الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الازمة العراقية

جهاد الرنتيسي

2006 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة جوهر للصراعات تخفيه التفاصيل الصغيرة ، وتداعياتها التي تكبر ككرة الثلج ، وتتحول مع تسارع الاحداث الى منعطفات دولية ، وعقبات تعيق التوصل الى حلول .
وفي مناطق انعدام الرؤية السياسية ، حيث تتداخل مساحات الضوء والظلال ، كما هو الحال في منطقتنا ، يحتاج التمييز بين الجوهر والتفاصيل قدرا من التفكير الهادئ .
وفك الاشتباك بين الجوهر والتفاصيل في الازمة العراقية المتفاقمة بات ضرورة لوقف الاندفاع نحو حمامات الدم التي تنتظر العراقيين .
فالتجاذبات الجارية بين اطراف المعادلة السياسية العراقية توحي بالدخول في منعطف حسم الصراع الايراني ـ الاميركي في العراق .
وفواتير حسم الازمات ـ التي غالبا ما يدفعها البسطاء ـ مرتفعة للحد الذي يحرق المراحل ويطال المستقبل .
واللافت للنظر في تصريحات المسؤولين الاميركيين ان كلفة البقاء في العراق باتت باهظة للحد الذي يدفع جديا للتفكير بالرحيل .
الا ان الرغبة الاميركية تصطدم بحسابات اقليمية بالغة الدقة مما يدفع واشنطن الى المفاضلة بين بقاء مكلف ورحيل قد يكون اكثر كلفة .
ولسياسة طهران الاقليمية الحضور الاكبر في معادلة المفاضلة الاميركية بين البقاء والرحيل .
فالمعلومات التي لم تعد خافية على متابعي تطورات الاوضاع العراقية تفيد بان جهود الجانب الايراني الهادفة للهيمنة على العراق لم تتوقف لحظة واحدة ، وان طهران قطعت شوطا واسعا في تحديد ملامح العراق الذي تريد ، ولديها من الادوات ما يكفي لاستمرار حالة التوتر بين مكونات الشعب العراقي .
والتصريحات التي يدلي بها المسؤولون الايرانيون تكشف عن نوايا وطموحات تتجاوز العراق الى ما هو ابعد من ذلك .
ففي حديثه عما وصفه بالتماسك بين الايرانيين والعراقيين قال قائد الحرس الثوري الايراني رحيم صفوي ان هذه الحالة تمتد الى سورية ولبنان .
وقلق النظام السياسي الايراني بعد احالة ملفه النووي الى مجلس الامن يدفعه الى الدخول في سباق مع الزمن من خلال استهداف دور العبادة السنية ، والشيعية لاذكاء الفتنة ، وبث الفرقة بين مكونات الشعب العراقي .
ولكي تكون الصورة اكثر وضوحا لا بد من قراءة الممحي في السياسة الايرانية والسورية التي تدفع باتجاه ابقاء العراق خط دفاع متقدم لابعاد دمشق وطهران عن اية عملية تغيير مقبلة .
ولا سبيل لابقاء هذا الخط الدفاعي سوى تغييب الحل السياسي للازمة العراقية من خلال توفير ظروف استمرار حالة من العنف الطائفي .
ومع تسارع التصعيد الاميركي ـ الايراني الذي اصبح العراق ساحته الرئيسية تقف الازمة العراقية امام احتمالين لا ثالث لهما .
فلا يوجد بدائل للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية سوى دورة عنف دموي قد تؤدي الى التقسيم .
وتعزز تجربة حكومة الرئيس ابراهيم الجعفري والمفردات المستخدمة في الجدل العراقي المحتدم الاعتقاد باستحالة تشكيل مثل هذه الحكومة بصبغة طائفية سنية او شيعية .
فالعناوين التي كرستها الطائفية والطائفية المضادة لا تقود الى الاستقرار ، و تجنب ظاهرة حروب الوكالة يستحق وضع مصلحة الوطن قبل مصلحة الطائفة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال