الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ السلطة في العالم العربي غياب الفكر الاستراتيجي وهزائم متواصلة

جاسم الصغير

2006 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تعد السياسة إحدى المحاور الأساسية في عالم اليوم وبصور عدة ، فالسياسة ورجال السياسة هم تلك الشريحة التي تتبنى النظر في أمور المجتمع وكيفية خلق افكار وآليات لتسير هذه الأمور بشكل هادئ وبدون أزمات لهذا نرى العالم المتحضر في الغرب الذي قطع أشواطاً طويلة في هذا المجال لرجاله وساسته يتفننون في كيفية خدمة المجتمع والمواطن وإيجاد متطلبات الرفاهية والحياة العصرية في ظل نظرة استراتيجية وهذا أمر طبيعي جداً في تلك المجتمعات المفتوحة المتقدمة والتي ولدت قيما حضارية عصرية على حد تعبير المفكر الفرنسي برغسون فكيف لا ورجال السياسة الذين يعتلون سلم السلطة قد حازوا عليها بوسائل شرعية ومن خلال ثقة المجتمع ومنحوهم أصواتهم لهذا نرى المجتمعات هناك معدلات انتاجياتها عالية جداً ومسيرتها السياسية والاجتماعية هادئة جداً ولا يعانون من تقلبات أو أزمات حادة كالتي يشهدها الشرق وأمام هذه الصورة الإيجابية نرى عالمنا العربي حيث يعاني من اضطرابات سياسية أحياناً حادة وفي الحقيقة أن جزء كبير من أزماتنا السياسية والاجتماعية التي نشهدها يعود إلى ان رجال السلطة لدينا الذين لايناظرون أقرانهم في باقي بلاد العالم الحر المتقدم حيث التنافس في الانتخابات وحيث البرامج السياسية التي هي الفيصل للتفاضل لدى رجال السياسة نرى في عالمنا العربي فئة الزعماء هم فئة من المعاصرين العسكريين أو رجال معارضة حزبية قضوا حياتهم في الكهوف السرية وهم أشبه برجال المافيات الذين يقيسون شؤون الحياة السياسية بصفقات مشبوهة بين طرفي الصفقة وهكذا نرى أن الحياة السياسية التي شهدها العالم العربي حياة مضطربة وذلك للمعالجات الخاطئة والمرتجلة من قبل هذه السلطات التي تفتقد الى الكفاءة السياسية واكونها انها لم تتخرج من مدارس فكرية او حزبية عريقة وصاحبة قضية فمن المعروف أن منطقة الشرق الأوسط ومنها العالم العربي تعاني عقدة الصراع العربي – الصهيوني ولقد أخذ هذا الصراع ما أخذ من استنزاف في المنطقة ، أن مسألة وجود صراع هو أمر يكاد يكون طبيعي فكثير من الدول بينهما نزاعات وصراعات، ولكننا نرى الجهات المسؤولة في الدولتين المتنازعتين تتجه إلى الدخول في مباحثات ومشاورات بين الجهات المسؤولة حتى يمكن أن يصلوا إلى حلول مقبولة حتنى يمكن أن يجنبوا المجتمع كوارث الحرب بينما نرى الزعامات التي تتسلم أو في الحقيقة أغتصبت السلطة تمارس تصعيداً في كل المستويات الإعلامية انه افتقاد الحصافة السياسية والسياسيةففي مرحلة النزاع العربي –الصهيونيي الستينات من القرن المنصرم وعند حدوث نزاع سياسي او عسكري نرى الرئيس جمال عبد الناصر وأثناء أجواء الصراع بين مصر والكيان الصهيوني يصرح في تصريحات عديدة أنه سيرمي اليهود في البحر فتصوروا أن رئيس الدولة يصرح بهذه الطريقة المجنونة متناسياً ومتجاهلاً ألرأي العام العالمي ، ولطالما صرح بهذه الطريقة ولقد استفادت إسرائيل بذكاء من هذه التصريحات فنراها تصور للرأي العام العالمي والاوروبي خاصةوالذي يهتم باحترام حقوق الإنسان كيف إن زعيم دولة مجاورة يهدد سكان دولة بالكامل بـبادتها وهكذا أكتسبت اسرائيل تعاطف دول أوربا مثلما كسبت عطفه من المحرقة النازية المزعومة بحق اليهود. وهكذا نرى غياب الأفق الاستراتيجي للشخص الذي يقود زمام السلطة في البلاد العربية ولا غرابة ان نرىالهزيمة الكبيرة للسلطة المصرية في عام 1967 وتتوالى المهازل العربية ولرجال سلطاتها فنرى القذافي لا يعرف طريقة أخرى للتعاون العربي سوى الوحدة العربية وطبعاً هي وحدات سلطوية لا وحدات جماهير ورأينا كم من هذه الوحدة عقدها مع دول مجاورة وسرعان ما فشلت وتقهقرت ويتكرر الخطأ في غياب التفكير الاستراتيجي وهكذا يسير العالم العربي وسلطاته من هزيمة إلى أخرى ، ولا يفوتنا أن نذكر صدام المقبور ومهازله السياسية والعسكرية وتصريحاته المتكررة بأنه حامي البوابة الشرقية ويخوض حرباً عام 1980 اعترض بها على اتفاقية معاهدة 1975 وإذا به بيعودالى نف-س الاتفاقية عام 1988 والتي اعترض عليها عام 1975 ولا نعرف مامصير ضحايا الحروب ونتائجها الاجتماعية الكارثية او يصرح بانه سوف يقضي على نصف اسرائيل وبضربة واحدة واذا به يهزم هزيمة نكراء ويكرر نفس الخطأ الاستراتيجي أن رجال السلطة في عالمان العربي يوجد بينهم قاسم مشترك أنهم اغتصبوا السلطة هم سبب مآسينا وفي تعليق للدكتور علي الوردي على مثل هذه المهازل أن رجالاً في مجتمع متخلف اجتماعيا وسياسيا يشار لهم بالبنان نتيجة للشعوذة والدجل الذي يمارسونه ويؤثرون فيه على عقلية المجتمع بشكل سلبي لو وجدوا في مجتمعات مفتوحة متقدمة وحضارية لا يكون مصيرهم إلا في مصحات المجانين وبالطبع من هؤلاء تلك الفئة من رجال السلطة التي ابتليت بها شعوبنا لأنهم قطعاً يعانون من أمراض وعقد نفسية واجتماعية عكسوا نتائجها السلبية على هذه الشعوب المغلوبة على امرها والآن من حقنا ان نسأل ألم يحن الأوان لولادة رجال سياسة أكفاء لشعوبنا يسيرون اموره ببرامجهم السياسية العصرية وليس بالحروب والهزائم الخاسرة مسبقا ، أعتقد نعم لقد آن الاوان لأننا عانينا ما يكفي في الماضي وبالنسبة لعراقنا العزيز بدأ ت الولادة الصحيحة حيث بدأنا جميعا نخبا سياسية وافراد المجتمع في بناء المؤسسات الطنية العراقية من جمعية وطنية ومجلس وزراء ومجلس رئاسة وكل هذه الخطوات جاءت بروح ديمقراطية لهذا سوف يكون البناء راسخا بسبب الولادة الصحيحة والتأييد الشعبي الامحصلة للخطوات الايجابية التي سبقته ولانها ارادة شعبنا التي اختارت طريق الديمقراطي والمؤسساتي وشعبناوبجميع مكوناته يستحق هذا الاستحقاق الحضاري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة