الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للمتنبي اخوات من يحميهن

مسلم السليطي

2018 / 10 / 13
الادب والفن


منذ صغري وانا اسمع عن قصص وروايات تاريخية خالدة مثل (الف ليلة وليلة وعلي بابا والشاطر حسن وسندباد وملحمة جلجامش وغيرها) اتسأل من كتب هذه القصص ومن خلدها وكيف وصلت لنا دون اي تشويه او نقص فقد اصبحت تُعمر بها المجالس وتلتذ بها الاسماع ويتوارثها الابناء عن ابائهم لكن في وقتها لم اصل الى اجابة الى ان دخلت في مرحلة الثالث متوسط وجهة ذات السؤال لأستاذي في اللغة العربية ، فأجاب أن طريقة وصولها الينا على مرحلتين الاولى ورثها ابائنا عن اجدادنا حتى اصبحت ارث ادبي وثقافي والثانية انُشأت لها مكتبات لأرشفتها كي لا تفقد هويتها وتوجد هذه المكتبات في العاصمة بغداد . ومنذ ان حصلت على الجواب كنت اتمنا ان ازور هذه المكتبات ويوم بعد يوم يدفعني الفضول لأعرف ما تحويه هذه المكتبات الى ان كُلفت ببحث من استاذتي ( دكتورة زينب) في المرحلة الاولى عن( تاريخ الصحف العراقية)
واشارت لي ان اذهب للمكتبة المركزية في نهاية شارع الرشيد قرب ساحة الميدان وفعلا ذهبت برفقة زملائي ليكون القاء الاول لاسم طالما حلمتُ بلقائه كانت هذه المكتبة غنية بما تحويه من ملفات ارشفة وأرث ادبي عريق ولا اخفي عنكم قد استهوتني فهي تسر الناظر لها .
سألت احد روادها وهل يوجد غيرها في بغداد
اجاب نعم هناك مكتبة الاعظمية المركزية اخذني الشقف الان ازور مكتبة الاعظمية وفعلا زرتها في ما بعد .
حينما اتممت بحثي سألني احد اصدقائي من اين جاءت بالمصادر بحثك قلت لهُ من اخوات شارع المتنبي !
اخوات شارع المتنبي لهن الفضل الاول بالحفاظ على ارثنا الادبي ليس فقط الادب لا بل الصحف والابحاث وكل ما هو قديم لكن اليوم بخطوة غير مدروسة قرر مجلس محافظة بغداد بتحويلها الى محلات تجارية او مراكز تسويق دون مراعات حرمتها وتاريخها في ظل غياب القوانين والضوابط التي تنظم عمل هذه المكتبات وتحافظ على بقائها كارث حضاري حيث تهافتت عروض المستثمرين وبمبالغ خيالية لأنها تحتل اماكن استراتيجية في وسط بغداد (العاصمة( ليكشف لنا هذا القرار عن حقيقه بننا شعب استهلاكي وليس شعب ذو توجه حضاري يعتز بإرثه الادبي الطويل ابتداء من الحضارة السومرية الى يومنا ويترتب على هذا القرار عدة مشاكل ومنها
*طمس هوية العاصمة بغداد الحضارية واخفاء معالمها
*تحويل سلوك المجتمع العراقي والبغدادي على وجه الخصوص من مجتمع ثقافي ادبي الى مجتمع استهلاكي
*هذا القرار يفتح الباب للتمادي على معالم ارض الحضارات بلاد الرافدين
واذا استمر هذا القرار دون ردع او ايقاف قد نرى الملوية و اسد بابل واور وغيرها الى مولات او محلات تجاريه او حتى ساحة وقوف للسيارات .
كل ما نحتاجه للحفاظ على ارثنا هو فقط قانون ينظم عمل هذه المكتبات وحمايتها ورصد ميزانية خاصة لها بهدف ديمومتها وكذلك زيادة الوعي الثقافي للمجتمعات لتكون على تواصل دائم معها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال