الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خارج النسق ...مواقف وطنية...جديرة بالإشادة

مرتضى عبد الحميد

2018 / 9 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق




في لقائه مع عدد من الصحفيين في بغداد، صرح الدكتور حيدر العبادي أن حكومته لن تجازف بمصالح الشعب العراقي لإرضاء إيران، او أي دول أخرى. وأضاف، ليس من حق أية دولة جارة إن تقطع مياه نهر الكارون عن شط العرب وتسبب أزمة مياه خانقة، "وسنتحدث مع الإيرانيين بخصوص ذلك".
وقبل هذا كان العبادي قد اتخذ موقفاً وطنياً آخر بشأن الالتزام بالعقوبات الأمريكية على إيران، رغم إدانته لها، ومعرفته التامة بأن الحصارات الاقتصادية تستهدف الشعوب بالدرجة الأولى وليس الحكام، ولنا في العراق تجربة هي الأكثر مرارة في عالمنا المعاصر.
وبسبب هذين الموقفين الوطنيين، شنت عليه حملة إعلامية ظالمة، من لدن المعنيين وحلفائهم داخل العراق، استهدفت في الأساس التشهير به، والسعي لإضعاف حظوظه في ولاية ثانية. ورغم استدراكه واتخاذه عدة اجراءات لإرضاء أصحاب الشأن لا سيما قيامه بإرسال وفد رفيع المستوى إلى واشنطن، لاستثناء العراق من تطبيق العقوبات على إيران، إلا أن هذه المساعي ذهبت إدراج الرياح.
وقد اتخذت بعض التصريحات المقابلة طابعا شديد اللهجة ونابياً، لا يليق استخدامه في العلاقات بين دول الجوار ولا غيرها من الدول. مشفوعاً بمواقف وإجراءات لا تعدو كونها وسائل ضغط وابتزاز للجانب العراقي، من قبيل المطالبة بتعويضات عن الحرب العراقية – الإيرانية بأرقام فلكية تتجاوز تريليون دولار واتهام العراق بالتماهل في إطفاء الحرائق التي نشبت في بعض الأهواز العراقية والمشتركة، بالإضافة إلى قطع إمدادات الكهرباء بحجة وجود حاجة داخلية إليها، لكن توقيتها يفضح الهدف المراد منها.
واذا أضفنا مطالبة مسؤولين إيرانيين الحكومة العراقية بتوفير المياه الكافية لـ هور العظيم، الذي تقع ثلثاه في الأراضي العراقية، والثلث المتبقي في إيران، في وقت قطعت فيه نهري الكارون والكرخة، ومعهما ما يقارب الأربعين رافداً كانت تصب في الأراضي والأنهر العراقية، يتضح لنا حجم الكوميديا السوداء التي يراد تمثيلها على ارض العراق، ومن قبل كل الدول المجاورة دون استثناء، لأن تشرذم البيت العراقي الداخلي وانشغال أطرافه بصراعات لامبدأية وبعيدة كل البعد عن مصالح الشعب والوطن، تغري هؤلاء جميعاً بالعبث بمقدرات العراقيين والعمل على رسم حاضرهم ومستقبلهم من وراء الحدود.
يأخذك العجب، وأنت ترى وتسمع بعض الساسة العراقيين يدافعون عن حقوق، بل أطماع الدول المجاورة على حساب شعبهم العراقي، ومنها قضية التعويضات، التي يرى هؤلاء الأخوة أن من حق إيران أن تطالب بها العراق وهو الذي عانى شعبه من هذه الحرب العدوانية أضعاف معاناة الإيرانيين.
لو كان هناك شيء من العدل والإنصاف في السياستين الدولية والإقليمية لتحتم على دول الخليج ومعها إيران، دفع تعويضات مجزية الى العراق، لأن الأولى ورطته بحرب الثمان سنوات، والثانية لمسؤوليتها في إدامة تلك الحرب وما سببته من دمار وخراب في كلا البلدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من