الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نادية مراد إنسان قبل كل شيئ

علجية عيش
(aldjia aiche)

2018 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


من قال أن العرب و المسلمين لا يحبون العراق الذي أعدم و أسقط صدام حسين؟ مثلما جاء على لسان الأستاذ ملهم الملائكة الذي نقل على موقع الحوار المتمدن ، آراء و مواقف بعض المسلمين و العرب لتصريحات نادية مراد صاحبة جائزة نوبل للسلام، فالعراق ليس عراق صدام حسين، بل عراق الشعب العراقي بمختلف أطيافه، و عندما نقول العراق يعني الحضارة البابلية، و ليست عراق اليوم بصراعها و انقسامها ، الصراع كما يبدو هو صراع مذهبي طائفي و الطعن في الناشطة السياسية نادية مراد بالنسبة للأستاذ ملهم الملائكة هو لكونها إيزيدية العقيدة، و لأنها لا ترتدي الزيّ الإسلامي، و ليس من أجل زيارتها إسرائيل، و إن لم تكن - كما قال هو- عربية ولا مسلمة ولا سنية ولا شيعية، فهي قبل كل شيئ إنسان، و يكفي أنها كما قال الدكتور مهند البراك (على نفس الموقع) رمز عراقي نضالي ، و هي بذلك تستحق جائزة نوبل للسلام و أن تكون سفيرة حقوق الإنسان، كونها ضحية حرب مسلحة، كما أن الفساد والطائفية ومشاريع الأسلمة المشبوهة، لن تتوقف عند نادية مراد أو غيرها، بل هي مستمرة في ظل صمت الأنظمة العربية القائمة و تطبيعها للكيان الصهيوني.
فوقوع نادية مراد فريسة لداعش و اغتصابها على أيدي وحوش بشرية فهذا راجع إلى فساد الأنظمة و الفتاوى الباطلة التي تدعو إلى الجهاد ، و استغلال داعش للأقلية، و هي بالتالي و مثيلاتها لا يتحملن كل المسؤولية، و قد أصاب الدكتور مهند البراك و هو طبيب خريج كلية الطب ببغداد عندما استعرض مراحل نضال المرأة العراقية و ما قدمته من تضحيات بدءًا من "فتاة الجسر" التي استشهدت بنيران الدبابات في وثبة كانون عام 1948 ، و أخريات قضيّن زهرة شبابهن في سجون الطغيان السعيدي، و من شاركن ببسالة في مقاومة انقلاب شباط الأسود عام 1963 ، و العشرات ممن تصديّن لإرهاب البعث الصدامي و استشهدن في أقبية التعذيب و عُلّقن على المشانق، و قد حدث لسابقاتها في الحروب المسلحة و حتى في الحروب الأهلية على يد جماعات إرهابية و تعرض نساء و فتيات للتعذيب و الإغتصاب أمام مرأى أهليهن، و هي صور بشعة لا تحتمل رؤيتها.
تشير بعض الكتابات أن جذور الديانة الإيزيدية تعود إلى إحدى الديانات الكردية والفارسية القديمة يُطلق عليها اليزدانية و هي ديانة منشقة عن الإسلام، و يقال أنها خليط من عدة ديانات قديمة و لها طقوس و معتقدات خاصة بها، و يلقب أتباع الديانة الإيزيدية بالطاووسيين، نسبة إلى الطاووس ملك و هو زعيم الملائكة و حاكم الكون عند الإيزيديين، و يقدر عدد الإيزيديين في العالم بحوالي نصف مليون يزيدي، أغلبهم يسكنون العراق ، إذ يعيش 75 بالمائة منهم في العراق في المنطقة الجبلية القريبة من الحدود السورية ، و كان منذ سنو تقريبا و أن تم العثور على جثث 73 شخصا من اليزيديين بينهم أطفال و نساء في مقبرة جماعية غرب مدينة الموصل بشمال العراق، تم إعدامهم على يد تنظيم داعش.
و قد بدأت قصد نادية مراد مع داعش بداية من أوت 2014 عندما تعرضت للإستعباد الجنسي من قبل مسلحي داعش، بمدينة الموصل التي اتخذها داعش عاصمة لخلافته المزعومة، بعدما قتل المسلحون والدتها و أشقائها، و جل أفراد قريتها كوجو الإيزيدية، و بعد سبْيها المشين، تمكنت من الفرار من داعش، و قد تعاطفت المجتمعات الدولية مع نضالها من أجل قضية الايزيدية، و منحت لها عدة جوائز دولية ، أقول للذين ينتقدون و يطعنون ما قاله نبي الأمة محمد صلى الله عليه و سلم " رفقا بالقوارير"، فما حدث لنادية مراد و غيرها، قد يحدث لواحدة من نساء و بنات و أخوات الذين فتحوا جبهات الحرب على نادية مراد و غيرها.
علجية عيش











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر