترافهم بوجود "العظمة الإلهية " التي لا تحتاج لأي إعتراف (أنظر تعريف الربوبيين بالمعنى العام بعده) . لأن السلام و السلوك المسالم في الاحوال العادية هو السلوك المطلوب بين البشر بالنسبة لنا .و متى ما تحقق هذا في سلوك الناس و لو بدون اعتراف بوجود العظمة الالهية فهذا هو الهدف المقصود .

و إذا كان التوحيد المقصود لا يعني تنميط الناس و إلباسهم خطابا واحدا يُعرف فيها الفرد بمجرد إلقائه التحية على الناس وباقي الرموزاللغوية المستعملة كما يتشابه الجنود في الجيش ، فهو يعني توحيد الرؤية البشرية المتجهة صوب العظمة الالهية و إستحضار وجودها اليومي في حياة المقتنعين بها.

هذا يتطلب تعاونا فكريا و عمليا بين رؤساء جميع الطوائف من يهود و مسيحيين و مسلمين و غيرهم على هذا التوحيد والمصالحة التاريخية ليقولوا للعالم "نحن لسنا كالاقدمين"..

لم لا يتم توحيد المعابد بينهم جميعا لتكون فيها إجتماعات لصلاة الشكر المشتركة لنفس العظمة الالهية في يوم وسط بين الجمعة والسبت و الأحد هو يوم السبت مثلا كتعبير على ان لا فرق بينهم ؟

على ان تكون هذه المعابد مجهزة بالكراسي حيث يجلس الناس يرددون على وقع الآلات الموسيقية لجوقة المعبد اناشيد و ترانيم تمجد العظمة الالهية و تعبر عن تواضع الانسان و اشعاع روحه بالخير والسلام نحو البشر. ثم تقام عظات من طرف متخصصين تعلم النظريات العلمية الحديثة و الفلسفة و الفكر العلمي الحديث حسب الوقت المخصص باختصار كي تعطي الادلة على وجود العظمة الالهية كما سنبين بعده في المثال ، و تحث على الصدق و الامانة و السلوك الحر والمسالم و تساهم بذلك العظات في التثقيف و التهذيب و التربية على السلام كانها أكاديميات للعلوم والفلسفة والفكر المتطور يدخلها الفرد بمستوى ثم يخرج بمستوى آخر تماما خاصة في المنطقة التي بها اكبر نسبة من الجهل والامية .فتكون هذه المعابد بها مكتبات و مجهزة بالمطاعم يأكل فيها الناس و يشربون و يغذون اجسامهم بعد تغذية أدمغتهم .لم لا ؟ ما المانع ؟ ألن يبقى الناس متشوقون لاجتماعات يوم السبت ؟

و بما انها تستعمل مكبرات الصوت في الدول الاسلامية مثلا فممكن للناس الذين يمرون بقربها أن يسمعوا ما يجري فيها من تعليم للنظريات العلمية والفلسفية و من شكر العظمة الالهية وغير ذلك .لن تكون هذه المعابد فضاء لتعليم اي ارهاب أو عنصرية طالما سيتواجد بها المختلفون من يهود و مسيحيين و مسلمين.لانها ببساطة ستكون كالاكاديميات العلمية تحت مظلة السماء .
مما يتطلب عملا دؤوبا و تحضيرا وإرادة من طرف المختلفين .

هذه مجرد اقتراحات تبدو لنا ممكنة اذا خلصت النيات .

و الآن وقبل الدخول في الخطوط العامة للنظرية الربوبية الجديدة يحسن بنا أن نستدل على وجود العظمة الالهية التي تؤسس فضاءنا الوجداني كمقتنعين بوجودها عن طريق الاستنتاج العقلي ونتائج العلوم الحديثة .

6-- بعض الأدلة العقلية على وجود العظمة الإلهية :

1.6 -- تقول لنا نظرية البيغ بانغ big bang أي الإنفجار العظيم بإختصار شديد : في البدء النسبي أي منذ 13.8 مليار سنة (معدل حسابي تقريبي) و لسبب مجهول حدث إنفجار عظيم أدى إلى تكوين الفضاء والمادة :الجزئيات ثم الذرات ثم الجزيئات فالنجوم والكواكب والغبار الكوني و المواد المختلفة والاجسام الفضائية وغير ذلك .

هذه المادة تكونت قبل وجود الإنسان بملايير السنين .و بما أنها غير عاقلة فلا يمكن أن توجد نفسها بنفسها .مستحيل .نسمي سبب وجود المادة الذي قالت نظرية البيغ بانغ أنه "سبب مجهول" العظمة الإلهية" غير المادية للأسباب الواردة بعده .

2.6 -- المادة ذكية و كل الظواهر التي تحدث في عالم الكائنات الحية منطقية مضبوطة ولها أهداف تمكن من تحقق الحياة و إستمرارها وظيفيا (فيزيولوجيًا) و لا تحدث صدفة وتبين كأن بها عقلا .ووجود العقل عند الإنسان يجعل من سابع المستحيلات أن يَنتُج العقل والوعي بالوجود عن اللاعقل و اللا وعي (أي تلقائيا أو "صدفة" ). إذن هناك شخص ذو عقل ووعي أعلى يوجه هذا التكوين بقوانين طبيعية هو شخص العظمة الإلهية .

إن الظواهر الحية في عالم الأحياء تمكننا من الإستدلال على ذكاء المادة الحية كأمثلة لا يدنو الشك من حقيقتها .و لذلك ننصح بالإطلاع على الظواهر المدهشة التي تحدث في جهاز المناعة عند الإنسان مثلا و تقاوم المواد الدخيلة غير الذاتية أو ظاهرة صنع البروتينات و توظيف الرمز الوراثي في ذلك أو ظاهرة صنع المواد العضوية من طرف النباتات الخضراء بإستعمال الضوء و غيرها.

هذه الأمثلة تجعل من المستحيل على العقل إعتبار هذه الظواهر نتائج للتلقائية أو الصدفة و غير مرتبطة بتكوين تدريجي موجه نحو التحسين والتعقيد والفعالية الوظيفية من طرف عقل و وعي أعلى هو عقل ووعي ما سميناه العظمة الإلهية.

3.6 – تتكون المادة كلها حية و غير حية من بنية أولية متشابهة تسمى الذرة .و تتكون كل ذرة من نواة و طبقات محيطة بها بها إلكترونات .و تتكون الكائنات الحية كلها بإستثناء الفيروسات ، وفق النظرية الخلوية ، من خلايا لها نفس الخصائص وتقوم كلها بنفس الطريقة في التعامل مع الطاقة و عمليات الإنتاج والهدم داخلها .

هذا التشابه في الهيكلة يدل على فكر واحد أنتجها هو فكر العظمة الإلهية الواحدة .

و نحن نقول أنها متوحدة .لأن طبيعتها غيرالمادية تجعلها لا تشبه المخلوقات و خاصة الكائنات الحية ذات التوالد الجنسي التي فيها الذكر و الإنثى .فهي متوحدة بدون جنس أي ليست ذكرا يحتاج أنثى أو أنثى تحتاج ذكرا لكينونتها .

4.6 -- في عالم الفيزياء يقدم لنا العالم الفيزيائي الفرنسي Etienne Klein بعض المعلومات حول الكون كما عرضها في إحدى محاضراته بفرنسا:

أ) يقول أنه ليس هناك أدلة علمية على وجود أصل معروف للكون (الحالي) :

أي أن تفسير الظواهر الفيزيائية لا تتم من خلال لاشيء ، بمعنى أن العلم اليوم لم يتوصل لأي تفسير لما قبل فترة بلانك Planck (واحد على عشرة أس 47 من الثانية ) لبدايات نشوء الكون.و لا يمكن الحديث إذن عن أصل للكون .

ب) يقول أيضا ليس هناك أدلة علمية على عدم وجود أصل للكون :

بمعنى ليس هناك أدلة على وجود العدم كما قال ستيفن هاوكينغ وأن المجال مفتوح للتصورات والفرضيات الفيزيائية لتفسير الظاهرة.لأنه في حدود وسائل ا لتجريب الحالية ليس ممكنا التجريب في هذا المجال.

و إذا علمنا أن نظرية النسبية العامة لإينشتاين تتحدث عن تصور الفضاء والزمن كشبكة مرنة قابلة للتموج و لا تأخذ بعين الإعتبار القوى الأساسية الأخرى غير قوة الجاذبية و التي هي القوة الكهرو مغناطيسية و القوة النووية الضعيفة (أي التي تنتج عن تفاعل بروتون مع نيوترون من أجل تحرير إلكترون مثلا) و القوة النووية الشديدة (أي التي تؤدي لتماسك البروتونات والنيوترونات داخل نواة الذرة ).هذه القوى الجديدة والفاعلة في الكون و المادة لا يمكن تطبيق معادلات إينشتاين عليها وبالتالي تحتاج لنظريات جديدة أو على الأقل فرضيات .وهذا هو السبب في عدم وجود تفسير أكيد قبل فترة بلانك السابقة الذكر.

و إذا تذكرنا أيضا أن الكون الحالي في تمدد وفق المعادلات الرياضياتية ،فيمكن ببساطة تصور الظاهرة العكسية إذا عدنا للوراء في الزمن نظريا أي اللحظة التي كان الكون فيها يقترب من لحظة حجم تساوي صفرا أو أكثربقليل، لكن بكثافة وحرارة تجعل من تلك القوى الأساسية التي تحدثنا عنها مجرد قوة واحدة لا غير.فهل يعني هذا أننا نقترب من العدم ؟ كلا

علماء آخرون تصوروا الفضاء والزمن على شكل حُبيبي غيرمتصل مكون من أحجام أولية لا تساوي صفرا وكل الأحجام الأخرى في الكون هي مجرد تضعيف لهذه الأحجام ، عوض النماذج الأخرى المعروفة مثل تصور الكون فضاء متصلا، لمحاولة تفسير جديد لما هو معروف من ظواهر الكون و إيجاد الإنسجام بين الجاذبية والفيزياء الكوانتية تسمى نظرية الجاذبية الكوانتية الحَلقية. عند تطبيق هذه النظرية على الظواهر الكونية الأولية لنشأة الكون كما فعل مارتن جوفالد Martin jowald عالم فيزيائي أمريكي و عرض ذلك في كتاب "كون القفزات "، يبدو أن النتائج تُظهر شيئا يقارب نتائج نظرية الأوتار (التي تحاول تفسير الظواهر المتناهية في الصغر و المتناهية في الكبر في نظرية واحدة بسيطة ) رغم إختلاف مبادئ النظريتين.نحصل على كون يتقلص لحد حجم أدنى لا يساوي صفرا ذي حرارة قصوى وكثافة كبيرة جدا ثم ينطلق من جديد ليتمدد وهكذا..... و إحدى هذه القفزات هي ما يسمى البيغ بانغ بالنسبة لكوننا الحالي.

هذا المصير يُحتمل أن يحدث للكون الحالي في المستقبل كما يُفترض أنه حدث للكون الذي كان قبل كوننا هذا.تسمى الظاهرة big crunch . أو الإنقباض العظيم..يمكن تصور أكوان سابقة و أخرى لاحقة في حركة دائمة و أبدية ..مصاحبة لوجود موجِدة الأكوان جميعا ......بمعنى أن الكون كان دائما و أبدا كقلب ينبض .فتارة هو في تمدد لحجمه و تارة في إنقباض .هذه الظاهرة تشبه دورة أي ظاهرة أخرى موجودة في الكون نفسه ....ومعنى ذلك أن هناك تطورا أبديا للكون يتأرجح بين ملايير السنين من الوجود المتمدد و ملاييرسنين أخرى من الوجود المنقبض .هذا النموذج ممكن تصوره عقليا .

5.6 -- إذا إستعننا بالمعطيات العلمية في النموذج الذي تحدثنا عنه آنفا يمكن الكلام عن ظاهرة وجود الكون والكائنات الحية وغيرها كتكوين مستمروليس كما تصور الأقدمون كإنبثاق من العدم . فالإنسان مثلا وتطوره أو تطور أي كائنات حية أخرى محتمل وجودها في مكان ما في الكون هو نتيجة لتكوين من الغبار الكوني الذي كان وتحول إليه الجميع في هيكلة تتعقد كلما مر الزمان خلال ملايير السنين في سلسلة من المراحل الطويلة عبر التاريخ الطبيعي للكون و الأرض من ضمنه وفق قوانين طبيعية مضبوطة ولم يُخلق "من العدم".

6.6 -- الثواب الفيزيائية والبيولوجية : هناك في العلوم ثوابث علمية فيزيائية وبيولوجية في الكون لو تتغيرقليلا عما هي عليه الآن لما بقيت كواكب ولا نجوم ولا حياة .سيندثر كل شيء . هذه الثوابت تدل على تنظيم محكم وفق قوانين مضبوطة .و تدل على عقل أعلى وواحد أنتجها هو عقل ما نسميه نحن اليوم العظمة الإلهية .

7.6: يبقى السؤال النظري التالي: إذا كانت العظمة الإلهية موجودة فما سبب وجودها؟أليس مبدأ السببية مبدأ عاما ويمكن تطبيقه عليها هي أيضا ؟

صحيح وبكل تأكيد لابد من أسباب معقولة لوجود العظمة الإلهية .لكن في حدود علمنا اليوم هذه الأسباب تبقى مجهولة .و عدم علمنا بهذه الأسباب لا يعني عدم وجودها .

ملحوظة : يمكن إعطاء المزيد من الأدلة العلمية على النحو الذي تفضلنا على وجود العظمة الإلهية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل -الأرض-: حرب ضروس بين الكارتالات للاستحواذ على أكبر م


.. واشنطن تستعد لأي عنف محتمل قبل الانتخابات وادعاءات ترامب حول




.. ثورة التحرير الجزائرية: ماكرون يعترف بأن العربي بن مهيدي -قت


.. خطط الساعات الأخيرة.. هذا ما يفعله ترامب للفوز بانتخابات الر




.. ببساطة – هل أصوات الأمريكيين متساوية في الانتخابات؟