الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانشاء الصوري في المسرح العراقي في خطاب (فاضل خليل)

سلام الاعرجي

2018 / 10 / 1
الادب والفن


المسرحي كيان شكلي يعيد انتاج الحياة حسيا معتمدا بذلك اهم سمات الفن الواقعي المناقضة للتفكير المجرد , الفن الواقعي يعتمد الحدس في تعبيره عن جوهر الاشياء وهو لايستنخ الحياة او يعبر عنها بشكل مباشر كي لا يسقط في العقلنة والتجريد, الصورة الواقعية كما الفن الواقعي يمكن ان تكون في جوهرها الرابط بين الحياة والفن , ويمكن ان تكون الصورة المنعكسة عن الاصل ,
اي الواقع , وهذا المفهوم الذي يعد الفن مرآة الواقع هو سمة مشتركة بين كافة النظريات الجمالية المؤسسة على الفلسفة المادية حسب(لوكاتش) في مؤلفه دراسات في الواقعية الاوربية.
ان الصورة على وفق هذا المفهوم تستبعد التحليل النفسي في تفسيرها , وتؤكد كيانها على أنه شكل موضوعي للواقع المنعكس , ولكن لايمكن ان تكون الصورة في مفهوم (فاضل خليل) (المرآة) ولا يعني حتى(بلنسكي) ذلك في ان الفن مرآة الواقع. ان الصورة المرآة عند فاضل خليل كالفن المرآة عند بلنسكي , فهي تنعكس عن ما لانراه , الا في صورة المعاناة الجمالية , فهي اكتشاف لما لانكتشف ولا ندرك ولانصدق في الواقع الحياتي , لاتدركها الانا.. الانت...النحن في يومنا , هي الامألوف او المألوف , الا اننا لاندركه , أي عبر تلك القرائية المكثفة لوجودها والتي ستبدو معها كأنها انعكاس مطلق عن الواقع الا انها اكتشاف له. أن خليل في خطابه المسرحي لايتوقف عند حدود الحسية حيث لايجدها القيمة المكلفة والوحيدة في التعامل مع الواقع بل راح يزاوجها ويمزجها بقيم منطقية , خيالية , سحرية , لذلك تبدو صورته الخطابية أكثر حيوية جراء محافطتها على التوازن الدقيق بين الحسية كمفهوم تصويري والتراكمات الفكرية والعاطفية تستمدها من الواقع واجتماعيته ومتصلاته. أنه يقارب مرجعيات الواقع المادية ويشابهها الى الحد الذي توفر له تلك المقاربة الواقعية دالا زمكانيا فكريا لاتنزاح فيه الطبيعة والحسية الاجتماعية لصالح السمات الاجتماعية الانتاجية الممعنة في التجريدية - اللاحسية - والتي لايمكن ادراكها ألابالتفكير المجرد. ان الصورة في خطابات فاضل خليل , ارتقاء بالجوهر الى مستوى المثال جراء الحسية المزدوجة بقيم اخرى فهي لاتعبر عن الوجود , الجوهر , في صورته هو بل في صورة الآخر اي في صورة الظاهرة كما يعتقد (جورجي كاتشيف) في كتابه الوعي والفن , فالجوهر/ المثال/ الجميل / لايمكن ان ينكشف من خلال العلاقة التبادلية بين الذات / الانا / النحن / الموضوعي , ولا يمكن اكتشافه حتى في الاثر الذي تنتجه الصورة كانعكاس عن الواقع ذاته الاى من خلال ثلاثية الوعي / الصورة , اي الوعي الاخراجي وقرائته للواقع , الصورة الكلية الشاملة , وعي التلقي وقدراته التأويلية المنسجمة والقدرات التأويلية الاخراجية , المحركة لمعاناة التلقي الجمالية وتمنحها قدرتها بالتحرك نحو , الجمال / المثال / الكمال , او كما يرى (جورجي كاتشيف) ان الجمال لايمكن ادراكه دون النفاذ الى ذلك الصدى والعالم الكامل من التصورات حول الجميل بحق ذلك الذي يبرز في وعي القارىء والمتلقي على حد سواء.ان الحيوية التي يعبر بها خليل عن الواقع تكمن في تمسكه بسمة اساسية أخرى كالاجتماعية , السحرية , العبثية , لذلك لم تاتي التناقضات والتواترات عنصرا طارئا في بنية صورته المسرحية بل عنصرا حتميا وليس اعتباطيا , فالتناقض الحركي البصري او التعامد الحركي , حركة تناقض بصري / اللعبة /* مثلها مثل الاسود والابيض/ تناقض. تعدد حركة المستويات الافقية تصاعديا , اشارة الى تعددية طبقية أجتماعية انتاجية تحمل سمة التناقض الحتمي في ذاتها / خيط البريسم.
ان صورته تنطاق من افتراض وجود قيمة مطلقة متأصلة في الفن تبحث في العلاقة بين الماضي والحاضر, تستعيد تلك القيمة من تراث متقادم حين تفقد هذه القيمة نقائها في الحاضر , انه يحل ازمنة باستعادة الصلة بالتقاليد الاصيلة او بالقيام بقفزة نحو الامام الى حالة جديدة من الحسية. لقد زاوج فاضل خليل في اطار الصورة بين الحقيقة الموضوعية ودرجة من الوعي كبيرة بظاهرة التمسرح حتى صارت مكتفية بمشابهتها للواقع الا أنها شكل أنعكست عن مخيلة يمكن ان ندعوها بالصورة الواقعية الخيالية , ألا أن وسائلها - موجودها المادي - مسرحية , كتحليق السجين (جراي)*** عاليا داخل اطار اللعبة.ان خليل يضع البنية الصورية بموازات البنية الدرامية قكلاهما في تنامي تصعيدي متوازي يشكل تراكمه الازماتي حتى يبلغ ذروته , لذلك تأخذ الصورة في احد مراحلها - مراحل النمو- الموازية للفعل الدرامي , تأخذ , فعل الصدمة او الوخزة او الصفعة او كما يسميها(غروتوسكي) التعادل بين الحقيقة الشخصية المستقلة والحقيقة الشاملة , مجابهة المتلقي بالصورة الصدمة حيث يحتفظ بتجربته الشخصية الا انها تتركه يقايس بين التجربتين وكأنه أزاء لحظة تعرية تبدأ من ألذات وتنتهي في عالم التلقي الموضوعي ليكتشف عمقا جوهريا فوق الاعتيادي والمألوف. ان الصورة الصدمة او الابهار توجز الفعل في سياقها السردي عبر تكثيف مادي بصري اوسمعي وكانها تعلن عن نتائجية الحدث...تحليق السجين / خروج سالم وزوجته من (الجومة) صور تقاطع تنامي الفعل على المنصة الا انها تحيل الى بدايات جديدة للصراع قد شكلت توجها نحو الحسم على المنصة الا انها شكلت تناقضاتها داخل وعي المتلقي...فالروح المعلق كما الطير في سماوات السجن / الكون...انذار ببداية جديدة لصراع ربما كان اكثر قسوة , كذلك فعل مغادرة (الجومة) فهو تاسيس لبداية جديدة حسمت على المنصة لكنها طرحت تساؤلها حول...الاتي!؟ كيف!؟ لماذا؟. ان الصورة في مفهوم (فاضل خليل) بنية تشكيلية مادية حسية تنمو بموازاة الفعل المتنامي , تقارب الواقع وتشابهه, الا انها تتكامل في تفاعلاته الواقعية بالمتخيل او العكس , تستقرء ازمة الواقع باستعادة الصلة بالتقاليد الاصيلة او بتحقيق قفزة الى امام. فهي صورة احالية حركية شمولية مغربة في بعض مواقعها الا انها كصورة دلالية لاتدرك الا داخل نظامها الزمكاني , تؤول داخل بنية خطاب العرض وتاخذ معناها الاولي من البنية النصية وتشكل مرجعياته ايضا داخل بنية خطاب العرض...اللعبة / مسرحية من اخراج فاضل خليل وهي من الادب الفرنسي..خيط البريسم / مسرحية عراقية اخرجها للمسرح فاضل خليل. (جراي) الشخصية البطلة في مسرحية اللعبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة