الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع التعريف بالكتاب والادباء العراقيين ومنجزاتهم - الحلقة (2): ذو النون ايوب

عباس موسى الكعبي

2018 / 9 / 30
الادب والفن


مشروع التعريف بالروائيين العراقيين والرواية العراقية

الحلقة (2): ذو النون أَيَّوب (1908 – 1988)
روائي و صحفي ومحرر عراقي.. وهو من أوائل الذين كتبوا القصة والرواية الحديثة في العراق.. ولد ذو النون أَيَّوب العبد الواحد في الموصل عام 1908 وتعلم بها في المدرسة الإسلامية والثانوية ثم أكمل دراسته الجامعية في دار المعلمين العالية في بغداد وتخرج منها عام 1929 مدرسًا للرياضيات والعلوم الطبيعية، وعمل مدرسًا في المدارس الثانوية (وكان الشاعر عبد الوهاب البياتي أحد طلبته في المتوسطة الشرقية ببغداد) و دار المعلمين. وشغل منصب مدير معهد الفنون الجميلة ومدير الدعاية والنشر والإرشاد في عهد عبد الكريم قاسم لمدّة سنة واحدة ثم ملحق صحفي في فيينا وبراغ. وكان عضواً في كل من :
الحزب الشيوعي العراقي (لمدة سنة)/ الحزب الوطني الديمقراطي/ لجنة الدفاع عن الإسلام في العراق/ المجلس النيابي لمدة قصيرة / جمعية الدفاع عن الشعب العراقي ضد انقلاب البعث بعد مقتل عبد الكريم قاسم.
نشرت أول قصة له تحت عنوان (صديقي) في صحيفة الطريق في 25 حزيران/ يونيو 1935. وأصدر صحيفة "إلى الأمام" ومجموعات قصصية منها: رسل الثقافة 1937/ وحي الفن 1938/ الضحايا 1938 / برج بابل 1939/ الكادحون 1939 / مختارات ذو النون أيوب 1958..
كما صدرت رواياته: ” الدكتور ابراهيم 1939 ” و” الرسائل المنسية ” و” اليد والأرض والماء ” “. ومارس الترجمة وقام هو والدكتور أكرم فاضل بترجمة رواية ”الأبناء والبنون” لتورجنيف وترجم عن الألمانية ” أسد الفلاندرز “، إلي جانب عدد كبير من القصص القصيرة لأبرز كتـّاب العالم وشارك في ترجمة رواية ” الأم ” لغوركي..
القاص والروائي ذو النون أيوب كان له حضور طاغ في المشهد الثقافي العراقي المعاصر وقد اصدر مع عدد من المثقفين سنة 1938 " مجلة المجلة " في الموصل وكانت ذات نكهة تقدمية . عمل ملحقا صحفيا للعراق بعد ثورة 14 تموز 1958. كتب مذكراته في تسعة أجزاء وتعد من المذكرات الجريئة تحدث فيها عن انتماءه للحزب الشيوعي ثم تركه الحزب لاعتقاده بأن مبادئ هذا الحزب لاتصلح للبيئة العراقية ومع هذا ظل مؤمنا بمبدأي التقدم والحرية..
كان ذو النون أيوب يتميز بالصراحة وروح المشاكسة ويميل للنقد القاسي والجارح ويرفض تلقي الأوامر، وكان احد دعاة الحرية الشخصية وتحرير المرأة... وقد قاده ذلك الى العديد من المتاعب سواء علي الصعيد الاجتماعي أم الصعيد السياسي. فيقول ” أعتبر مجموعة ”برج بابل ” أعنف ما كتبت في نقد السياسة في العراق وأخلاق الساسة، من صحفيين ووزراء ومديرين ونواب، والمباديء الزائفة التي تنادي بها الأحزاب السياسية. ”
وبسبب مقال كُتب حول المجموعة، تلقي توبيخا (وكان مدرسا) وتم نقله إلي كويسنجق لأن المقال أشار الى ان ذا النون أيوب كان يقصد الدكتور فاضل الجمالي المدير العام في وزارة المعارف في قصة ” نحو القمة ” المنشورة في المجموعة.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد قام القاص بتحويل القصة إلي رواية تحمل عنوان ” الدكتور ابراهيم: حياته ومآثره “.
وبادر إلي تقديم استقالته من الوظيفة احتجاجا ً علي ما لحقه من أذي. يقول ” قررت أن أصبح بائع كتب متجولا ً. أنشر المجلة وأبيع ما نشرته من كتب…. وصرت أدور في بغداد لبيع الكتب .. ”

رواية الدكتور ابراهيم 1938:
يقال انه كان يقصد فيها الدكتور محمد فاضل الجمالي الذي عمل مديرا عاما للمعارف ووزيرا للمعارف ووزيرا للخارجية ثم رئيسا لوزراء العراق في العهد الملكي . وبعد ثورة 14 تموز 1958 حوكم امام المحكمة العسكرية العليا الخاصة (محمة المهداوي ) وحكم عليه بالاعدام وبعدها اطلق سراحه ورحل الى تونس وبقي هناك حتى وفاته.
صدرت الطبعة الاولى من رواية (الدكتور ابراهيم ) سنة 1939. وهي مرحلة جديدة في الرواية العراقية مرحلة اكثر نضجا في الشكل الفني حتى ان الناقد العربي الدكتور سهيل ادريس قال عنها في مجلته (الاداب ) انها تقف في طليعة النتاج القصصي في الادب العربي المعاصر من حيث انعكاس الاوضاع الاجتماعية في مرآة الادب .. وقد عد الدكتور سهيل ادريس ذو النون ايوب بداية المرحلة الثانية للقصة العراقية التي بدأت مرحلتها الاولى بما كتبه محمود احمد السيد (راجع الحلقة "1") .
اصل الرواية اقصوصة بعنوان (نحو القمة ) اتهم فيها ذو النون ايوب بعد نشرها بأنه يعرض بموظف كبير في الادارة العراقية ذي نفوذ فعوقب الكاتب ونقل الى منطقة بعيدة في شمال العراق وكان مدرسا ثانويا اداريا .. فكان ذلك دافعا لان يعيد كتابة قصته القصيرة في شكل رواية.
كانت حياة الدكتور ابراهيم ، حياة شاب عاش في وسط عائلي كل ما فيه مزيف من ناحية القيم .. كان أبوه رجلا استغل سذاجة الناس العوام ، وطيبتهم وبنى له مكانة على الدجل والكذب ، وسار الابن على سر أبيه ، واستطاع الحصول على بعثة حكومية علمية الى انكلترا .. ومن احدى الجامعات الانكليزية حصل على شهادة الدكتوراه وتزوج هناك امرأة من البلد الذي كان يدرس فيه. وعاد الى الوطن وكانت الانتهازية طريقه الى الارتقاء على سلم الوظائف الحكومية ، لكن سلوكه سرعان ما بان للاخرين فحبل الكذب قصير، وجاء ذلك بعد ان اصطدم بحامل دكتوراه في العلوم امتنع الدكتور ابراهيم من توظيفه بدائرته ونال منه ما ناله من الضرب المبرح فلم يجد الدكتور - بعد ان افتضح أمره وفصل من وظيفته - الا ان يسافر مع زوجته الى امريكا.
من الطريف ان نشير الى ان الروائي قال فيما بعد انه كان يوما يجلس في مقهى ببغداد جاءه رجل وقال له انه هو الدكتور ابراهيم المقصود في قصته (نحو القمة) وقد تخيل الكاتب ان الرجل الذي تحدث معه هو الذي اوحى لهذا المتنفذ الكبير بأن ذا النون ايوب يقصده فكان ما كان من امر نقله الى شمال العراق.
وتتناول الرواية – كما قال الكاتب – نوعا خاصا سماه الانتهازية العلمية او العصرية.

ومهما يكن من أمر فأن رواية (الدكتور ابراهيم ) كانت من نوع الروايات التي انتهج في كتابتها الاسلوب الواقعي وسواء قصد فيها الدكتور محمد فاضل الجمالي ام غيره الا انها تعكس حالة الطرق الانتهازية التي طالما يسلكها بعض المثقفين من اجل الوصول الى المواقع العليا في الدولة ضاربين عرض الحائط الكثير من قيم الصدق والنبالة والشرف والنزاهة وهذا مما يطعن في مصداقيتهم العلمية ورصانتهم الاكاديمية ودورهم الرسالي كأساتذة في الجامعة وكمثقفين يفترض ان يكونوا صادقين في تعاملهم مع قضايا شعبهم ووطنهم.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟