الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقائق صادمة يجب أن يعيها المسلمون

زاهر زمان

2018 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


بعد الجرائم الوحشية والابادات الجماعية ، التى ارتكبتها ومازالت ترتكبها ، التنظيمات الاسلامية المسلحة كداعش وغيرها ، فى حق البشر فى كل قارات العالم ، وخاصة فى دول الشرق الأوسط كسوريا والعراق وليبيا ومصر وغيرها من الدول التى تنشط فيها تلك التنظيمات ؛ أصبح لزاماً على جميع المسلمين بكل طوائفهم ومذاهبهم ، أن يعرفوا النظرة الحقيقية وليست المنافقة ، التى باتت كل أمم الأرض تنظر بها الى الاسلام أو المسلمين أو أياً مما يمت للاسلام والمسلمين بصلة مباشرة أو غير مباشرة ؛ وهى أنهم ( المسلمون ) ودينهم ، مصدر كل الشرور والجرائم والتخلف والارهاب فى هذا العالم ! وعليه ، يجب على الأنظمة والشعوب ألا ينخدعوا بمداهنات قادة الأمم الأخرى وشعوبها ، فالأمر يتعلق بما لتلك الأمم من مصالح مرحلية ، تستفيد بها من مداهناتها للأنظمة والشعوب الاسلامية ، وعلى الأنظمة والشعوب الاسلامية الإسراع فى تشخيص أسباب شيوع كراهية الأمم الأخرى المبطنة ، لكل مايمت للاسلام والمسلمين بأية صلة ، والعمل بأسرع مايمكن للقضاء على كل مايعرقل اندماج الشعوب الاسلامية فى متطلبات الحضارة الحالية ، والا فالصدام مع كل أمم الارض قادم لا محالة ، طال الزمان أم قصر ، ومن يتكبر أو يتقاعس عن الأخذ بأسباب الاندماج فى الحضارة الانسانية المعاصرة ، سيخسر كل شىء وسيندثر فى نهاية المطاف ، وكفاكم تفاخراً بما كان واندثر ! والجدلية البديهية أن من يريد التقدم للأمام ، عليه أن يحرر أقدامه وخطواته من سلاسل وقيود الماضى بكل أنواعها ، ومهما كان الثمن الذى يدفعه فى سبيل البقاء والانظلاق للأمام أسوةً بكل أمم الأرض الأخرى .
لقد بات واضحاً وجلياً ، أن هناك رأياً عالمياً عاماً يتوجس الشر ؛ كل الشر ، مما يمت للاسلام والمسلمين بأية صلة ، سواء على مستوى الفكر أو المظهر أو الطقوس التعبدية كالصلاة أو تلاوة القرءآن فى الأماكن العامة ! لقد أصبح الناس فى المجتمعات الأخرى يتوجسون من حدوث عمليات ارهابية ، بمجرد رؤيتهم لمن يرتدون النقاب أو الحجاب أو من يرتدون الجلباب ويطلقون لحاهم ، هذا على مستوى المظهر . أما على مستوى الفكر والأيديولوجيا ، فقد أصبح الاسلام مقروناً بالغزو والسلب والنهب وازدراء المجتمعات الأخرى واستباحة أموالها وأراضيها وثرواتها وأعراضها ، لأنها - المجتمعات الغير مسلمة - بحسب الأيدولوجية التى تم الترويج لها ، باستغلال كتب التراث الاسلامى ، من تفاسير للقرءآن وسيرة وأحاديث محمد وخلفائه وصحابته ، هى مجتمعات كافرة ، ويجب على المسلمين التعامل مع تلك المجتمعات – شعوباً وحكومات ، من منطلق عقيدة الولاء والبراء ، التى تحظر ، بل وتحرم على المسلم موالاة أى انسان غير مسلم ، لأن الغير مسلم قد يرد المسلم عن دينه - بحسب مايروج له الأصوليون المتطرفون - كوجدى غنيم وغيره من السلفيين والوهابيين والداعشيين !
كما بات واضحاً التوجس الذى راح ينتاب الكثيرين من السياسيين وصناع القرار فى أوربا وغيرها من بقاع الأرض ، من الدور الذى تلعبه المراكز والمؤسسات الاسلامية الممولة من دول البترودولار كالسعودية وقطر وايران وغيرهم ، ولولا وجود مصالح اقتصادية مع الدول التى تمول مثل تلك المراكز ، لأقدمت السلطات فى أوربا وغيرها بغلق تلك المراكز والمؤسسات فوراً ، ولم تكتف بالمراقبة المخابراتية لأنشطة من يعملون فى تلك المراكز ! هم يعرفون تماماً الأهداف المعلنة وكذلك الخفية للأنظمة التى تدعم تلك المؤسسات ، لكنهم أيضاً يعرفون أن كل الأمور لا تزال تحت السيطرة . لذلك أرى – وهذا اجتهادى الشخصى – أن تلك الأنظمة الداعمة لتلك المراكز والمؤسسات ، عليها أن تضخ ملياراتها لعصرنة وتنوير الشعوب القابعة تحت سيطرتها ، حتى تستطيع الاندماج فى الحضارة الانسانية الحالية ، بدلاً من تبديد أموالها ، فى ما لا طائل وراءه ، غير المزيد من انعزال وتقوقع الشعوب الاسلامية ، وتخلفها عن جوهر الحضارة الانسانية الحالية ، وانسياقها الى حروب وصراعات بينية طاحنة ، لن تنتهى الا بمزيد من التفكك والتشرذم والتخلف ، وانهيار تلك الدول وزوالها من على خارطة الكوكب الارضى !
بالطبع لا أطالب ولا يطالب عاقل الأنظمة الاسلامية أو الشعوب الاسلامية بالتخلى عن معتقداتها وطقوسها الدينية ، لأن الأديان والمعتقدات فى الشرق وبخاصة فى الشرق الأوسط ، لا زالت حتى يومنا هذا ، تشكل نمطاً من أنماط الحياة الاجتماعية فى الكثير من ممارسات الشعوب واحتفالاتها وأعيادها ، بشكل يصعب وربما يكون من المستحيل تغييره أو التخلى عنه ، خاصة فى ظل عدم وجود القناعات الشعبية أو الرسمية ، وكذلك عدم وجود البدائل الفكرية أو الممارسات الاجتماعية أو القناعات العملية والعلمية ، التى تغنى عن الموروث ، كما فى سائر بلدان العالم الأخرى الغير اسلامية !
ولا يسعنى فى الختام سوى أن أكرر دعوتى للأنظمة الحاكمة فى الدول ذات الأغلبية الاسلامية ، بأن تنفق ملياراتها على عصرنة الفكر والأيديولوجية الاسلامية ومَدْيَنتها ( جعلها متوافقة مع الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ) ، بما يتوافق ومتطلبات الاندماج فى الحضارة الانسانية الحالية والتصالح مع مفردات العصر ، بدلاً من التصادم وتبديد المال والوقت والجهد فى ما لا يعود على الشعوب بأية فائدة ، بل ربما بمزيد من الجهل والعنف والتخلف والاندثار فى نهاية المطاف .
رؤية سياسية بقلم /
زاهر زمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يكشف عن مقترح روسي لـ -سلام واقعي- في أوكرانيا


.. قمة سويسرا للسلام.. حشد دولي كبير في محاولة لعزل روسيا




.. حرائق إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا جنوب لبنان


.. بعد سنوات من التخطيط.. مسار ركوب الأمواج الاصطناعي يفتح أبوا




.. حصاد ثقيل لسبعة عشر عاما من حكم حماس في قطاع غزة | #نيوز_بلس