الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقدمات 2

خالص عزمي

2006 / 4 / 5
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


(هذه مقدمات لكتب جديدة انجزتها وهي مهيأ للنشر في كل آن ؛ واخرى لكتب صدرت في فترات مختلفة ؛ رأيت من الضروري للجيل الطالع ان يلقي عليها نظرة متفحصة لتتاح له فرصة المقارنة والتتبع لما هو كائن؛.. وما كان عليه توجهي الفكري والادبي في تلك الفترة الماضية ، مبتداءا بالجديد الذي لم ينشر بعد ضمانا لتثبيت لمحة عن كتب قد لا يتاح لها النشر لاي سبب مجهول ...)

أيامي اللبنانية

حينما ينسجم سحر الطبيعة مع الجمال الانساني ؛ ويتناسق عطر الزهور والرياحين مع همسات المسبحين بالحمد لخير النعم؛ وحينما تمتزج كنوز الحضارات القديمة والموروثات الاصيلة بروح العصر ليقوي ذلك الامتزاج من عزيمة التطور والتقدم ؛. عندها لا يمكن للناظر الا ان ينتقي الابدع ؛ ولاللسامع الا ان ينصت الى النطق المهذب ؛ ولا للسان الا ان يتفوه بالعفيف من القول ؛ ولا للذوق الا ان يستلذ بالاصفى والانقى .
وهكذا هي هذه الصفحات جاءت لتعبر عن المفاهيم من التوازن والصفاء والود ؛ كتبت بمداد شرب من معين التقارب لا التنافر ؛ والوداعة لا القسوة ؛ والامل لا التشاؤم
ان هذه الصفحات ما هي الا قطرة صافية من ينبوع معرفتي بلبنان ؛ او لقطة محددة من مشهد واسع الاطراف ؛ متعدد الجوانب عشت في دنياه الرحبة . وفي هذه الصفحات صور موجزة لالوان من المشاهد الممتعة ؛ تقف الى جانب نماذج من بعض الوجوه الاجتماعية والادبية والفنية التي سعدت بالتعرف عليها والتقرب الى مفاهيمها وقيمها ومواقفها ؛ وهي بالتالي نماذج اثبتت وجودها لتكون منتقاة من عالم مزدحم برموز المعرفة اللبنانية .

كان لبنان حلمي اليانع الوردي الذي طالما منيت النفس بمشاهدته ؛ والتمتع بأجوائه المنعشة ؛ ومناظره الخلابة ؛ والالتقاء بصفوة مفكريه وادبائه وفنانيه من الذين كنت اسمع بهم و كان يقربني اليهم صرير القلم...او ريشة الرسم ...او همس الميكروفون او طرقات المسرح او أغاني الجبل .
لقد كانت هناك روافد عدة تعرفنا على لبنان او به ؛ لعل صيغها مختلفة واساليبها متفاوتة ؛ ولكنها كانت كلها تصب في نهر الحياة اللبنانية . كتب في التاريخ والادب والعلوم والفنون ؛ صحف عدة تطالعنا صباح مساء بكل جديد وطريف ومفيد في مسيرة لبنان الحضارية ؛ واذاعة تسمعنا اصوات من نحب من نوابغ الفكر والادب والفن اللبناني ؛ثم افلام وثائقية تشدنا الى طبيعة لبنان المتمثلة في جباله الشم ؛ وبحره الخضم ؛ وغاباته وشلالاته وعيونه الجارية ؛ والساجع من طيوره المغردة ؛ او تلك المتجلية في سهوله وانهاره وحقوله ؛ والنثار الباهر من مدنه قراه واريافه االسابحة كالنجوم على تلك السفوح والوديان والهضاب .
ولعل من روافدنا نحن العراقيين بخاصة ما كنا نسمع من شعرائنا وهم يتغنون بلبنان في كثير من قصائدهم كالرصافي في قصيدته ( في زحلة ) والجواهري في ( لبنان ياخمري وطيبي ) و( لبنان) و( ناغيت لبنان ) ؛ و حافظ جميل الذي ملأ دواوينه بقصائد كثر عن لبنا ن ك( ليلة قي ظهور شوير ) او ( ما لك غير لبنان ) و( لبنان يا بلد السماحة والندى ) ويضاف اليهم عدد من الشعراء الآخرين كالصافي النجفي ؛ وكاظم الدجيلي ؛ وباقر الشبيبي ؛ واكرم احمد ؛ ثم من الجيل الثاني ... كفؤاد عباس وعبد القادر الناصري وعاتكة الخزرجي ونعمان ماهر الكنعاني وفؤاد عباس هلال ناجي وحارث طه الراوي ح وعدنان فرهاد ولميعة عباس عمارة ... الخ

ان اهمية الكتاب لاتقتصر على الوصف الميداني الدقيق للبنان بل تمتد الى اللقاءات الشخصية مع عدد كبير من رجال الفكر والفن والادب والشعر تعززها نصوص لكل ما دار فيها من آراء قيمة وتعليقات رصينة مشوقة كتلك التي دارت مع عظماء لبنان من امثال ميخائيل نعيمة وامين نخلة الاخطل الصغير وصليبا الدويهي ومارون عبود ويوسف السودا والبير اديب ... الخ ثم مع شخصيات من الجيل الثاني كجميل جبر وفؤاد كنعان ووديع ديب واملي فارس ابراهيم وحسين مروة وابراهيم دكروب ونزار الزين وكمال الحاج ورؤوف الامين وادوار حنين وبديع شبلي ...وغيرهم عشرات ؛ معززة بما توفر من صور تمنح الكتاب توثيقا وتشويقا ومتعة لا غنى عنها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرشحون لخلافة نصرالله | الأخبار


.. -مقتل حسن نصر الله لن يوقف مشروع الحزب وسيستمرفي المواجهة -




.. الشارع الإيراني يعيش صدمة اغتيال حسن نصر الله


.. لبنان: مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلي




.. المنطقة لن تذهب إلى تصعيد شامل بعد مقتل حسن نصر الله