الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو الرابح الأكبر من من وراء اختفاء خاشقجي؟

ناجح العبيدي
اقتصادي وإعلامي مقيم في برلين

(Nagih Al-obaid)

2018 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


من هو الرابح الأكبر من من وراء اختفاء خاشقجي؟

لم تتكشف بعد رسميا ملابسات اختفاء جمال خاشقجي في اسطنبول، ولكن جبهة الخاسرين والرابحين تتضح من الآن.
من المؤكد أن الخاسر الأكبر هو خاشقجي نفسه الذي تعزز فرضية مقتله مع كل يوم يمضي منذ اختفائه قبل نحو أسبوعين. في المرتبة الثانية في جبهة الخاسرين تأتي السعودية وعلى رأسها ولي العهد محمد بن سلمان الذي أصبح في موقف محرج للغاية بعد أن وجهت إليه جهات عديدة أصابع الاتهام في الوقوف خلف اختفاء الصحفي السعودي المعروف بانتقاداته لسياسة الأمير الشاب. في نفس الوقت تكثفت الشكوك حول مشروعه الإصلاحي وخططه لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي، لاسيما بعد أن منيت البورصة السعودية اليوم بخسائر كبيرة.
السبب المباشر لذلك هي تهديدات الرئيس الأمريكي ترامب بـ"عقاب قاسٍ" للسعودية في حال تأكد مسؤوليتها عن اختفاء خاشقجي. غير أن ترامب نفسه يحاول بشكل سافر توظيف القضية الشائكة لصالحه. فقد دخل بقوة من خلال مواصلة الإدلاء بتصريحات معادية لحليفته الهامة، العائلة المالكة في الرياض. صحيح أن خاشقجي مقيم في الولايات المتحدة، إلا ان ذلك لا يفسر حماس الرئيس الأمريكي في متابعة القضية. فقد تفوق ترامب في ذلك حتى على الرئيس التركي أردوغان المعروف بميله للتصريحات الرنانة حتى في قضايا تافهة. كان من المفلت للنظر تحفظ أردوغان الذي لم يتهم حتى الآن السعودية صراحة باختطاف خاشقجي أو قتله، واكتفى بمطالبتها بالتعاون في التحقيق. بدورها اكتفت الحكومة التركية بتسريب الاتهامات إلى الإعلام دون أن يظهر مسؤول كبير ليضع النقاط على الحروف.
في المقابل تولى ترامب دور الادعاء العام في توجيه الاتهامات وتكرار التصريحات المذلة بحق القيادة السعودية وملكها، ومطالبتها بالمزيد من الأموال مقابل الحماية.
يبدو أن ترامب يسعى لضرب أكثر من عصفورين بحجر واستغلال القضية لصالحه داخليا وخارجيا. من جهة اضطر اردوغان على خلفية قضية خاشقجي للإفراج عن القس الأمريكي برانسون الذي قابل ترامب في البيت الابيض وركع أمامه داعيا الرب لتسديد خطاه، وهي صورة ستؤثر بالتأكيد في الرأي العام الأمريكي وسيعتبرها الرئيس الأمريكي دليلا على جدوى "سياسة الحزم" إزاء الدول الأخرى. كما رد ترامب "الجميل" إلى أردوغان من خلال شكره في تغريدة على تويتر على دوره في الإفراج عن القس. وهو مديح ينطوي على الذم لأن ترامب فنّد بطريقة غير مباشرة ادعاءات أرودغان عن استقلال القضاء التركي.
من جهة أخرى يحاول ترامب تأجيج الأزمة بين دولتين إسلاميتين كبيرتين لإشعار الرياض وأنقرة معا بضعف موقفهما أمام قوة واشنطن. فالسعودية ترى بأن الخناق يضيق عليها يوما بعد يوم، بينما تشعر تركيا بالقلق لأن تأكيد فرضية مقتل خاشقجي سيضعها هي أيضا في موقف صعب لأن الجريمة وقعت على أراضيها الأمر الذي سيرغمها على اتخاذ موقف عدائي ضد الرياض في وقت يمر فيه الاقتصاد التركي بأزمة خانقة.
في حال التأكد من اختطاف خاشقجي وقتله في القنصلية السعودية لا يستبعد التوصل إلى حل وسط عبر التضحية بكبش فداء في القيادة السعودية على مستوى سفير أو أمير وتقديم مغريات اقتصادية لأنقرة وواشنطن.
وكل ذلك سيصب في مصلحة ترامب الذي يسعى بقوة من أجل أن يكون الرابح الأكبر من هذه الأزمة في العالم الإسلامي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ