الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراد زهري

مراد زهري
(Mourad Zahri)

2018 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


هذا اليوم أحس و كأن السماء تمطر بالقطران الذي هو أسود من كل سواد ، أحس بالمغرب يتموج و منه تخرج النيران الفظيعة و الحارقة . أحس بأغوال المرعبة تتخطفني . كيف العيش و التفكير في مغرب كله الخوف و الرعب؟ كل ما حولي يخيف و كلما تقدمت خطوة في الإحساس لا أدرك إلا الخوف و الرعب . طبقة لا أعرف هل هي بشر أم من كائنات أخرى كل حياتها أسرار و نهب و ضرب و بذخ و اختفاء : ما هذه الطبقة أهي مخلوقات بشرية ؟ لا أعتقد .
تذكرت شاعرا يلقب بالنابغة الذبياني ، عاش هذا الشاعر خلال حياته مخاوف و قلاقل ولكن ما يهمني منه هو العبارة الشهيرة الخالدة : إن هذه ليلة نابغية ، و تعني إن هذه ليلة مخيفة مرعبة قد نقتل أو نغتصب أو نذبح فيها . أحس بجوفي يكاد يخرج مني لأنني فريسة صور و أشباح سوداء عشتها في الأكاديمية العسكرية و صور الإعلام دمرتني حيث إنني لم أكن أعرف أن هذا المغرب هو ذبح و قتل و تقطيع البشر و حرق و تجويع و سجون و مكر و مكايد . لم أكن أعرف أن هذا هو المغرب . كنت أعرف قبل هذا أن المغرب شفقة و طبيعي و فيه الخير و فيه العدل والأمل و لا أنسى عندما كنت أسنشق شقائق النعمان و الأزهار البرية و أحس بساطة الحياة و أشم رائحة الخبز الطبيعي و ألتذ بشرب الماء و أفرح بلقاء الأصدقاء و أحلم بالحب البسيط و الصحيح . كل هذا ذهب مع الريح و أبادته سكاكين الذبح و أنهار الدماء فيديوهات القتل في وسائل التواصل بين المغاربة . إنني لم أعد أعرف هل أنا حي أم ميت . هل خدعت هل كنت أحمقا في معرفة الأولى ؟ ألا يوجد في المغرب الخير أبدا ؟ يوجد فقط الطغاة و المخزن و الأثرياء و الثريات و قصورهم و جيوشهم و التسلح و الذبح و المؤامرات و المكائد فقط ؟
إن الخوف يبتلعني و تحالفت علي كل مخاوف الكون و أمراضه . عرفت أنني زمان طيبوبتي وبساطتي كنت جاهلا لا أعرف حقيقة الإدارة المغربية وخبثها .لا حياة مع المغرب و لا موت مع المغرب . أينما توليت لا أرى إلا السجون و الضرب و التعذيب و القتل و الظلمات و الأمراض و المجاعات و الإبادة . إنه الإحتضار و أفظع حالة هي أن تكون وسط المغرب و الأمراض فلا تموت و لاتحيى . كل ما تلقنته من علم أو معرفة هو معلومات كانت أكاذيب مورست علي و أنا بريء فلا أعرف لماذا و أنا لست أبدا مذنبا أين القيم التي تقول بألفاظها : الصداقة ، العدل ، المساواة ، لا فرق بين أبناء أدم ! هل كانوا يضحكون علي أم هل كانوا يقتلونني و أنا لم أشعر ؟ أم أنا مقتول قبل أن أوجد و أنا لم أشعر !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟