الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان يجتاز مرحلة استعصاء بسبب قصور المعالجات التقليدية وتنامي الفئويات والاستجابة للضغوط الخارجية

الحزب الشيوعي اللبناني

2006 / 4 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ناقش المكتب السياسي للحزب الشيوعي التطورات السياسية الأخيرة واصدر البيان الآتي:

كنا قد رحبنا بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني، رغم ملاحظاتنا الأساسية التي تتناول مسألتي التمثيل وجدول الاعمال. وها نحن اليوم أمام شبه استعصاء حيث تتعذر المخارج، فيما تتفاقم الإنقسامات، ويطاح بالحد الادنى الذي كان قد توفر اثناء تشكيل الحكومة الراهنة وبيانها الوزاري. ولعل النزاع المؤسف الذي شهده مؤتمر القمة بين رئيسي الجمهورية والوزارة، هو الدليل الإضافي على تجاوز خطوط حمراء جديدة في حقل الصراعات زماناً ومكاناً، وفي مواضيعها التي كان يُزعم أن بعضها موضع اجماع: أي دعم المقاومة ضد العدو الذي يواصل انتهاك سيادة لبنان في الجو والبحر وفي الحشود والتهديدات وفي استمرار احتلال جزء من الاراضي اللبنانية.

إن الحوار الذي سارع البعض الى وصفه بأنه صنع في لبنان، ليس كذلك تماماً. فالضغوط الخارجية، وأبرزها الضغط الاميركي ما زالت هي العامل الاكثر تأثيراً في تحديد مواقف عدد من الأطراف. والى السفير الاميركي الذي يصول ويحول كل يوم في شتى شؤون لبنان واللبنانيين، جاءت زيارة المبعوث الدولي تيري رود لارسن لتؤكد ليس فقط الانحياز الذي يفرض باسم الأمم المتحدة وعليها، وانما اساساً ذهنية الوصاية التي تُمارس بوقاحة على لبنان واللبنانيين، دون أن تجد من قبل البعض، الا التشجيع والموافقة والتصفيق!

إن تناولنا لهذا الأمر، إنما للإشارة الى الخلل الكبير الذي يسم توجهات القسم الاعظم من الطاقم السياسي النافذ، القديم والجديد، في البلاد. ويتمثل هذا الخلل اساساً في تركيبة وطبيعة نظامنا السياسي والنزاعات التي يولدها والارتهان للخارج الذي يؤدي اليه. اليس من أخطر الأعاجيب أن يقر المؤتمرون، رسمياً، بأن موضوع رئاسة الجمهورية، مثلاً، ليس شأناً لبنانياً بالاساس ؟!! وما الذي تغير بالفعل عن حقبة الوصاية السورية، بل حتى عما سبقها، طالما أن القرارات السياسية الاساسية، في مواضيع السياسة والأمن وحتى الاقتصاد، ما زالت تتخذ في الخارج بشكل صريح أو ضمني، ولو تباهى البعض بانها صناعة لبنانية.

لقد باتت الفئويات الطائفية والمذهبية والارتباطات الخارجية المتلازمة معها، عاملاً مهدداً لما تبقى من عناصر القوة التي وفرها الشعب اللبناني بتصميمه وببطولاته وبتضحياته. ولن يكون خلاص بغير معالجة هذا الأمر، وتحديداً عبر إصلاح النظام السياسي، أي نظام العلاقات بين اللبنانيين ونظام علاقاتهم بالخارج.

والأنكى انه في مثل هذا الواقع يسارع فريق الأكثرية في الحكومة الى طرح ما يسميه "برنامج الإصلاح المتوسط المدى للبنان بدعم دولي". انه ببساطة برنامج افقار وتجويع ونهب يستهدف الأكثرية الساحقة من البنانيين. ولقد كان ولا يزال الاجدى بالحكومة ان تعد برنامجاً إصلاحياً حقيقياً يبدأ من السياسة ليصل الى الاقتصاد. وقوام هذا البرنامج تطوير مرافق الإنتاج الوطني في كل حقوله، ووقف النهب والهدر، وضبط الإدارة وإستقلالية القضاء...

إننا نجتاز مرحلة في غاية الخطورة. ولا تستطيع المقاربات التقليدية المستمرة، أكثر من تأجيل الانفجار، فيما يتفاقم الضرر والعجز على كل صعيد. وإذ نلفت الى هذا الواقع الخطير، فنحن سنواصل اتصالاتنا، من اجل اعتماد توجهات وطنية وإنقاذية حقيقية، لا بد ان تتبلور من خلال التنبه ومراجعة العثرات والأخطاء، والتوحد الوطني على بناء لبنان العربي الحر السيد الديمقراطي.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي اللبناني

بيروت في 29/3/2006









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تداعيات دعم مصر لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل


.. طالبة بجامعة جنوب كاليفورنيا تحظى بترحيب في حفل لتوزيع جوائز




.. الاحتلال يهدم منازل قيد الإنشاء في النويعمة شمال أريحا بالضف


.. الجيش الإسرائيلي: قررنا العودة للعمل في جباليا وإجلاء السكان




.. حماس: موقف بايدن يؤكد الانحياز الأمريكي للسياسة الإجرامية ال