الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن الاسلاميين ... لمن لا يفهمنا

رياض البغدادي
الامين العام للحركة الشعبية لإجتثاث البعث

(Riyadh Farhan)

2018 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرة هي تلك النقاشات التي اجد نفسي فيها اني احاور مجموعة من (الطرشان) ، اجد نفسي وكأني غريب عنهم بالرغم من أنهم اهلي وصحبي ، أجلهم وأحترمهم ، لكن للأسف علقت بهم ثقافة البعث من غير أن يشعروا، أو ان الاعلام الامريكي الاسرائيلي قد نفذ الى عقولهم من غير أن يتنبهوا ...
فعندما تجد ان من يتكلم معك لا يسمعك او انه يسمعك لكنه لا يفهم ما تعنيه او ما تتحدث به ، وفي كثير من الاحيان لا يفهمون حتى اللغة التي تتحدث بها ...
تخيل ان طبيباً يحاورني بعمل الهرمونات وأهميتها في الفعاليات الحيوية للجسم وهو يتكلم بمصطلحات الـPH او نسبة الـ H المرتفعة في الدم ، طبيعي جداً انني لا افهمه بالرغم من اتقاني للغة الانكليزية ، لكنه قطعاً سيكون بالنسبة لي متحدثاً بلغة لا افهمها ...
هذا بالضبط الذي يحصل في نقاشاتي ومحاوراتي السياسية التي اصطدم بها مع الكثير من اصدقائي ومن احبهم واحترمهم ...
في ثقافتي وفي عرفي السياسي أن الحالة الاسلامية غير قابلة للتجزئة ذلك لأني عشت وترعرعت في مجتمع الثمانينات ، حين كان المجتمع يعيش بداية الظهور العلني لمثلث ( المحور الاسلامي المقاوم ) وهو مثلث يتمثل بمحمد باقر الصدر في العراق وموسى الصدر في لبنان وروح الله الخميني في ايران ، اننا ننظر الى هذا المثلث ، أنه حالة واحدة لايمكن تجزئتها ، بل لم نكن نرى حدوداً للدول التي تتواجد فيها هذه القيادات الشامخة التي اسست المحور الاسلامي الشيعي المقاوم ...
لذلك فإنا ( إسلاميي ذلك الجيل ) عندما نسمع ان ايران دولة ، لا نستطيع ان نعدَّ أنفسنا جزءاً منفصلاً عنها أو اننا أجانب عن الحالة الاسلامية التي تعيشها داخل حدودها الادارية، كما لا ارى ان نصر الله هو شخص لبناني ينتمي الى دولة تختلف مصالحها عن مصالح بلدي ...
إننا ننظر الى مصلحة الدولة الايرانية هي عين مصالح بلدنا العراق وكذا الحال في مصالح لبنان أو اليمن ...
فتراني اضحك كثيرا في سري عندما اسمع احد احبائي واصدقائي يتحدث بان ايران تتدخل في الشأن العراقي او ان اليمن لا يجب ان تكون سبب لأبتعادنا عن العرب او ان البحرين دولة ليس للعراق مصلحة في الوقوف بجانب شعبها ...
يجب ان يفهم الجيل الجديد وكذلك من كان منفصلاً عن التوجه الشعبي العام المعارض في حقبة الثمانينات ، يجب أن يفهم من كان مشغولاً في خدمة النظام البعثي السابق بحكم وظيفته ، يجب ان يفهموا اننا الاسلاميين ننظر الى محور المقاومة التي تمثله الدول ( ايران - العراق - لبنان – اليمن ... ) انه محور لا تفصله الحدود إلا اللهم الحدود الادارية المعترف بها دولياً والا فنحن في عرفنا ننظر لهذا المحور دولة واحدة ومصالحه واحدة ، والتحديات التى يواجهونها واحدة لايمكن تجزئتها وأقرب مثال على ذلك التحدي الكبير الذي واجهوه جميعا وهو تنظيم الدولة اللاإسلامية - داعش .
ارجو ان يفهموا هذه الحقيقة على مرارتها بالنسبة لهم ، وان يرضوا بهذا الواقع ، لانه واقع لايمكن تغييره ، الا بالإرتماء في الحضن الامريكي الاسرائيلي السعودي ، وهذا لا أظنه يشرف أحداً من ابناء بلدي الحبيب العراق .
بالتأكيد سوف تحدثونني عن فساد الاسلاميين والتجربة المذلة التي عاشها العراق في ظل حكمهم الأسود ، وهذا مما لا يمكن إنكاره الا لأعمى بصر وبصيرة لكني اقول وبكل شجاعة وانصاف ، اقول ان الاحزاب التي مارست السلطة في العراق لم تكن بمستوى ثقة الناس وقد فشلوا فشلا ذريعاً في إدارة البلد ...مع اني اتحفظ على تحميل الاسلاميين الفشل لوحدهم فالعراق لا يدار بالاحزاب الاسلامية فقط بل يشاركهم في إدارته العلمانيين والقوميين والانفصاليين والمتذبذبين وغيرهم ، بل حتى اصحاب المنصات الداعشية هم جزء من العملية السياسية التي أنشئها الاحتلال الامريكي ، وبالطبع ليس من الحكمة والعقل ترك الموقع ، فوجود الاسلاميين على علاتهم اثمر الكثير من الانجازات وان كنت شخصيا اعتبرها أنجازات المرجعية التي اثمرت جهودها في تقليل الاخطار التي كانت تحيط بالعراق وافشلت المؤامرات.
لكن فشل الاسلاميين لا يبرر الهجمة الظالمة على ( محور المقاومة ) فالنسبة العظمى من الاسلاميين العقائديين المؤمنين اثبتوا نزاهتهم بل وعفّوا اذيالهم من هوى المال والسلطة ونذروا انفسهم للدفاع عن الدين وإعلاء كلمته وتركوا الدنيا لمن باعوا دينهم بدنيا زائلة واموال السحت التي ستشوى بها جباههم لتكون سبباً لخزيهم في الدنيا قبل الآخرة وما اللعين صدام عنهم ببعيد .

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا