الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولار أم يورو

سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)

2018 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


دولار أم يورو
ايران تعلن رسميا على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف انها ستتعامل مع دول العالم بعملة اليورو وقد وافقت سبعة بنوك عالمية على التعامل مع ايران. يذكر أن العراق عام 1992 قرر تسعير نفطه باليورو عوضاً عن الدولار نتيجة للحصار المفروض عليه، في خطوة ضاغطة على امريكا من اجل رفع الحصارعنه، إذ من المعروف أن الأقتصاد الأمريكي يعتمد على تسعير البترول عالمياً بالدولار، والولايات المتحدة بأمس الحاجة الى احتفاظ جميع الحكومات العالمية بالدولار الأمريكي كوحدة نقدية رئيسية في تعاملاتها وفي احتياطياتها من العملات الأجنبية، دول العالم تشتري الدولار الأمريكي المطبوع في مطابع الولايات المتحدة، واذا قررت دول اوبك التعامل باليورو فأن العملة الأمريكية ومعها استراتيجيتها الاقتصادية ستنهار حتماً، والأهم من ذلك أن دول العالم ستبيع ارصدتها من الدولار لأنتفاء الحاجة منه، الأمر الذي سيؤدي الى انهيار العملة الأمريكية تماماً، وبهذا ستسعى امريكا الى الضغط على مواطنيها عبر رفع الضرائب وتقليل المعاشات وهذا ما لا تسمح به امريكا قطعاً، لذلك فهي تسعى الى السيطرة على دول الأوبك عبر تكوين حكومات تابعة لها سواء في الخليج العربي أو في العراق أو ايران أو في باقي بقاع العالم.
امريكا تجني فوائد عدة عبر تعامل دول العالم بالدولار فهي لا تخسر شيئاً بل تربح كل شيء، بمعنى إذا رغبة دول العالم أن تحصل على الدولار فما عليها سوى، أن تبيع سلعاً معينة للولايات المتحدة، ولا يتعين على امريكا سوى سوى تسعير تلك السلع بالدولار ومن ثم تطبع الدولار لتسديد الثمن، بمعنى أكثر دقة أن امريكا ستحصل على تلك البضائع مجاناً، والفائدة الأكبر لأمريكا أن تلك الدولارات ستعود اليها مرة أخرى عبر استثمار احتياطات الدول من الدولار في الأقتصاد الأمريكي.
عندما غرد صدام حسين خارج السرب الأمريكي تعرض الى الغزو لأنه استهان بالتعامل بالدولار، الأمر الذي دعا الأمريكان الى وضع يدهم على ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم عبر غزو العراق عام 2003 وعندما كان صدام يغرد مع السرب الأمريكي، كان ينعم بأستقرار نسبي، حتى أن امريكا كانت تدعمه في فترة الحرب مع ايران.
الآن ايران هي التي تغرد خارج السرب الأمريكي عبر تعاملها باليورو، وهذا الأمر سوف يؤدي الى عواقب وخيمة على الحكومة والشعب الايراني، لكن السياسية الأيرانية اكيد تختلف عن السياسية العراقية المتهورة فهم يعملون بصمت أكثر وبتخطيط أعلى دقة وتوخي للحذر.
سلام قاسم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا