الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس تمارس في غزة نزعة الانفصال عن فلسطين

صالح الشقباوي

2018 / 10 / 14
القضية الفلسطينية



فهم الخصوصية الوطنية للقضية الفلسطينية يعطينا شكلا من أشكال التحليل الابستمولوجي المستند على المنطق والواقع بعينه ، خاصة اذا عدنا الى فهم حدود وماهية مشروعنا الوطني الفلسطيني ، الذي طرحته حركة فتح في بداية انطلاقتها ، ذلك المشروع المتناقض جوهريا مع المشروع الصهيوني والذي يطرح بضرورة توحد الانسان مع المكان ، والذي يفرق أيضا بين حدود الدولة وحدود الحلم -الوطن- فيه تستطيع الذات الفلسطينية ممارسة حقها في الوجود ، وتطور نفسها وهويتها ثقافيا ومعرفيا وسياسيا.
فلا وطن دون فكر يحدد أهداف وطموحات الشعب والكيفيات التي يمكن أن تحقق أهدافه ، من خلال احتضانه لشروط التحقق وهي التوافق الوطني ، فلا مشروع وطني دون ثوابت ومرجعيات لأن المشروع الوطني هو الفكرة قبل التحقق والتحول من الفكر إلى الموضوع ، فنحن نعيش مسيرة البحث عن قيام دولتنا التي يتم فيها تجاوز الفكر والثوابت الوطنية من خلال ترسيخ مفهوم الثقافة ورموز الهوية والدستور ، كما حصل في دولة هيغل البروسية .
وهنا يبرز دور الرئيس أبومازن في مواجهة النزاعات والارتباطات ماقبل الوطنية وفي مواجهة التحديات الخارجية ، ومواجهة النزعات الانفصالية التي تهدد قيام الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة ووحدة الشعب ، فنحن في فلسطين لم نقم الدولة ووحدة شعبنا مهددة لذا يصبح الوطن عندنا كهوية وثقافة مهددا وجوديا (بسبب أصحاب النزعات الفلسفية والأيديولوجية الانفصالية وبسبب الاحتلال الصهيوني ، لذا أرى ضرورة ابراز مشروعنا الوطني وجودياً وبذلك تتلاشى وتنعدم وتموت أيديولوجيات ماقبل الوطنية التي يجب عليها توطين فكرها وأهدافها واستراتجيتها لخدمة ثوابتنا الوطنية ، وأن تزيح أيديولوجياتها وتقدم متطلبات العمل الوطني بتحقيق الوطن كهوية ودولة ، فالرئيس أبومازن يميز عند حديثه عن المشروع الوطني بين ماهو وطني وماهو سياسي ، المحكوم بمعطيات اللحظه التاريخية الآنية خاصة وأن مرتكزات مشروعنا الوطني الفلسطيني – الوطن – الشعب ( الهوية والذي يعمل الرئيس على ابراز الهوية الوطنية في أبعادها التاريخية والسياسية والثقافية كنقيض مركزي للاحتلال الصهيوني ، لأنه يعلم أن هذه المرتكزات الثلاث تمثل المنظومة الوطنية الجامعة لكل أبناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن السياقات التاريخية والسياسية التي تطورت فيها كل مجموعة ، شتات )ضفة – غزة – قدس – 48 ( فهي بمجموعها تمثل ثوابت المجموع الوطني الغير قابل للنقاش .
من هنا نقول ونؤكد كباحثين فلسفيين أنه لايجوز أن يكون أكثر من مشروع وطني لشعب واحد ، خاصة وأن النزعات الانفصالية المعاصرة التي تقودها حماس في غزة تهدد المشروع وتلغي وحدة الوطن والشعب ، فهم يؤمنون بالتقسيمات الإثنية للشعب الفلسطيني حيث تصنف حماس المجتمع الفلسطيني إلى مؤمن وكافر وتنظر إلى الصراع من منظور ديني وتدعو لإقامة دولة دينية يتقدم فيها الأيديولوجي العقائدي على الوطني السياسي متناسية خصوصية الوطنية الفلسطينية وأن أداة الحل يجب أن تكون وطنية تلتقي على برنامج واحد وهدف واحد هو التحرير والعودة لكي لا تلغي الانجازات التاريخية العظيمة التي حققتها م.ت.ف عبر سبعين سنة من النضال ، وهنا لابد من ذكر بعض الانجازات الكبيرة التي حققتها منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة فتح على الساحة الفلسطينية ، بعد أن حولت الفلسطيني من لاجئ )انسان( إلى ثائر )وطني( ، أحيت القضية بعد موتها ، أبرزت الهوية السياسية للشعب الفلسطيني بمحتواه ونكهته الفلسطينية .
أختم لأقول أن مشروعنا الوطني لا يقتصر على الصراع المسلح بل والصراع الثقافي والسياسي والاجتماعي والفلسفي ، فنحن أصحاب فكر حداثي ومابعد حداثي لذا أطالب حماس ألا تزيد في ظلمها للمظلوم الفلسطيني وألا تزيد في إمعانها بنزعة الانقسام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما