الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفوية العمل الثوري و ضياع الأمل من جديد

خالد قنوت

2018 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


يعود الحراك الشعبي السلمي عندما توفرت له اقل الشروط الآمنة و من إدلب السورية التي أجلت الحرب على ارضها لفترة زمنية للأسف لن تكون طويلة حسب الاتفاق التركي الروسي, رغم تغول و سيطرة متطرفي جبهة النصرة و حراس الدين و الدواعش و حلفائهم على مناطق خارج سيطرة النظام في الشمال السوري. و من جديد تعود الممارسات الارتجالية و العفوية للعمل الثوري و يتفرد المتفردون بمصير و بشعارات ايام الجمع و كأنهم لم و لن يتعلموا من تجربة سبع سنوات دامية و كارثية اصابت كل سوري و سورية إن لم نقل بالأذى المباشر بدمه و رزقه و بيته الى الاذى غير المباشر بالقهر و الهم الذي يجثم على صدره لما آلت اليه الاحداث في سورية, خارج تصورات و احلام السوريين في بناء دولة المواطنة و اسقاط اي استبداد مهما صغر حجمه.
بعيداً عن التخوين و بمنطق علمي مجرد, لن يكون مصير الحراك السلمي الوطني في ادلب افضل من مصير الحراك السلمي الثوري بكل سورية ببداية 2011 طالما هناك من يمتلك كل الحقيقة في عقله و يعتقد ان له الحق بفرض نزوات و شعارات و حلول لا ترتبط بالمنطق و العقل و بالواقع خاصة أن الحراك الشعبي في ادلب مؤقت الدعم من بعض القوى الدولية لترسيخ مصالحها مقابل مصالح قوى دولية اخرى.
سيسحق الحراك الثوري الشعبي السلمي مرة اخرى و سيعوم نظام الأسد من جديد و يعاد انتاجه على صدور كل السوريين اذا لم تنشأ قيادة وطنية ثورية لهذا الحراك العظيم. هذه القيادة تكون مصدر ثقة و احترام اغلبية الثوريين السوريين و تحت أعين الرقابة و المحاسبة دائماً ضمن مؤسسة وطنية و ليس شخصية او تعمل بمنطق التبعية للأب الروحي و بالتاكيد هذه القيادة تضم شخصيات وطنية قادرة على العمل و الانتاج الثوري الفكري و السياسي و الاجتماعي ضمن اختصاصاتها و لها ممثلية اعلامية وطنية واحدة و محترفة تقود العمل الثوري انطلاقاً من ادلب شبه المحررة الى كامل الاراضي السورية و تخاطب عقول و افئدة كل السوريين هدفها واضح في تحرير و حرية سورية بناء دولة المواطنة و اسقاط الاستبداد الأسدي و اي استبداد بديل.
قيادة تقدم استراتيجية وطنية واضحة و تمارس التكتيتك اليومي لأي حدث داخلها او خارجها دون الخوض في الارتجالات و الممارسات العفوية و التعصب بل بالعلم و الخبرات التي اكتسبها السوريون في الماضي و في الحاضر.
ان العمل الثوري الوطني اليوم, يعني ايجاد القواسم المشتركة بين السوريين و الابتعاد عن التفرقة و التخوين دون دليل قانوني و رمي الاتهامات هنا و هناك فالموضوع السوري و حتى اشعار آخر هو موضوع دولي و صراع قوى لا تقل شراسة عن النظام و سيبقى حتى نبدأ بمشروع وطني حقيقي.
بالنتيجة, طرح شعارات شعبوية و عفوية لا تخدم الواقع الراهن في فترة زمنية حرجة و مفصلية في ادلب بالتحديد قد يكون له اثر بالغ الخطورة على ما تبق من الحراك الثوري الوطني و ربما على مصير سورية نفسها.
ربما الغاء عملية تداول الشعارات كل يوم جمعة هو افضل حل لأن الحراك و المظاهرات لم تتوقف في ادلب منذ الاعلان عن الاتفاق الروسي التركي و حتى هناك مظاهرات مسائية اليومية, و إن كان لابد مما هو بد, يجب أن تكون الشعارت في هذه المرحلة محددة بشعارات وطنية جامعة و موحدة لكل الثوار اولاً و لكل السوريين ثانياً و داعية للوحدة الوطنية و مخاطبة كل مكونات الشعب السوري بمحبة و عقلانية و اظهار قضية مصير و تحرير الوطن السوري كقضية وطنية و كواجب وطني ليست مرتبطة بأي تصنيف او انتماء سوى للوطن الواحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز