الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبادي :رجل الدولة في آسيا الديمقراطية.

مظهر محمد صالح

2018 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


العبادي :رجل الدولة في آسيا الديمقراطية.

مظهر محمد صالح

صار من حقي اليوم ان افصح عن وجهة نظري في امر جوهري لم يخرج في مضمونه واساسياته من قيد التصدي لعقبتين رئيسيتين واجهتا البرنامج الاصلاحي للدكتور حيدر العبادي منذ اعلانه
في ٩/آب /٢٠١٥.
فالعقبة الاولى مثلتها الأزمة الأمنية التي عصفت بالبلاد وجسدها الاٍرهاب الداعشي والثانية وهي الأزمة المالية والاقتصادية الحادة التي ضيقت سبل الحياة والنماء في العراق .واذا ما أضفنا الأزمة السياسية والانقسامات المستمرةًفي الديمقراطية السياسية ،فإنها ستكون عقبة ثالثة وهي من اشد العقبات غموضاً وتعقيداً.فلم يبق امام الرجل الذي قاد معركة الحرب باستبسال ونكران ذات عالي سوى مسار واحد في تطبيق برنامجه الإصلاحي وهو التغيير الراديكالي لمواجهة القيود المكبلة للاصلاح ومواجهة القرارات الصعبة في التحول الجذري بالنظام السياسي الدستوري نحو محاور اليسار الراديكالية وهو ما أطلقتُ عليه شخصياً في اجتماع ٧آب/٢٠١٥ (بالشرعية الثورية )؟ ولكن ظل التساؤل الذي علا كل شيء يلخصه المسار الآتي :انه في زمن ادارة الحرب وادارة الصعاب والندرة الاقتصادية هل يصح الانقلاب الدستوري على الديمقراطية البرلمانية بتبني مناهج العالم الثالث الشديدة الراديكالية و التي سادت في القرن الماضي كموديلات استثنائية في أدارة السلطة والحكم في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية وانتهى معظمها الى الفشل ؟ فالسير بالنظام السياسي صوب الغاء المباديء الدستورية التي جاءت بها صناديق الناخب الديمقراطي، ظلت من التابوتات او المحرمات التي تمسك بها رئيس الوزراء كمبادىء
للعمل الوطني الديمقراطي ونهضته الإصلاحية في مسار شديد التعقيد ومحفوف بالقيود والتحديات . وهكذا بينت النتائج السياسية لهكذا مخاضات في مسيرة الاصلاح شكلاً جوهرياً تمحور على اهميةً وحدة البلاد بعد تحريرها من الارهاب والحفاظ على الافق الديمقراطي في مرتسم بناء مستقبل الامة العراقية والتطلع الى الإعمار والبناء في مرحلة الاقتصاد السياسي للسلام التي نعيشها اليوم .لقد استمزجت تلك المباديء في الظروف الصعبة والقاسية وقبل تحرير الموصل ادوات عملها بفاعلية ونكران ذات عاليين ، الزمت الجميع ممن هم في ادارة الدولة بتوخي الدقة وتجاوز الحسابات غير المضمونة التي هدد بها الارهاب الداعشي وهو يمسك وقت ذاك بنحو ٤٠٪؜ من جغرافية العراق . ايقنتُ يومها وفي مناخ ديناميكي شديد التعقيد ان الدكتور حيدر العبادي هو زعيم سياسي واسع العقلانية في ترتيب اولوياته في ادارة شؤون الدولة المدنية والعسكرية وهو يتحدى قيدين كبيرين وهما :الاصلاح والحرب على الارهاب .
فهو ليس برجل انقلابات سياسية او طامح بالسلطة او التفرد بها ، فهو من طراز الزعامةً السياسية التي وُلدت من رحم الديمقراطية وعاشت آمالها وتطلعاتها وحافظت على هويتها ،على الرغم من هشاشات تلك التجربة ومشكلاتها في بلد لم يعتد الديمقراطية لعقود طويلة وله سجل حافل بالحكم الفردي .لقد تمسك الدكتور حيدر العبادي كزعيم وطني نادر بالديمقراطية وقاد مبادؤها بدائرة واسعة من المسؤولية والشجاعة وتحمل مشاقها وميادينها العملية الشائكةً سواء العسكرية منها اوالمدنية لكي يحقق فكرة التداول السلمي للسلطة بالادوات الديمقراطية نفسها وعلى وفق الدستور . وهكذا اثبت الانموذج السياسي العراقي قدرته في اخذ دوره بنقل الديناميكية السياسية والحفاظ على ديمومتها وبنجاح وهدوء عاليين وتحويلها من محن الاٍرهاب الى إدامة الانتصار بالحرب وتخطي الصعاب الاقتصادية والوصول بالبلاد الى نطاق وحدتها وحفظ سيادتها وكرامة شعبها كمنهج ( تغيير )دون التخلي عن المباديء (الاصلاحية الديمقراطية). انه رجل عاش مرحلة مابعد التحرير ليرسخ فلسفة الانتقال السلمي للسلطة ،ومارسها حقاً بشجاعة القادة العظام قولاً وعملاً. وبهذا سجل التاريخ الوطني للعراق ان الدكتور حيدر العبادي ظل زعيماً سياسياً وطنياًورجل دولة من الطراز الحازم - الهاديء وحمل بشجاعة الرجال غصن السلام والديمقراطية في سلة واحدة ،وبصيرة سياسية نادرة لم تعهدها دول العالم الثالث الحديثة في متبنياتها للديمقراطية البرلمانية والانتقال السلمي للسلطة والحفاظ على تداولها .
عاش العبادي مناضلاً مدافعاً عن مبادئه السامية خلال سنوات العراق الصعبة الماضية وجنب البلاد دروب رسمتها خرائط الحرب الدامية ليضع العراق على مسارات السلام وإدامة الديمقراطية وهو يمسك في الوقت نفسه بوحدة العراق من اجل رفاهية شعبه وازدهاره . ختاماً،وكشاهد على التاريخ ، فقد جسد الدكتور حيدر العبادي( عندما نصف الزعامات السياسية العراقية) شخصية المناضل الافريقي نيلسن مانديلا ولكن في قارة أُخرى هي :آسيا الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شهاده -وثيقه تاريخيه في بلد يعيش شعبه ونخبه الضياع
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2018 / 10 / 6 - 04:33 )
بورك بك زميل مظهر-حقا اننا نفتقد الراءي الرصين في هذا الزمن الشديد الرداءه-الذي يتميز ليس فقط بتدني او بالاحرى سقوط الوعي الشعبي الو مستويات بهائميه حقا بل ان الانكى من ذالك ضياع بل غباء النخب السياسية العراقيه بما في ذالك التي تدعي العلمية وتمثيل الجماهير التي تاهت في ازقة اجترار الاختلافات الفكريه وكاءن الايديولوجيا هي التي تبني المجتمعات والدول
شكرا دكتور مظهر-حقا ان خليت قلبت-تحياتي


2 - العبادى رمز وطنى
على عجيل منهل ( 2018 / 10 / 6 - 09:21 )
من باب الإنصاف والعدالة أن لا ننسى مرحلة ما بعد 2014 .
دخول داعش وسقوط المدن الواحدة تلو الأخرى .
جانب أخر انخفاض أسعار النفط عالميا وما ترتب عليها من اثأر سلبية على وضعنا الاقتصادي ، وتوقف عشرات المشاريع الخدمية .
سياسية السيد ألعبادي وحكمتة العالية وخطابه المعتدل وتعاون مع الجميع - في حين شهدنا فترات سابقة معروفة كيف كانت من خطابات تصعديه ومتشنجة-- .
لم يستخدم السلطة لدعايته الانتخابية كما فعل إسلافه وهذه نقطه مهمة في بناء الديمقراطية , وسياسته الخارجية المتوازنة وهذه مهمة لتجنب البلد الدخول في صراع المحاور العالمية التي تحسنت علاقتنا الخارجية مع عدة دول مجاورة وغير مجاورة .
أهم مسالة يجب الوقوف عليها أول من قدم التهنئة للسيد عبد المهدي- -، لكن لم نشهد سابقا في تسليم السلطة - .


3 - وحافظ عاى وحدة العراق بافشال محاولة ال البراز الخو
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2018 / 10 / 6 - 11:05 )
الخونه اعداء العراققتلة عرات الالاف من اهلنا من الجنوب بتمردات محروك الصفحه الكلب المكلوب مستفا البراز منذ1945 وقج ادار ازمة الانفصال التيسميت الاستفتاء قائد البلاد د حيدر العبادي بالحمه والصرامه واعاد كركوك مدينة التاءخي الى حضن الوطن يجب ان لا ننسى ذالك فاءذا كان المثل الشعبي يقول-رمانتين بفد ايد ماتنلزم فان القائد المتمدن الكفوف لزم ثلاث رمانات تحطيم داعش وازمة الاموال للميزانية في ظروف هبوط الاسعار الى اقل من الربع وثالثا افشال الانفصال الخياني من قبل قطاع الطرق ال البراز وعصابات الاغوات اقطاعيي شمال العراق العصاة على تنفيذ قانون الاصلاح الزراعي

اخر الافلام

.. الناخبون الموريتانيون يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد • ف


.. سكان بلدات لبنانية تتعرض للقصف الإسرائيلي يروون شهادتهم | #م




.. أمريكا ترسل 14 ألف قنبلة زنة ألفي رطل لإسرائيل منذ السابع من


.. هل ستتجه إيران لجولة انتخابية ثانية؟




.. شركة بيانات: مشاهدات مناظرة بايدن وترمب أقل من المتوقع بكثير