الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة الى المبدع ابوعركى البخيت : أحد عشر كوكبا ، وللابداع مشروع مشترك

عبدالغفار محمد سعيد

2018 / 10 / 1
الادب والفن


اولا ارجو ان ابلغك عزائى الصادق وحزنى الكبير على فقدانك و الاسرة لزوجتك ، ملهمتك ورفيقة دربك ، الشاعرة ،الاذاعية ، المسرحية و التربوية ، د. عفاف الصادق حمد النيل . لها الرحمة و المغفرة ولك والاسرة الصبر الجميل وحسن العزاء.

أحد عشر كوكبا ، احدى عشر عمل شعرى موسيقى غنائى جمعتك يا مبدعنا ابوعركى البخيت بالشاعرهاشم صديق ، وهى من ابرز الاعمال الفنية التى انتجها عركى ورسمت ابعاد فنية رائعة للمشروع الفنى و الذى عشقه الجمهور ، ذلك المشروع الذى حفر فى وجدانهم عميقا فصار ملكا لهم يتنفسون به و يستمدون منه الثبات و الالهام ، تلك الاعمال مثلت الملاذ و المتكى واستمد الجمهور منها القوة فى هذا الزمن الصعب ، لماذا تحرمنا منها يا عركى ؟

مشروع عركى الفنى ( وارجو منك ان تسمح لى ان اسميك هكذا كما نحب نحن ابناء الشعب ان نناديك ) " عركى" ، تجاوز حدود الموسيقى و الغناء لكى يتصل عميقا بوجدان السودانيين فى حلهم وترحالهم ، فى ضيقهم وفرحهم فى صبرهم وغضبهم ، صار رمزا للصمود وسلامة الوجدان وتوازن الانسان امام الصعاب ، الموقف من الظلم ، و التحليق عاليا فى سماوت الوطن والارتباط العميق ببسطاء الناس .
المشترك بينكما يا مبدعنا ، بين المبدعين عركى وهاشم هو إلتقاء مشروع مبدعين حول القيم الاساسية وفق ادوات ابداعية مذهلة وبقدرات فنية مدهشة ، منحتنا (احدى عشر كوكبا ) ، احدى عشر عملا ابداعيا من اجمل واروع ما انتجه المبدعون السودانيون فى تاريخ الفن السودانى.
حدثت القطيعة بين عركى وهاشم عندما أوقف الشاعر هاشم صديق أشعاره المعروفة بأمر من المحكمة عن كل المغنين الذين تعامل معهم .

فى تلك اللحظة من يوم 22 مارس 2012 بعدما اختطف الموت احد اروع شعراء الشعب السوداني ، محمد الحسن سالم حميد ، فى قمة لحظات الحزن الكبير ، دلف هاشم داخلا و التقى بعركى ، كان المكان مشرحة أمدرمان ، احتضن هاشم عركى ،انهمرا دفقا انسانيا خالصا وهما يدركان فداحة الفقد ، ودخلا فى طقس من الوجع الخرافى و الحزن المقيم ، لحظنها توالت على ذهنى وقلبى ووجدانى كل الاعمال المشتركة فاضاءت عتمت الكون ، وفتحت كوة فى ظلام البلاد ، واشعلت شمعه فى ظلام الجهل المقيم فتفتحت زهرات فى ارض الفن الخصبه البور ، وتبدت امام ناظرى كم الاعمال النوعية التى كان من الممكن ان ينتجاها وترفد تاريخ الفن السودانى بروائع الاعمال الفنية الممكنة و المؤجلة بفعل الغضب الحارق الذى سيطر عليك ايها العركى الرائع العملاق لزمن طويل ( ولك كل الحق) .. ولكن ... وانا اتحدث بصوت محبيكما الكثر ، بحق اعجابنا بفنك وفن هاشم وبحق امتلاككما وجدان هذا الشعب وبحق امكانية اثرائكما للفن و للوجدان وللذاكره وللروح ، نناشدك يا عركى ان تغفر لهاشم ، لان ذلك يعنى انك تغفر لنا جميعا فتصحى الكهارب فى الشوارع و ينكسر سور الموانع.

وزى ما الدنيا سكة طويلة مرة تعدى مرة تودى مرة تفوت ، يترقب الناس الذين صار مشروعكما الابدعى ضمن ذاكرتهم الجمعية و الفردية يترقبون يوم التقائكما مرة اخرى وانتما من نفس الطينة لم يبع اى منكما ابداعه ووجدانه وروحه ، فالماذا يستمر الخصام؟
نحن فى ترقبنا لاذان الخلاص ندرك ان الروح المبدعة التى انتجتها شعرا وموسيقى واداء لا تزال تملك الكثير من الابدعات التى يمكن ان تغير التاريخ ، فالماذا يا عركى يستمر الجفاء و الهجران ؟

كل البنات على امتدا الخريطة (مليون ميل) ينتظرن من الملهمين ما يعطر جفاف لياليهم ما يغنى الخيال وما يمدهن بقوة المثال ( الاب ) فتتمتلئ اشرعتهن بمعانى الصمود و القوة .

معكما يا عركى انت وهاشم ببقى الزمن حاضر ويجى العالم قريب منا ، اليس ذلك سبب كافى يا مبدعنا حتى تفك الحظر وتنهى حالة الطوارى ، و التى بصراحة ارهقتنا نحن ابناء الشعب البسطاء الذين اتكوا على مشرعوكم المشترك وتماهوا مع انتاجكم الفنى حتى اصبح جزء من تشكيلة وجداننا و ضمائرنا وخيالنا وزوقنا الفنى ، فلا تحرمنا يا عركى من هذا الكنز العظيم الذى ساهم فى توازننا النفسى فى هذا الذمن الصعب .
نستطيع ان نقول يا مبدعنا عركى أنه فى المشترك من الاعمال بينك وهاشم من ضمن مشروعك الفنى ، تجاوزت اعمالك الموسيقية المعهود من قوالب موسيقية فى الغناء السودانى ، كما استطاعت ملئ قدر مهم من مساحة صوتك (التينور) و التى بها امكانية تطريب عالية ، الشيئ الذى جعلنا نتعلق بتلك الاعمال، فلماذا تحرمنا وتحرم الفن السودانى من امكانية المزيد من الاثراء و الابداع ؟
مبدعنا العظيم عركى هاهى مرافعتنا نحن ابناء هذا الشعب نضعها بين يديك ، بكامل وعينا بمواقفك النبيلة ومبدئيتك التى لم تتنازل عنها قيد انملة ، ونحن ندرك بوضوح ان المشترك بينك وهاشم هو (نحن) ، وان عبقريتكما تختزن من الاعمال الابداعية المؤجلة ما يستحق منك الغفران و التصافى ، وان تعملا معا من اجل الفن الهادف العظيم ، وان ترفدا هذا المشروع المشترك بمزيد من العطاء الابداعى الذى من المؤكد سيغنى الفن السودانى ويمنحنا الكثير، خاصة وانت تعلم بان الساحة الفنية فى هذه اللحظات الصعبة من التاريخ السودانى و للاسف ( مجدبة) تحتاج منكم مزيد من التضحيات ، فمن غيركم يعطى لهذا الشعب معنى ان يعيش وينتصر ؟


عبدالغفار محمد سعيد
عن :
الكثير من ابناء الشعب السودانى










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية