الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وما أدراك ما الغزو

عبد الكريم العامري

2006 / 4 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


كل واحد منا يحتفظ بتقويم لأعياده واحتفالاته، يبدأ بيوم الميلاد ويمر بتوزيع (الشهايد)ويوم النجاح ويوم الوظيفة وشهر العسل و..و.. والقائمة تطول.. هذا ما يتعلق بالإحتفالات الشخصية والتي قد تمتد احياناً الى احتفالات عائلية تشارك فيها عوائل قليلة وأقارب من الدرجات الأولى.. لكن الأمر يختلف بالنسبة الى المجتمع، أي مجتمع كان، فهناك تقويم آخر باحتفالاته، وهناك من يقسمها الى احتفالات وطنية ومناسبات دينية وهذا يشمل أي ديانة، ونحن العرب نشترك بمناسبات ربما اكثرها خيبات ومنها الصدمة الكبرى في هزيمة حزيران عام 1967 وقبلها في هزيمة عام 1948 وهناك هزائم كثيرة ربما اذا حاولنا استذكارها ستتعدى أيام سعاداتنا! الأحتفالات تلك تحمل مذاقاً مراً وندعي في أكثر الأحيان بحلاوة الطعم الذي نتذوقه وهو امتداد للآباء والأجداد الذين بنوا حضاراتنا وأمجادنا.. وفي كتب التأريخ العراقي حصراً هناك أرقام لسنوات كثيرة، سنوات من السقم والألم، احتلالات وثورات كلها تمخضت بالدم العراقي الذي ملأ بطون الكتب والتواريخ ويذكرها بعضنا بالفخر لأنها تمثل مراحل مهمة من تاريخنا المجيد التليد!! وآخر تلك الإستذكارات هي ذكرى الغزو الأجنبي للعراق، أو ما يحلو لبعضنا أن يسميه يوم (تحرير العراق)، ذاك الغزو الذي قضى على كل شيء في البلاد والعباد، من البنى التحتية الى البنى الإجتماعية، فماذا يبقى لبلاد تتحول من عصر الديكتاتورية الى عصر الإحتلال، وما الذي نجنيه من أجنبي يعبث بأمن بلادنا ويسيء الى إنساننا معتبراً العراقي إنساناً من الدرجة العاشرة.. وهناك دلائل ومؤشرات لذلك وما يحق للجندي الأجنبي لا يحق للعراقي، بدءاً من أنظمة المرور وانتهاءً بالسجون والمعتقلات وحملات المداهمة دون الرجوع الى الحكومة العراقية.. لا بل انهم راحوا يطلقون سراح المجرمين الذين أدينوا بارتكابهم مجازر بحق الأبرياء من العراقيين دون ان يكون لحكومتنا الموقرة رأي مثلما نستمع الى أحاديث كثير من سياسيينا ومن مختلف القوائم..
هذه الأيام يحتفل العراقيون بذكرى الغزو، وهو احتفال من حقنا أن نستذكر فيه كل الخطوط البيانية المتدنية التي لحقت ببلدنا..وأن نحمل مسؤولية ذلك للفاعلين الحقيقيين والراضين عنهم خاصة وان أهل العراق ما زالوا يعانون من القهر والجوع والبطالة والإرهاب..
فكل عام والمحتل بخير..
وكل عام ووجوه أطفالنا الشاحبة بعافية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة