الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيـــان حول العدوان الأمريكي المرتقب على العراق

الحزب الشيوعي السوري

2003 / 3 / 18
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

يبدو أن تفادي الحرب لم يعد ممكناً، فلا استجابة العراق الكلية لإملاءات النظام الدولي، ولا جهود مجلس الأمن ومراكز القوة فيه، ولا تعبيرات شعوب العالم والقوى المحبة للسلام، استطاعت أن تحد من العدوانية الأمريكية وتوابعها،

 وتلجم اندفاعها باتجاه الحرب. دون أن نهمل بالطبع تواضع الجهود الشعبية العربية إلى حد الغياب، وهزال الموقف الرسمي العربي إلى حد التواطؤ، في معركة تستهدف مصالح الأمة ومصيرها ومستقبلها، فلم يعد السؤال هل ستقع الحرب؟ بل متى يبدأ العدوان؟

فالطغمة المتطرفة الاستعمارية الحاكمة في الولايات المتحدة، تعلن بتحدِّ فظ نهاية النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، والذي من ابرز معالمه «هيئة الأمم المتحدة». فمنذ مدة ليست قصيرة تتعامل أمريكا مع هذه المنظمة الدولية كملحق للخارجية الأمريكية، تعتمدها إذا وفرت الغطاء الدولي للقرارات الأمريكية، وتتجاوزها إن لم تفعل ذلك. ضاربة عرض الحائط بكل إرادات الشعوب ومقررات المؤسسات الإقليمية والدولية، ومصالح وسياسات القوى الكبرى، بما فيها حلفاء الأطلسي أنفسهم. وبينما تتجمع الآلة العسكرية الأمريكية والتركية على حدود العراق الشمالية، وتندفع حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية والبريطانية في مياه الخليج نحو حدوده الجنوبية، وتستعد الآلة العسكرية الإسرائيلية لإجراء ما في لحظة قادمة، يقوم زعماء النظام العربي باستعراض عجزهم وهشاشتهم أمام الكاميرات، ويتبادلون الشتائم واتهامات العمالة وجهاً لوجه علناً، وعلى المنابر الرسمية. ولم يعودوا قادرين حتى على "التوسل" لأمريكا، لأنها أوصدت كل الأبواب في وجوههم. وفي نفس الوقت تبدو الشعوب العربية مغيبة ومستقيلة من دورها إلى حد مؤلم. فهي ولعدة عقود خلت قد تعرضت وبشكل مستمر للنهب والإفقار، وخضعت للقمع والإرهاب، وأخرجها من دورها الاستبعاد والاستبداد، ففقدت وزنها وحضورها ودورها أيضاً. نعم لم يظهر الوضع العربي مكشوفاً ومبدداً على هذا الحد كما يبدو الآن. حتى أن تعبيرات رفض العدوان على أمتنا في عواصم العالم أشد وضوحاً وأعمق أثراً منها في العواصم العربية.

إن الرأي العام العالمي يدرك بوضوح أن الاستهدافات الأمريكية من هذه الحرب تتعدى العراق والمصالح العربية والمنطقة أيضاً، إلى إعادة ترتيب العالم وفق المصالح الأمريكية وعلى هواها، وتأبيد الهيمنة الأحادية، وتأمين الخضوع لهذه الهيمنة. من هنا تستمد معارضة دول مثل «فرنسا وألمانيا وروسيا وبلجيكا» للتوجهات الأمريكية أهميتها وتبشر بمخاض يستحق الدعم من اجل نظام عالمي جديد ينهي التفرد والهيمنة. كما أن قوى السلام العالمية من الفاتيكان إلى جميع القوى السياسية والاجتماعية والثقافية والنقابية التي وقفت ضد الحرب، تثبت أن ضمير العالم يؤيد السياسات السلمية ويتوق إلى نظام عالمي أكثر عدلاً.

إننا نقف مع الشعب العراقي ومع شعبنا الفلسطيني في مواجهة الغزو الأمريكي الإسرائيلي وحلفائه، فالمعركة واحدة. وكما يتصدى المقاومون الفلسطينيون لآلة الغزو الإسرائيلية، كذلك سوف يتصدى الشعب العراقي لقوى العدوان التي تغزو أرضه، ولن تخدعه شعارات «الإصلاح والديموقراطية» التي تأتي بها أمريكا مع أساطيل الاحتلال وقذائف القتل والتدمير. فالشعب الذي عانى من الاستبداد والقمع، وناضل من أجل انتزاع حريته وبناء النظام الديمقراطي لبلده وفق إرادته ومصالحه، لن يقبل بإملاءات الآخرين وفرض سعادتهم عليه، وهو الوحيد صاحب الكلمة الفصل بشأن نظامه.

إن المحنة التي تتعرض لها أمتنا تتطلب تضامناً فعالاً مع الشعبين العراقي والفلسطيني، وتقديم كافة أشكال الدعم والمؤازرة. كما يتطلب أعلى درجات الوعي والحذر من أبعاد الأخطار والتداعيات التي قد تجرها هذه الحرب الوحشية على المنطقة بأسرها.


الحزب الشيوعي السوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ