الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا ودمشق التي لا تتغير..!!

عادل مرزوق الجمري

2006 / 4 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مررت بدمشق سبع مرات، حدثني والدي عن زيارتي الأولى، فقد كنت خارج منظومة الفهم. أما الأخيرة، فكنت صحافياً باحثاً عن المعلومة وإصطياد الأخبار، وبين الأولى والأخيرة زرتها خمس مرات بأحوال عديدة، شخصياً، تغيرت سبع مرات خلال فترة بسيطة، والأهم من أن أكون قد تغيرت أو لم أتغير، هو أن "دمشق" لم تتغير!!
نزاقة "موظفي الحدود"، "ظاهرة الشحاذة"، "وهم العظمة"، "العداء لإسرائيل"، "الشوارع التي لا تتغير"، "البنايات" التي جمالها هو فقط في خرابها، "الكهرباء التي لا تستقر"، وأحاديث الشارع عن "سوريا الكبرى"، والتي تبدأ من العراق حتى الساحل الفلسطيني، والأهم هي تلك "الأساطير" التي تتنبأ بأن "سوريا" ستقلب معادلات التاريخ وستقوم من أرضها إمبراطورية الدهر التي لا تكسر؟!!.
"الداخل السوري" متماسك، وهو لم يكن متماسكاً من قبل كما هو الآن، إستطاعت الدبلوماسية الأمريكية وفي غضون فترة وجيزة أن تنجز توافقا دوليا ضد سوريا، الغريب أن "بغداد" أيام الطاغية "صدام حسين" كانت تمتلك حلفاء سياسيين أكثر مما تملك دمشق اليوم، وهذه أكبر النجاحات التي حققتها الدبلوماسية الأمريكية بعد نجاحها في قيادة الحرب على أفغانستان تحت إجماع دولي.
ما أود التركيز عليه هو رواج الأسطورة في المجتمع السوري، ولابد أن نلاحظ أن الإعلام السوري إستطاع أن يؤسس توافقاً "سورياً" وطنياً، وتمكنت تلك الترسانة من الأساطير والتلفيقات التاريخية ان تقنع السوريين بأن نهاية الولايات المتحدة هي الدخول لحدود دمشق أو حتى إستهدافها، هذا التوافق السوري الداخلي تصنعه "الثقافة" لا السياسة، فلغة الأرقام والتوزانات العسكرية والإقليمية تعطي نتائج لا تتلاءم مع مساحات الأسطورة السورية ومخيالاتها المفتوحة.
من جهة أخرى، قد يؤثر هذا التوافق الوطني في الحسابات السياسية للأمريكيين، إلا أنه لا يستطيع ان ينهي "الحلم الأمريكي" بإنهاء هذا البعبع السياسي الذي يضايقها في منطقة الشرق الأوسط، أضف إلى ذلك أن خيارات الشعوب لم تعد ملزمة للشرعية الدولية في زمن حديث/بدائي يحكم فيه الأقوى لا المتوافق عليه.
في الحقيقة، الذي تغير في سوريا، هو أنها إستطاعت أن تنجز في داخلها توافقاً وطنياً ثقافياً، لكنها لا زالت محتاجة لتوافق أخر، أسمه الديمقراطية والتعددية وإنهاء أسطورة الحزب الواحد والتنازل عن ما يسمى بـ (أمة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة).. وإلا فإن القادم لدمشق هو مر، وأكثر مما قد تصور كل أساطيرها التي يتداولها الشارع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات