الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدث قبل 30 سنة انقلاب فيديلا العسكري: إرهاب دولة ضد الأرجنتين الاجتماعية

المناضل-ة

2006 / 4 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


فجر يوم 24 مارس 1976 . الطغمة العسكرية بقيادة الجنرال فيديلا تستولي على السلطة. الانقلاب يطيح ايزابيل بيرون، رئيسة البلد من وفاة زوجها خوان بيرون في 1 يوليو 1974.

كانت " ايزابيليتا"، العاجزة سياسيا والمجاملة في كيفية حكمها والمصطفة كليا الى جانب أقصى اليمين، قد قبلت الفرق شبه العسكرية( التحالف الأرجنتيني المعادي للشيوعية AAA ) التي دفع بها بعض مساعديها. وكانت، خلال فترة إدارتها القصيرة، قد تحولت الى أداة بيد العسكر. لكن بالنسبة لهؤلاء كان وجود دولة قانون هشة عقبة بوجه أهدافهم الاستراتيجية التي انكشفت بسرعة فائقة بعد الانقلاب.

في يوم 24 مارس 1976 هذا كانت قد مضت 3 سنوات فقط منذ الانتخابات العامة يوم 11 مارس 1973 التي أتاحت عودة الى الديمقراطية مع وصول البيروني هكتور Cلmpora الى الرئاسة. انفتح بعد سبع سنوات من ديكتاتورية أخرى " ربيع ديمقراطي" وجيز دام اشهرا قليلة فقط. خلق ذلك حالة ظرفية مساعدة احتلت خلالها الشبيبة البيرونية، أي القطاعات التقدمية من الحركة الببيرونية المرتبطة بالمونتونروس Montoneros ( 1) مواقع هامة بجهاز الدولة مشجعة تعزيز المنظمات الاجتماعية وداعية إلى اشتراكية على الطريقة الأرجنتينية ألهبت حماس آلاف الشباب المناضلين. ومع انقلاب 24 مارس 1976 جرى مرة أخرى تكرار الترسيمة التي بدأت عام 1955 خلال هزيمة خوان بيرون: ديكتاتوريات عسكرية مديدة ، قوية وقمعية، متبوعة بحكومات ديمقراطية هشة ووجيزة.

انقلاب إضافي لكن مغاير

كان هدف انقلاب 1976 الصريح كبح تقدم الحركات الاجتماعية، وتحطيم نوع من المعارضة بالبدء بمعارضة البحرية. كانت منظمات سياسية –عسكرية هامة، مثل مونتونروس والجيش الشعبي الثوري ERP ، تعمل في البلد منذ نهاية سنوات 1960 بدعم من قاعدة اجتماعية قوية. وكانت عامل سلطة غير مقبول من القوات المسلحة المرتبطة تاريخيا بالاوليغارشية الأرجنتينية.

وفي القطاع الصناعي، سعى العسكر الى تركيز سريع لتوزيع الثروة. وفي ظرف وجيز قاموا بتصفية ثلث جهاز الإنتاج - لا سيما المنشآت الصغيرة والمتوسطة الوطنية- مع انفتاح متسارع على الواردات. وبشكل مواز قاموا بإلغاء قسم مما حققه العمال من مكاسب في 50 سنة الاخيرة، وفي اشهر قليلة انخفض الأجر الفعلي بالنصف. وربما مثل القطاع المالي افضل صورة لنزع التأميم والفشل التام الناتج عن المنطق العسكري. انتقل الدين الخارجي من زهاء 8 مليار دولار عام 1976 الى اكثر من 45 مليار سنة 1983 عند نهاية الدكتاتورية. ومنذ بداية الديكتاتورية حتى 2001 تضاعفت الديون 20 مرة تقريبا، منتقلة من 8 مليار الى 160 مليار. ومذاك قامت دوامة جهنمية لأن الأرجنتين سددت خلال هذه الفترة 200 مليار دولار أي زهاء 25 مرة مبلغ ديونها في مارس 1976. ولا حاجة الى الإشارة الى أن قسما كبيرا من المبالغ المقترضة من الخارج في ظل الديكتاتورية لم تكن تصل الى حسابات بالأرجنتين بل تغذي استثمارات العسكريين بالخارج، ومجموعاتهم الاقتصادية والاليغارشية بواسطة آلية فساد يسميها الشعب " الدراجة المالية".

القمع المعمم مرفوعا الى مرتبة منظومة

لكن اكثر اوجه الديكتاتورية مأساوية تمثل في وحشية القمع المعمم المستوحي " عقيدة الأمن القومي" التي اخترعتها واشنطن التي ترى ان الأرجنتين وأمريكا اللاتينية مهددة بخطر "الشيوعية العالمية" . اعتبر العسكر كل من لم يؤيد صراحة الانقلاب عدوا وعرضوه للقمع- أي السواد الأعظم من القطاعات الاجتماعية- مع الصمت المتواطئ من جانب الطبقة السياسية.

النتيجة تحمل أسماء وأرقاما. حسب منظمات حقوق إنسانية هامة " اختفى" زهاء 000 30 مواطن بعد اجتياز معاناة قاسية في مئات من " معسكرات الاعتقال" اللاشرعية. وجرى سجن زهاء 000 15 معتقل سياسي في " سجون شرعية" لكن بنظام سجني شبيه بمعسكرات الاعتقال. وكان ثمة آلاف المنفيين بالخارج وبالداخل. وتتحدث مصادر متنوعة عن 000 500 منفي اضطروا الى الهروب من البلد. كان ذلك شبح إرهاب معمم في بلد كان يضم آنذاك زهاء 25 مليون نسمة. كما لو أدت دكتاتورية بسويسرا الى 150 ألف ضحية منهم زهاء 000 9 مختطف.

الأرجنتين اليوم

قام الرئيس نستور كيرشنر، المنتخب بدعم شعبي ضعيف في مايو 2003، بتوطيد وضعه طيلة السنتين الأخيرتين من إدارته. وحصل بالانتخابات التشريعية يوم 23 أكتوبر 2005 على 40% من الأصوات -30% من الناخبين- أي ضعف سنده الأول. لكن الوضع الاقتصادي والاجتماعي متناقض وحتى تفجري أحيانا. تدل المعلومات الرسمية على انه كانت ثمة 37 شهرا من النمو المتواصل وان هذا النمو بلغ عام 2006 نسبة 9.1 % . لكن وبينما تروج هذه المعلومات قام مزارعون باقليم Misiones بإحراق بلدية San Vicente للمطالبة بالإعانات الموعودة لكن غير المدفوعة من الحكومة، بعد حالة الطوارئ الاقتصادية بالمنطقة في العام الماضي. واندلعت احتجاجات اجتماعية أخرى في أماكن مختلفة بالبلد. ويرى كلاوديو لوزانو ، الخبير الاقتصادي لنقابة مركزية عمال الأرجنتين CTA ، التي تساند الحكومة الحالية مساندة نقدية، أن " المشروع K " ( نسبة الى كيرشنر) نموذج موجه الى الخارج، قائم على " تموقع رخيص على السوق العالمية" . وهو من جهة أخرى "نموذج موجه الى فوق" يولي الأسبقية لطلبات القطاعات الأكثر حظوظا من السكان . باختصار يطل الموضوع الأساسي لاعادة توزيع الثروة معلقا وليس أولوية لدى كيرشنر. يجب مع ذلك الإقرار بالتقدم الجوهري الحاصل في ظل رئاسته: الحقوق الإنسانية، و تغيير في السلطات العسكرية والبوليسية، و إعادة تنظيم السلطة القضائية_ بإضفاء مهم للديمقراطية على تعيين القضاة . ونضيف الى هذه اللوحة جملة وقائع رمزية مثل "اعتذار" الدولة الرسمي لضحايا القمع وكذا الاعتراف الرسمي بالمختطفين. ويحتل النضال للمطالبة بالذاكرة الجماعية للفاعلين الاجتماعيين والضحايا اليوم مكانة أساسية في الحياة اليومية الأرجنتينية وهو نضال ضد الإفلات من العقاب ومن اجل " لا نسيان ولا صفح"

موقع http://risal.collectifs.net

تعريب المناضل-ة

--------------------------------------------------------------------------------
هوامش : 1- حركة حرب عصابات ذات توجه بيروني يساري . كانت نشيطة بوجه خاص خلال ديكتاتوريات سنوات 1960-1970









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت