الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا تكون غزة مسرحاً للفوضى والفلتان !!!؟؟؟

محمد بسام جودة

2006 / 4 / 4
القضية الفلسطينية


من جديد يعلو المسرح الفلسطيني في قطاع غزة صورة فوضوية قاتمة، تعبر عن عجز السلطة الفلسطينية في ضبط حالة الفلتان الأمني وفوضي السلاح، كما تعبر عن خطورة الاحتقان الداخلي في غزة، فما يحدث خلال هذه الآونة من نزاعات داخلية وعمليات تصفية حسابات هنا أو هناك وصراعات على مراكز القوة والقرار لا زالت تتواصل لتعصف بنا في مهب رياح الحرب الأهلية ،التي لن نجني منها سوي المزيد من الاقتتال وإراقة الدماء ضد بعضنا البعض ، فواقع الحال الفلسطيني المعاش لشعبنا لا يتحمل أزمات داخلية تبعث رسائلها المشاهد المؤسفة التي رأيناها وما يترتب عليها من نتائج، في الوقت الذي لا تزال فيه حكومة تل أبيب تصعد من عدوانها وبطشها واغتيالاتها لمناضلينا ورموز مقاومتها الأماجد .
إن ما جري بالأمس القريب من عملية اغتيال همجية من قبل الاحتلال الإسرائيلي الوحشي للشهيد أبو يوسف القوقا أحد القادة البارزين في لجان المقاومة الشعبية بغزة ، وما تبعها من تبادل للاتهامات والتشهير بين الناطقين باسمها وبعض مناضلي وقيادة العمل الوطني الفلسطيني البارزين علي شاشات التلفزة والفضائيات العربية ، إنما يدل علي حالة الغليان والاحتقان الداخلي والذي من شأنه أن يؤذي بنا في نهاية المطاف إلي حالة مشهدية أشبه بحرب داخلية لا تخدم المصلحة الوطنية وتعزز من المرامي الإسرائيلية الهادفة للنيل من شعبنا وإرادته ومقاومته وصموده الباسل.

وهنا لا بد من الإشارة صراحة أنني لست بصدد التحيز لأحد ولكني اقرأ الأمور من زاوية كوني أعيش في هذا الوطن واحمل بداخلي كل معاني الانتماء له ، وعلي الجميع النظر إلي ما يحدث في غزة بعين المسؤولية والحس والانتماء الوطني لا بعين النزعة الفردية والذاتية ، اعتقد أن هذه الأحداث وان كانت عابرة فلا يمكن أن تجد لها ما يبررها أو حتى مكانا في ضمائر كل المناضلين والشرفاء والمقاومة بحد ذاتها ، وهنا أقصد انه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن نجعل للاقتتال الداخلي مكانا بيننا ، كون أن شعبنا رغم كل الظروف السياسية التي تحاك به لا يزال يتصدر كل شعوب العالم الحر بحضارته وانتمائه وتلاحمه ونضاله وتاريخه الناصع الخالد في قلوب كل أحرار العالم وضميره الحي ، وكون أن شعبنا لا يزال لديه مهمات أسمي وأطهر من كل هذه الممارسات الغير مبررة ، فالحرية والاستقلال وإقامة الدولة العتيدة التي لا زال شعبنا يحلم بها وينتظرها ويدفع الغالي والنفيس من أجلها واجل العهد والقسم الذي مضوا وساروا عليه رموز ثورتنا وانتفاضتنا ومقاومتنا وشهدائها البواسل بحاجة إلي المزيد من التماسك والتلاحم والتشابك الداخلي .
ومن هنا فلا بد علي كل المناضلين والشرفاء في شعبنا وفصائله وتنظيماته وتشكيلاته المسلحة لضبط النفس وتعزيز سيادة القانون علي الجميع و الوقوف وقفة وطنية شجاعة لجسر كل المحاولات الرامية لنشوب حرب داخلية فلسطينية من خلال حالات الفوضي المتزايدة والسلاح الغير شرعي الذي بات يهدد كيان المجتمع وديمومة نضاله ضد المحتل الإسرائيلي الغاصب الذي يصطاد في الماء العكر، كما أيضاً من الضروري القول انه يجب التمييز بين هذا السلاح وسلاح المقاومة الشرعي الذي يجب الحفاظ عليه وحمايته وتعزيزه ، فكل من يحاول العبث فيه هو فعلا خارج عن الصف والانتماء الوطني الفلسطيني .
إن المسيرة الكفاحية لشعبنا ومقاومته الباسلة لازالت طويلة في ظل العدوان الهمجي البربري اليومي والمتواصل علي شعبنا من اغتيالات وحصار وتهويد واعتقالات وانتهاكات ،وسياسة تصفية لمشروعنا الوطني ،وفرض سياسة الأمر الواقع والخطط الأحادية التي بدأت تنتهجها الحكومة الإسرائيلية كنهج يراد منه الانفصال عن الفلسطينيين ومحاصرتهم بشكل محكم داخل سجن كبير يؤذي في نهاية المطاف إلي القضاء علي فكرة الدولة الفلسطينية وشرذمتها علي شكل دويلات وكنتونات معزولة ومقسمة عن بعضها البعض ، وبالتالي خلق حالة من الانقسام الداخلي و القضاء علي بنيوية المجتمع الفلسطيني ووحدته الوطنية وتماسك جبهته الداخلية وتلاحمها ومن ثم الدخول في صراعات ونزاعات داخلية للسيطرة وتولي إدارة هذه الدويلات من خلال جماعات(عصابات) مسلحة كلُ في دويلته والانشغال في الشؤون الداخلية وإلهائه بعيداً عن قضيته السياسية ونضاله ومقاومته ضد المحتل .
لذلك يجب الانتباه جيداً أن الأمور باتت مخيفة ومرعبة وتخطو بخطوات خلق صراع فلسطيني داخلي يهدف في نهاية المطاف إلي نشوب حرب أهلية فلسطينية هدفها ثني شعبنا عن مقاومة المحتل الإسرائيلي وجعله ينغمس ببركان من إراقة الدماء الفلسطينية الفلسطينية ، وزرع بذور الفتنة والتفكك الاجتماعي الفلسطيني ، وجلبه نحو كارثة شبيها بالكارثة اللبنانية زمن الحرب الأهلية وجنونيتها لتجعل من صموده وقوة إرادته في مقارعة المحتل الإسرائيلي ضعف وكوابيس مرعبة ومخيفة ، خاصة في ظل أننا علي أبواب مرحلة سياسية حساسة في الساحة الفلسطينية، بتولي حركة حماس الحكم وما نشهده من مواقف وتصريحات أمريكية ودولية جديدة إزاء قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في المنطقة ، والتي لا تبشر بانفراج علي المستوي السياسي في المدي القريب ، ولهذا فان الجبهة الداخلية الفلسطينية الموحدة والمتماسكة يفترض أن تكون معززاً ومكملاً لدور السلطة الفلسطينية التي تسعي إسرائيل ولا زالت لإضعافها وتقويضها والقضاء عليها .
فتشكيل الجبهة الوطنية العريضة باتت أمر ملح وضروري يكون مهمتها قيادة ائتلاف فلسطيني عريض يجمع كل الشعب الفلسطيني بكل فئاته وتنظيماته وتشكيلاته ضمن إطاره الوطني المتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، فهذا مطلباً كان ولازال شأناً وطنيا ملحا يجب الاهتمام به والعمل من أجل الوصول إليه لسد الطريق أمام كل المحاولات الإسرائيلية الرامية لإضعاف السلطة والقضاء عليها وعلي الحال الفلسطيني الداخلي المتماسك ، جبهة وطنية عريضة تكون ضمن إطار م ت ف ، لكن بشرط أن لا تكون المنظمة بشكلها الحالي، بل يجب أن يعاد بناؤها وترميمها بشكل ديمقراطي حقيقي يتوافق مع المطالب الشعبية الفلسطينية ومع ما استجد في الوضع الفلسطيني منذ انتفاضة الأقصى وحتى يومنا هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |