الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تُعرض الشهادة الأكاديمية على بازار السياسة- الخاتمة

صالح بوزان

2018 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


مقارنات بين الولاءات الكردية
هناك سؤال موضوعي يطرح نفسه، ما سبب تخندق الأحزاب والساسة والكتاب الكرد السوريين في اتجاهات متناقضة خلال الأزمة السورية؟ فعلاوة على العقلية الفلاحية السائدة في المجتمع الكردي السوري التي تقف دائماً أمام توحيد الاستراتيجيات الكردية، هناك عوامل أخرى لعبت الدور الأبرز في هذا التخندق المتناقض. العامل الأول هو عدم سقوط النظام بالسرعة التي كان يتوقعها أغلب السوريين. فبقاء النظام غيّر توجهات الجميع كرداً وعرباً مع سنوات الأزمة. العامل الثاني التدخل الاقليمي والدولي المباشر في الشأن السوري. هذا التدخل الذي تحّكم بأي تغيير في سوريا. والعامل الثالث التحالفات الكردية المحلية والاقليمية والدولية.
منذ بداية الثورة السورية وضع حزب الاتحاد الديمقراطي بعين الاعتبار احتمال عدم سقوط النظام السوري. وعلى ضوء هذا الاحتمال رسم استراتيجيته بعدم الاصطدام مع النظام السوري من ناحية، ومن ناحية أخرى البحث عن تحالفات سورية لا تساند النظام وفي الوقت نفسه تتبنى أهداف الثورة السورية بشكل من الأشكال. هذا التوجه هو الذي دفع حزب الاتحاد الديمقراطي للتحالف مع هيئة التنسيق التي طالبت بتغيير النظام وليس إسقاطه. وبالرغم من أن هذا التحالف كان ضعيفاً وهشاً، لكنه كان غطاءً سياسياً لتوجه الحزب باتخاذ موقف بين النظام والمعارضة السورية.
عندما اقتنعت المعارضة السورية بأنها لا تستطيع اسقاط النظام من الداخل، أصبح اعتمادها على العنصر الاقليمي والدولي له الأولوية. وبالتالي لم يعد هناك أي معنى لما تريده المعارضة السورية وإنما الانسجام مع ما تريده الدول الاقليمية ومراكز القوى العالمية. وقع الجميع في هذا الارتباط. فالنظام السوري ربط بقاءه بحزب الله والحكومة الايرانية ولاحقاً الروسية. والمعارضة ربطت نفسها بأمريكا اولاً، وعندما يئست منها لرفضها التدخل المباشر في تغيير النظام، سقطت في حضن تركيا وأصبحت تنهج سياسة تنسجم مع الأهداف التركية في سوريا.
أين كان موقع حزب الاتحاد الديمقراطي وموقع المجلس الوطني الكردي وأحزابه ومؤيديه والعديد من الكتاب الكرد؟
نعلم أن حزب الاتحاد الديمقراطي تشكل بمبادرة من قادة حزب العمال الكردستاني، والمجلس الوطني الكردي تشكل بمبادرة من السيد مسعود البرزاني. وبالتالي نشأ التناقض منذ البداية بين هذين التيارين الكرديين وشمل هذا التناقض أغلب الكتاب الكرد. العلاقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني هي في أساسها علاقة نضالية. فالحزبان يؤمنان بعقيدة فكرية وسياسية واحدة على الصعيد الكردستاني. أغلب كرد سوريا الذين ذهبوا سابقاً إلى قنديل للقتال مع حزب العمال الكردستاني، فعلوا ذلك عن قناعة، بغض النظر إن كانت هذه القناعة فكرية أو عاطفية. وكان من الطبيعي أن يكون التنسيق بين حزب العمال الكردستاني ووريثه في سوريا يستند إلى علاقة كفاحية. بإمكاننا تشبيه هذه العلاقة بعلاقة الأحزاب الشيوعية العالمية مع بعضها بعضاً في النصف الأول من القرن الماضي. فقد كان هناك اجماع لهذه الأحزاب في النضال ضد الرأسمالية والاستعمار. كان حزب البعث السوري والعراقي يتهمان الحزبين الشيوعيين السوري والعراقي بأنهما حزبان غير وطنيين، لا يؤمنان بالفكر القومي العربي "المقدس"، بل هما تابعان للاتحاد السوفيتي ويعملان لتحقيق أجنداته. ليس من الغريب أن تتطابق رؤية المجلس الوطني الكردي تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي مع هذه الرؤية البعثية لقداسة القومية. كان أهم اتهام من قبل المجلس الوطني الكردي لحزب الاتحاد الديمقراطي أنه حزب لا يؤمن بالقومية الكردية "المقدسة". وأنه يعمل لأجندة حزب العمال الكردستاني. ولكون زعماء المجلس الوطني الكردي فقراء في الفكر وفي الاستراتيجيات السياسية لم يستطيعوا ادراك أن هذين الحزبين لهما خلفية ماركسية، ومتفقان على مسألة جوهرية، وهي أن العدو الرئيسي للحركة الكردية في الأجزاء الأربعة هو تركيا وليس النظام السوري رغم استبداديته.
لاحظنا تغير العلاقة بين هذين الحزبين مع سنوات الأزمة السورية. فإذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي قبل الثورة مجرد تكتل جماهيري سوري لدعم كفاح حزب العمال الكردستاني ضد تركيا، فقد أصبح الآن مجبراً أن يضع أمامه بالدرجة الأولى القضية الكردية السورية التي ظهرت على السطح. لا أستبعد أن يكون هذا القرار التاريخي يعود في الأساس إلى قيادة حزب العمال الكردستاني وليس لقادة حزب الاتحاد الديمقراطي. لم يأت هذا التغيير في العلاقة ارتجالياً. بل جاء بعد أن قدم حزب العمال الكردستاني لهذا الحزب دعماً سياسياً وعسكرياً واستراتيجياً كبيراً منذ بداية الأزمة السورية ولغاية تدويلها الكامل، وبعد ارتقاء قادة حزب الاتحاد الديمقراطي من المراهقة السياسية إلى النضج السياسي، وانتقال قادته العسكريين من البهلوانية العسكرية الدعائية إلى قوة عسكرية فريدة في القتال والتضحية.
هناك عامل آخر لعب دوراً مهماً في تغيير طبيعة العلاقة بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي. وهو التحالف الذي نشأ بين وحدات حماية الشعب والتحالف الدولي بقيادة أمريكا. وجد حزب العمال الكردستاني أن هناك ضرورة للفصل في العلاقة بينهما. فقادة قنديل على دراية أن مجرد وجود اسم حزب العمال الكردستاني في قائمة المنظمات الارهابية لدى أمريكا سيضع عراقيل أمام توطيد هذا التحالف بين أمريكا ووحدات حماية الشعب. خصوصاً أن هناك حليف استراتيجي لأمريكا، وهي تركيا، تشن حرباً دموية ضد حزب العمال الكردستاني، وأمريكا بدورها تدعمها في هذه الحرب.
كانت الخطوة الأولى لإعادة هيكلة العلاقة بينهما سعى حزب الاتحاد الديمقراطي بشتى الوسائل لإقامة علاقات طبيعية مع الحكومة التركية، واعتبار صراع الأخيرة مع حزب العمال الكردستاني شأن داخلي لا علاقة لحزب الاتحاد الديمقراطي به. لا شك أن هذا القرار من حيث الظاهر لا ينصب لصالح حزب العمال الكردستاني. لكن قادة هذا الحزب كانوا على قناعة أن هذا الفصل بينهما ضرورة استراتيجية لمستقبل كليهما. جاء هذا القرار لينسف تلك الأطروحات التي كانت تقول أن علاقة حزب العمال الكردستاني مع كرد سوريا تختزل في تحويلهم إلى وقود في معاركه الخاصة ضد تركيا. وهنا حدثت عملية عكسية هذه المرة بأن تحول كرد تركيا إلى وقود لمعارك وحدات حماية الشعب، حسب هذا المنطق، واستشهدوا بالعشرات في معارك كوباني.
رفضت الحكومة التركية إقامة علاقة طبيعية مع حزب الاتحاد الديمقراطي والادارة الذاتية. لأن المسألة بالنسبة للحكومة التركية ليست حزب العمال الكردستاني ولا حزب الاتحاد الديمقراطي أو أي حزب كردي آخر، وإنما صعود القضية الكردية في سوريا على المستوى الاقليمي والعالمي. كانت هذه الرؤية التركية وراء التفاهمات بينها وبين المعارضة السورية ضد القضية الكردية في سوريا.
لننتقل إلى المعادلة المقابلة، وهي العلاقة بين المجلس الوطني الكردي والعديد من الكتاب والساسة الكرد السوريين مع توجهات السيد مسعود البرزاني. لا يوجد رابط فكري بين المجلس الوطني الكردي والسيد مسعود البرزاني. فالطرفان لا يتبنيان نظريات فكرية ولم ينتجان أية نظرية فكرية أو سياسية تجمع بينهما. فالسيد مسعود البرزاني مجرد زعيم كردي سياسي ناضل خلال حياته كلها من أجل حقوق شعبه في كردستان العراق حصراً. ولا توجد لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي استراتيجية كردستانية. وبالتالي فعلاقة المجلس الوطني الكردي بالسيد مسعود البرزاني هي علاقة مصلحة غير متناسقة. أما الذين افتعلوا مصطلح "نهج البرزاني" وأعلنوا الولاء له، هم مجرد متطفلين على الفكر. فلا البرزاني الأب كان يملك نهجاً ولا البرزاني الابن. كلاهما أقل ثقافة في الفكر النظري والسياسي. فثقافتهما هي تجربة نضالهما.
ماذا كان يريد السيد مسعود البرزاني من المجلس الوطني الكردي وماذا كان يريد الأخير منه؟
نعلم أن تركيا كانت ضد الفدرالية الكردية في هذا الاقليم. وكان أردوغان يسمي السيد مسعود البرزاني والسيد جلال الطلباني بزعماء العشائر، وأنه لا يتنازل للجلوس معهما. لكن هذه الفدرالية التي نتجت عن الاحتلال الأمريكي للعراق، دفعت الحكومة التركية للتصالح مع الواقع. فاتخذت سياسة أخرى، وهي الانتقال من العداوة إلى الاحتواء. ومنذ تشكل هذه الفدرالية في كردستان العراق سعى السيد مسعود البرزاني والسيد نيجرفان البرزاني إلى توطيد العلاقة مع الحكومة التركية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. السبب الرئيسي لهذا التوجه هو أن تركيا البوابة الوحيدة لحكام أربيل على مختلف الأصعدة. وكان من نتائج هذه العلاقة دخول حكومة اقليم كردستان تحت النفوذ التركي.
ثمة مشكلة تنغص هذه العلاقة. وهي وجود حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل وداخل الاقليم ذاته. أراد أردوغان أن يوظف السيد مسعود البرزاني للقيام بمهمة القضاء على هذا الوجود. لكن السيد مسعود البرزاني لم يحبذ القيام بهذه المهمة، لأنها ستنعكس عليه سلباً. فمن ناحية لا يستطيع القيام بها لوحده. فشريكه في اقتسام كردستان العراق في السليمانية لا يؤيده في هذا العمل. ليست لدى قادة حزب الاتحاد الوطني مصالح مع الحكومة التركية. زد على ذلك فإن تعزيز العلاقة بين السيد مسعود البرزاني وتركيا بعد القضاء على وجود حزب العمال الكردستاني في قنديل سيرتد سلباً على مصالح العائلة الحاكمة في السليمانية. من ناحية أخرى فمصلحة هذه العائلة مع الحكومة الايرانية وليست مع الحكومة التركية. ولا تحض الحكومة الايرانية هذه العائلة ضد وجود العمال الكردستاني في قنديل. فهذا الوجود لا ينغص الحكومة الايرانية في المرحلة الراهنة. بل ترى أن حرب العمال الكردستاني ضد تركيا تنصب لصالحها.
جاء هذا الاسهاب في علاقة السيد مسعود البرزاني بتركيا لنفهم لماذا أنشأ السيد مسعود البرزاني المجلس الوطني الكردي ودعمه، ولم يؤيد حزب الاتحاد الديمقراطي الذي له وزن أكبر في المنطقة الكردية السورية؟
يبدو أن السيد مسعود البرزاني أراد اخراج حزب العمال الكردستاني من سوريا، والسيطرة على الورقة الكردية السورية لاستخدامها في العلاقات الاقليمية ولا سيما مع تركيا، إلى جانب الاستقواء بكرد سوريا ضد الشريك "العدو" حزب الاتحاد الوطني بقيادة عائلة الطلباني.
لم نلاحظ أن السيد مسعود البرزاني أراد أن يلعب المجلس الوطني الكردي كقوة ضغط على الحكومة السورية أو على المعارضة السورية أو التحالف الدولي لتحقيق حقوق الشعب الكردي في سوريا. ما لاحظناه منذ البداية تركيزه على ولاء قيادات المجلس له. فعندما زار وفد من هذا المجلس أربيل واللقاء به بعد التأسيس قدم لكل فرد أموالاً كما يقدم أجور موظفين أنجزوا له عملاً. حدد بهذه الخطوة طبيعة العلاقة المستقبلية بينهما والتي تستند إلى الولاء الشخصي له. كان بإمكانه أن يفتح رصيداً مالياً للمجلس الوطني الكردي، ويشكل لجنة مالية للصرف ولجنة استشارية لمساعدته سياسياً، وفتح قناة تلفزيونية خاصة بهذا المجلس من أجل الدعاية، إلى جانب مساعدته في تشكيل قوات مسلحة في سوريا تحت قيادة هذا المجلس ومدها بالسلاح.
تغيرت مواقف الائتلاف السوري المعارض سلباً تجاه حقوق الشعب الكردي في سوريا مقارنة مع مواقف المجلس الوطني السوري في بدايات الثورة السورية. ولولا اصرار السيد مسعود البرزاني على بقاء المجلس الوطني الكردي ضمن الائتلاف، والزامه بالتنسيق المباشر مع تركيا لما انزلق إلى صف أعداء الشعب الكردي السوري في العديد من المواقف. وقد يكون الدليل على هذا الاصرار اتخاذ السيد مسعود البرزاني موقفاً ملتبساَ من الهجوم التركي على عفرين. فخرج على الإعلام يقدم تصريحاً يشبه بيانات منظمات حقوق الانسان، وتصريحات المغفور له بان كيمون الذي كان يكتفي بالتعبير عن قلقه أمام المجازر التي كانت تجري في سوريا ضد المدنيين. هل كان يريد من هذا التصريح الملتبس أن يقدم مبرراً لتأييد المجلس الوطني الكردي لهذا الهجوم؟
ماذا كان يريد قادة المجلس الوطني الكرد من ولائهم للسيد مسعود البرزاني؟
كان هؤلاء القادة على دراية منذ تشكيلهم للمجلس الكردي بحقيقتين. الأولى أن هذا المجلس لا يملك ثقلاً جماهيرياً على أرض الواقع. وهو غير منسجم في تركيبته، ولا يوجد ما يوحد أعضاءه فكرياً وسياسياً. كانوا يعتقدون أن العامل الوحيد الذي قد يوحدهم هو الولاء للسيد مسعود البرزاني وتوظيف نضاله ونضال والده التاريخي لكسب الجماهيرية. أما الحقيقة الثانية، فكانوا يدركون أن حزب الاتحاد الديمقراطي لن يقبلهم كشريك كما هو الحال في كردستان العراق إلا إذا فُرضت هذه الشراكة عليه من الخارج. وليس هناك، حسب اعتقادهم، من يستطيع القيام بهذه المهمة سوى السيد مسعود البرزاني.
يبدو أن رفض حزب الاتحاد الديمقراطي للشراكة مع المجلس الوطني الكردي يستند بدوره إلى عاملين. العامل الأول هو العقلية الحزبية في التفرد والهيمنة. وهذا ما ورثه من العمال الكردستاني. أما العامل الثاني فيستند إلى تبنيه رؤية حزب العمال الكردستاني حول التحالفات الكردية في القرن الماضي. فهذه التحالفات كلها كانت حبلى بالخيانات المدمرة لقضية الشعب الكردي. زد على ذلك أن الشراكة القائمة في كردستان العراق ليست نموذجاً يحتذى به. فهذه الشراكة لم توحد الشعب حول قضيته المركزية، بل قسمت ذلك الجزء من كردستان إلى جزأين منفصلين في واقع الأمر.
لم يأت ولاء قادة المجلس الوطني الكردي للحكومة التركية من باب الارتزاق كما يشاع. فهذا حدث فيما بعد. بل كان توجيهاً الزامياً من السيد مسعود البرزاني. لنتذكر أنه قال عدة مرات في تصريحاته عن الشأن الكردي السوري، وهو ينتقد تفرد حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلطة في المناطق الكردية، أن هذا الحزب لا يسمح بعودة بيشمركة روزافا إلى وطنهم للدفاع عنه. لكنه لم يطلب من تركيا أن تعود هذه القوة الكردية إلى عفرين بدل مرتزقة الجيش الحر الذين نهبوا عفرين مثل الجراد.
في الختام لم ينجح السيد مسعود البرزاني فرض شراكة المجلس الوطني الكردي على حزب الاتحاد الديمقراطي. لكن مسعاه هذا أدى إلى نتيجة مؤسفة، وهي تحول المجلس الوطني الكردي إلى عدو للحزب الاتحاد الديمقراطي. ففي كل المحافل الدولية التي حضرها المجلس الوطني الكردي كانت هناك وحدة الموقف بين هذا المجلس والمعارضة السورية والحكومة التركية ضد حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب والادارة الذاتية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات تخلف 17 شهيدا بينهم أطفال


.. الجزيرة تحصل على صور أقمار صناعية تظهر بعض المواقع العسكرية




.. بالشموع.. مظاهرات كوريا الجنوبية تتصاعد مع قرب التصويت على ع


.. لماذا تعد حمص مفتاح السيطرة في سوريا؟




.. المعارضة السورية المسلحة: سيطرنا على آخر قرية على تخوم مدينة