الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركتكم مع الصهاينة وليست مع فيصل الفايز

عيسى محارب العجارمة

2018 / 10 / 15
الصحافة والاعلام


بسم الله الرحمن الرحيم
معركتكم مع الصهاينة وليست مع فيصل الفايز
خاص - عيسى محارب العجارمة – (سولفني) من اثق به، بان واحد من العسكر اللي سبق لهم الخدمة مع دولة فيصل الفايز، وقع بمشكلة عويصة استدعت أن يذهب إلى مكان مقره، وهو رئيسا للوزراء في السادسة صباحا، ويطلب من الحرس مقابلته بشدة وبصوت عالي (سوالهم حس).

فمان كان من دولته ألا أن وافق على دخوله لما عرفه، وكان أهل بيت دولة الرئيس حينها في خارج البلاد أي كان وحيدا بغرفة نومه، وإذا به جالسا بسريرة يحتسي قهوة الصباح، وبجانبه على طاولة صغيرة – منضدة – عليها سلاح أتوماتيكي بندقية م 16 والمخزن راكب عليها بالذخيرة الحية، يعني دولته بعده البدوي القديم وسلاحه ما يفارقه حتى بالنوم.

فمازح العسكري بكلمات ثقيلة لا تقال ألا بين الأصدقاء، قال له يا دب شوه الفوضى اللي صبحت عاملها بمقر الرئاسة، كونه يعرفه بلياقة بدنيه عالية ومن خيرة الجنود وأرجلهم، فشرح له الجندي ورطته ومشكلته وحلها دولته له بحينها، بمنتهى شهامة شيخ شيوخ قبيلة بني صخر، وتعامل مع الجندي كفكاك نشب قبل أن يكون رجل دوله رفيع المستوى ورئيسا للحكومة.

على ما يبدو أن دولة الرئيس الفايز بمقابلته لروسيا اليوم، كان على موعد مع الحظ السيء الذي ورطه مع المذيع البرنامج عراقي الجنسية، مع الاحترام الشديد لكل الشعب العراقي الشقيق، ولكن لكل شعب خصوصيته الوطنية التي لا يفهما غيره من الشعوب، يسلقه بالأسئلة الغبية مثله وكأنه كونترول باص وليس مذيع هام.

ولا ادري كيف تقوم قنوات كبرى كروسيا اليوم المعروفة بمهنيتها، بتجيير مقابلة تخص الشأن الوطني الأردني لعابر الأوطان ذاك، ليدير الحلقة ببلاهة مذيعين ما بعد سقوط بغداد 2003، وكان من الأجدى أن يدير الحلقة يا روسيا اليوم ، الإعلامي الأردني جهاد المومني على سبيل المثال لا الحصر، لا ذاك الإعلامي الجعضير الذي دمر المقابلة وأخرجها عن سياقها، فوقعت الواقعة على السوشيال ميديا من بعض المغرضين ، بتحوير فحوى بعض كلمات السيد الفايز، وكأن فيها تجني على العشائر الأردنية كرام اللحى، وأنا أبرىء ساحته من ذلك كيف لا وهو شيخ اكبر القبائل الأردنية واشدها شكيمة وفكاك النشب، يا بعض ضعاف النفوس ومنتهزي الفرص للتصيد بالماء العكر بين الأردنيين .

البارحة تحدث معالي الدكتور عبد الرزاق طبيشات لفضائية الأردن اليوم، وأثنى على الدور الوطني الكبير لفيصل الفايز، وانه على بلاطه أثناء حكومة الملقي كان يمارس شرق أردنية حقيقية، ويطلب من الأعيان ولأول مره بالزيارات الميدانية، وحل مشاكل المواطنين والاشتباك مع صلاحيات حكومة الملقي وعجرفته المعروفة.

يقول هيكل في مقدمة كتابه العروش والجيوش: - كانت العروش الأربعة الكبيرة في المنطقة، العرش المصري في القاهرة، والعرش السعودي في الرياض، والعرش الهاشمي في بغداد، والعرش الهاشمي في عمان، تشعر جميعا ان خلافة المسلمين هي الجائزة المحجوبة، في انتظار ملك جسور يمسك بها ويؤكد شرعية استحقاقه لها، بعد ان تخلى عنها كمال أتاتورك عندما ألغى الخلافة العثمانية، وأسقط آخر سلاطينها في أعقاب الحرب العالمية الأولى.

أما أنا فعادة ما أقوم بحفر خندق أمني لعقلي، الذي أشبهه بالصحراء الواسعة، وكثيرا ما أقوم بعملية تفتيش لهذه الصحراء بداخل دماغي، من خلال عمليات رصد استخباري لسيل الأخبار اليومي، وبعد الجولة الاستطلاعية اليومية الصباحية، وجدت خرقا لخندق عقلي الأمني عبر فضائية روسيا اليوم، بتصريحات دولة الشيخ فيصل عاكف الفايز، حول السقوف العالية للتفكير الاستراتيجي المتقدم لصاحب الجلالة الملك المعظم، فهو ناصر وصدام والحسين وأردوغان معا، وهو ما أشاركه الأيمان به حقا وعدلا.

فقد سمحت لي تلك المقابلة والسجال الوطني المتقدم حولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن أتحسس خندق عقلي الأمني، وبحسب الرصد الاستخباري وجدته يحتوي على بعض الأخطاء، كتوزيع مسافة أبراج المراقبة على الخندق، وزيادة أعداد الجنود في كل برج ووضع كاميرات مراقبة، لمساعدة القوات الأمنية من رصد التحركات المشبوهة.

وبعد الجولة الاستطلاعية الصباحية، تم اطلاع القيادات الأمنية في قاطع عمليات عقلي الأوسط، على نقاط الضعف في الخندق، فطالبوا الجهد الهندسي التابع للواء 13 _ (مش حكيتلكم عقلي صحراء) – بالمشاركة في إعادة ترتيب مواقع الأبراج، وأيضا أشراك مقاتلي اللواء في الانتشار على عدد من الأبراج، خلال التصريحات النارية لدولة الفايز.
لا شك ان هناك صفحات مجيدة من نسب الهاشميين حكام هذا البلد تفوق نسب أي عربي او مسلم ولهم حقوق شرعية على المواطن الأردني والعربي اقلها ان نسلط الضوء اليوم على احد أجدادهم الألى لنهتدي بهديهم الا وهو ذاك الثائر الذي يرقد تحت رماد حرب اليمن القائمة اليوم وقد استشهد بمثل هذه الأيام.

الشهيد الثائر زيد (عليه السلام) … كوكب هاشمي في سماء الشهادة
يحفل سجل الأحرار والثائرين على مر التاريخ الإسلامي، بسلسلة طويلة من الأسماء والكواكب المنيرة لطريق الحق والعقيدة والحرية، ويتصدر أهل البيت الأطهار من آل محمد (صلى الله عليه وآله)، قائمة المصلحين والثائرين الخالدين الذين ترجموا بدمائهم الزكية كل معاني الأصالة والثبات والفداء في سبيل شريعة السماء وقيم العدل.
وزيد الثائر هذا البطل والقائد الهاشمي هو أحد النجوم الزاهرة التي أنارت ثورته الظافرة الطريق أمام كل الأحرار والثوار على امتداد التاريخ الإنساني والإسلامي.
شذرات من شخصية الشهيد

هو زيد بن علي السجاد بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، أمه اسمها حورية أو حوراء وتكنى بـ (أم ولد)، وقد أنجبت أيضاً عمر وعلياً وخديجة، ولد في المدينة المنورة، وتعددت الروايات بشأن تحديد تاريخ ولادته، فقيل ولد سنة 57 هـ، كما عن اخطب خوارزم او 78 كما عن رواية أبي داود، وقيل أيضاً ولد سنة 66 او 67 هـ.، زوجته زينب بنت هاشم محمد بن عبد الله بن محمد بن الحنفية، فولدت له يحيى قتيل الجوزجان ثم تزوج باثنين عندما كان في الكوفة، وهما ابنة عبد الله بن أبي الغبس الأسدي، وابنة يعقوب بن عبدالله السلمي، ثم تزوج بأم ولد فأنجبت له ثلاثة أولاد (عيسى والحسين ومحمد) وبهذا يكون للإمام زيد أربعة أبناء وبنت واحدة.

أقوال النبي (صلى الله عليه وآلة) والأئمة (عليهم السلام) فيه:
1. عن حذيفة بن اليمان قال: نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى زيد بن حارثة فقال: (المقتل في الله والمصلوب في أمتي، والمظلوم من أهل بيتي (سميّ) هذا، وأشار بيده إلى زيد بن حارثة، فقال: أدن مني يا زيد، زادك اسمك عندي حباً، فأنت سمي الحبيب من أهل بيتي).
2. عن الإمام الحسين (عليه السلام) قال: وضع رسول الله يده على كتفي، وقال: (يا حسين! يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطى هو وأصحابه يوم القيامة غراً محجلين).
3. روى بن قولويه قال: (روى بعض أصحابنا، قال كنت عند الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)، فكان إذا صلى الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس فجاؤوه يوم ولد زيد، فبشروه به بعد صلاة الفجر، قال فالتفت إلى أصحابه وقال: أي شيء ترون أن اسمي هذا المولود؟ فقال كل رجل منهم: سمه كذا، سمه كذا، قال فقال: يا غلام علي بالمصحف، فجاؤوا به، فوضعه على حجره ثم فتحه فنظر فإذا فيه (فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً) قال: ثم طبقه، ثم فتحه فنظر فإذا اول الورقة (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم… هو الفوز العظيم) (سورة التوبة/ الآية 111)
ثم قال: هو والله زيد، هو والله زيد. فسمي زيداً.
4. أما الإمام الباقر (عليه السلام) فقد نوه عن فضل أخيه زيد (عليه السلام عدة مرات بأحاديث شتى، كلها تدل على علو مقام زيد (عليه السلام) ورفعة شأنه منها عن أبي الجارود قال: إني جالس عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) إذ أقبل زيد فلما نظر إليه وهو مقبل، قال: (هذا سيد أهل بيته والطالب بأوتارهم، لقد أنجبت امّ ولدتك يا زيد).
5. وللإمام الصادق (عليه السلام) مع زيد (عليه السلام) وجلالة قدره أحاديث كثيرة، فقد عاصره وعاصر ثورته واستشهاده، وقد أثرت شهادة زيد (عليه السلام) في الإمام الصادق (عليه السلام) أيما تأثير وقد روى الصدوق بالإسناد عن الصادق (عليه السلام) انه قال: (لا تقولوا خرج زيد فإن زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى نفسه إنما دعا إلى الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله) ولو ظفر لوفى لما دعاكم إليه إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه).
6. أما الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فقد دافع عن مواقف زيد بن علي (عليه السلام) بحضرة المأمون قائلاً: (إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق، وأنه كان أتقى لله من ذلك إنه قال أدعوكم إلى الرضا من آل محمد وإنما جاء ما جاء فيمن يدعي أن الله نص عليه ثم يدعو إلى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم وكان زيد بن علي والله فمن خوطب بهذه الآية (وجاهدوا في الله حق جهاده).
وعاش زيد (عليه السلام) في كنف والده زين العابدين خمسة عشر عاماً أو يزيد وبعد استشهاد والده عام 95 هـ كفله أخوه الإمام الباقر (عليه السلام) فهو ربيب الباقر (عليه السلام)، عاش في رحاب عطفه وحنانه بعد استشهاد أبيه واغترف العلم والتقوى من نبعه الفياض.
وقد سار زيد (عليه السلام) على نهج والده محباً للعبادة.
وقد بلغ زيد (عليه السلام) درجة علمية راقية متى كان (يطوف على بعض رؤساء المذاهب والتيارات الأخرى كواصل بن عطاء، لمناقشتهم في مسائل العلم، بعد ان استوعبها من مصدرها الأصيل، ويبين لهم موقع أئمة أهل البيت عليهم السلام ودورهم في حفظ الإسلام والأمة).

عبادته
عن تفسير فرات بن ابراهيم أنه روى عن سعيد بن جبير أنه قال قلت لمحمد بن خالد كيف قلوب أهل العراق مع زيد بن علي فقال لا أحدثك عن أهل العراق لكن أحدثك عن رجل يسمى النازلي بالمدينة قال صحبت زيدا ما بين مكة والمدينة وكان يصلي الفريضة ثم يصل ما بين الصلاة الى الصلاة ويصلي الليل كله ويكثر التسبيح ويكرر هذه الآية : وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد فصلى ليلة معي وقرأ هذه الآية الى قريب نصف الليل فانتبهت من نومي فإذا أنا به ماد يديه نحو السماء وهو يقول : الهي عذاب الدنيا أيسر من عذاب الآخرة ثم انتحب فقمت اليه وقلت يا ابن رسول الله لقد جزءت في ليلتك هذه جزعا ما كنت أعرفه فقال ويحك يا نازلي أني نمت هذه الليلة وأنا ساجد فرأيت جماعة عليهم لباس لم أر أحسن منه فجلسوا حولي وأنا ساجد فقال رئيسهم هل هو هذا فقالوا نعم فقالوا أبشر يا زيد فإنك مقتول في الله ومصلوب ومحروق بالنار ولا تمسك النار بعدها أبدا فانتبهت وأنا فزع.
ومر قول يحيى بن زيد رحم الله أبي كان والله أحد المتعبدين قائم ليله صائم نهاره . وروى الخزاز في كفاية النصوص بسنده عن المتوكل بن هرون عن يحيى بن زيد أنه قال له في حديث يا أبا عبد الله إني أخبرك عن أبي عليه السلام وزهده وعبادته أنه كان يصلي في نهاره ما شاء الله فاذا جن الليل عليه نام نومة خفيفة ثم يقوم فيصلي في جوف الليل ما شاء الله ثم يقوم قائما على قدميه يدعو الله تبارك وتعالى ويتضرع له ويبكي بدموع جارية حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر سجد سجدة ثم يصلي الفجر ثم يجلس للتعقيب حتى يرتفع النهار ثم يذهب لقضاء حوائجه فاذا كان قريب الزوال أتى وجلس في مصلاه واشتغل بالتسبيح والتمجيد للرب المجيد فإذا صار الزوال صلى الظهر وجلس ثم يصلي العصر ثم يشتغل بالتعقيب ساعة ثم يسجد سجدة فاذا غربت الشمس صلى المغرب والعشاء فقلت هل كان يصوم دائما قال لا ولكنه يصوم في كل سنة ثلاثة أشهر وفي كل شهر ثلاثة أيام ثم أخرج إلي صحيفة كاملة فيها أدعية علي بن الحسين عليه السلام ومر قول عاصم رأيته يذكر الله عنده فيغشى عليه حتى يقول القائل ما يرجع الى الدنيا وأنه أثر السجود بوجهه.

حبه لاصلاح الامة
في المقاتل بسنده عن البابكي واسمه عبدالله بن مسلم بن بابك خرجنا مع زيد بن علي الى مكة فلما كان نصف الليل واستوت الثريا قال يا بابكي أما ترى هذه الثريا أترى أحدا ينالها قلت لا قال والله لوددت أن يدي ملصقة بها أقع الى الأرض أو حيث اقع فاتقطع قطعة قطعة وإن الله أصلح بين أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم هذا حرص زيد على الاصلاح بين أمة جده التي خذلته وأسلمته الى بني أمية أعداء الله وأعداء جده رسول الله (ص) الذين لم يكتفوا يقتله حتى صلبوه أربع سنين على أشنع صورة ثم أحرقوه عداوة لدين الاسلام الذي دخلوا فيه كارهين مرغمين ولم يوجد في هذه الأمة من يغير بيد ولا لسان نعم وجد فيها حتى اليوم من يدافع عنهم ويلتمس لهم الأعذار.

براءته من دعوى الامامة
مر عن المفيد أنه اعتقد كثير من الشيعة فيه الامامة لخروجه يدعو الى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فظنوه يريد بذلك نفسه ولم يكن يريدها به لمعرفته باستحقاق أخيه الباقر عليه السلام للامامة من قبله ووصية أخيه الباقر عند وفاته الى ولده الصادق عليه السلام (وعن رياض الجنة) ما تعريبه أن زيد بن علي كان دائما في فكر الانتقام والأخذ بثأر جده الحسين عليه السلام ومن هذه الجهة توهم بعضهم أنه ادعى الإمامة وهذا الظن خطأ لأنه كان عارفا برتبة أخيه وكان حاضرا في وقت وصية أبيه ووضع أخيه في مكانه وكان متيقنا أن الامامة لأخيه وبعده للصادق عليه السلام وعن السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد النيلي النجفي رضوان الله عليه في كتابه الأنوار المضيئة أنه قال زعم طوائف ممن لا رشد لهم أن زيد ابن علي بن الحسين عليهم السلام خرج يدعو لنفسه وقد افتروا عليه الكذب وبهتوه بما لم يدعه لأنه كان عين إخوته بعد أبي جعفر عليه السلام وأفضلهم ورعا وفقها وسخاء وشجاعة وعلما وزهدا وكان يدعى حليف القرآن وحيث أنه خرج بالسيف ودعا الى الرضا من آل محمد زعم كثير من الناس لا سيما جهال أهل الكوفة هذا الزعم وتوهموا أنه دعا الى نفسه ولم يكن يريدها له لمعرفته باستحقاق أخيه الامامة من قبله وابن أخيه لوصية أخيه اليه بها من بعده الى أن قال وقد انتشرت الزيدية فكثروا وهم الان بها من بعده الى أن قال وقد انتشرت الزيدية فكثروا وهم الان طوائف كثيرة في كل صقع أكثرهم باليمن ومكة وكيلان.

ثورة زيد
لعل الواقع الذي عاشه زيد (عليه السلام) كان أهم عامل أجج فكرة الثورة والكفاح ضد الحكومة القائمة آنذاك المتمثلة بأميرها هشام بن عبد الملك الذي تولى السلطة سنة (150هـ)، حيث استشرى الظلم واستفحل الاستبداد فالرعية تعيش فقراً مدقعاً، والأسر الأموية والمروانية تعيش حياة الرفاهية والدعة، (وفي تلك الفترة الزمنية تفشى الظلم والفساد والمذابح وسياسة القمع والتجويع حتى استطاع الحاكم الأموي السيطرة على الناس وبالتالي فصل الأمة عن القيادة الشرعية وهم أهل البيت (عليهم السلام) من خلال فرض الرقابة وملاحقة الأنصار، وتعطيل الحدود، واسقاط السنن الإلهية).
في حين ذكر زيد (عليه السلام) بنفسه جانباً من الأسباب التي دعته للثورة فيقول لجابر بن عبد الله الأنصاري: (إني شهدت هشاماً ورسول الله يسب عنده ولم يُنكر ذلك، ولم يغيره، فو الله لو لم يكن إلا أنا وآخر لخرجت عليه).
وفي نص آخر يقول: (إنما خرجت على الذين قاتلوا جدي الحسين) وفي آخر يقول: (إنما خرجت على الذين أغاروا على المدينة يوم الحرة، ثم رموا بيت الله بحجر المنجنيق والنار).

عموماً يمكن القول أن الأسباب التي دعت زيداً للثورة يمكن تلخيصها في نقاط:
1. الواقع الفاسد الذي كانت تعيشه الأمة آنذاك.
2. الثأر لشهداء كربلاء وعلى رأسهم أبي الضيم الحسين (عليه السلام).
3. مواقف هشام اتجاه زيد (عليه السلام) وما أبداه من انتقاص وتجاهل لشخصيته حينما دخل مجلسه.
ولكن التساؤل الذي يبقى في الأذهان هو كيف اعتمد زيد (عليه السلام) على وعود الكوفيين وقد بيّنت له تجربة جده الإمام الحسين (عليه السلام) أنهم ينكلون ويغدرون؟!
وهنا نجمل ذكر الواقعة، فبعد أن قدم زيد (عليه السلام) من الشام إلى الكوفة وبقي فيها فترة ثم أراد الانصراف نحو المدينة، فأقبل إليه الأشراف من أهل الكوفة وقالوا: (أين تخرج رحمك الله ومعك مئة ألف سيف من أهل الكوفة، وخراسان، ويضربون بني أمية بها دونك… وليس قبلنا من أهل الشام إلا عدة)، فلما رأى منهم زيد (عليه السلام) ذلك: (أقام في الكوفة ثائراً وبايعه أصحابه بيعته التي يبايع عليها الناس: إنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين وقسم هذا الفيء بين أهله بالسواء، ورد المظالم، وإقفال المجمر، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا، وجهل حقنا، أتبايعون على ذلك فإذا قالوا نعم وضع يده على يده، ثم يقول: عليك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله لتفين ببيعتي ولتقاتلن عدوي، ولتنصحن لي في السر والعلانية فإذا قالوا نعم مسح يده على يده، ثم قال: الله اشهد). فانهالوا عليه من كل حدب وصوب بالألوف يقرون له بالطاعة ويبينون له أنهم باقون معه يفدونه بالأرواح ويمنونه بالنصرة حتى اجتمع عنده ديوان به أسماء أربعين ألف مقاتل!!

في الوقت ذاته كان والي العراق خالد بن عبد الله القسري واقعاً تحت تهديد الخليفة هشام بسبب ما يتناقل إليه من أخبار ووشايات ضد خالد، فقام بعزله وكلف مكانه رجلاً من ألد أعداء خالد القسري وهو يوسف بن عمر الثقفي الذي كان والياً على اليمن، في هذه الفترة كان يوسف بن عمر مشغولاً بمحاسبة خالد وعماله السابقين فلم تصل إليه أخبار مبايعة أهل الكوفة لزيد (عليه السلام)، حتى انتقلت الأخبار إلى هشام لزيد (عليه السلام)، حتى انتقلت الأخبار إلى هشام بن عبدالملك فأرسل ليوسف يوبخه ويعلمه بحركة زيد بن علي (عليه السلام)، فأخذ يوسف بالبحث عن زيد (عليه السلام) والتضييق عليه، وأما زيد (عليه السلام) فقد لاحظ بوادر التفكك في معسكره واختلاف الآراء فقرر الإقدام على الخروج قبل الموعد المعين له وقد وصل هذا التوقيت إلى الوالي يوسف بن عمر عن طريق جواسيسه الذين اخترقوا أصحاب زيد (عليه السلام) وقاموا بنقل الفعاليات أول بأول.

تحرك زيد (عليه السلام) يوم الأربعاء الأول من صفر سنة (122 هـ) وأرسل فرسانه يعلنون الثورة وشعارهم يا منصور يا منصور، فلم يجتمع سوى ثلاثمئة وثمانية عشر رجلاً فقط لا غير من أصل أربعين ألفاً، وفي الوقت ذاته يزحف يوسف بن عمر الثقفي بجيشه وتدور رحى الحرب الغير متكافئة ورغم ذلك يصمد زيد (عليه السلام) ومن معه في القتال أمام ذلك الجيش، فلما كان يوم الخميس الثاني من صفر واصل زيد (عليه السلام) بطولاته، إلا أن الجيش رشقهم بالسهام فوقع سهم منها في جبين زيد فحمله أصحابه تحت جنح الظلام وطلبوا له طبيباً ولكنه ما أن نزع السهم من دماغه حتى مات رحمه الله فدفنه أصحابه في حفرة من الطين ثم أجروا عليها الماء حتى لا يعثر عليه أحد.
وفي قضية دفنه يذكر التاريخ (وكان ابن زيد عليه السلام يحيى حريصاً على أن يدفن أباه بحيث لا يعلم بقبره أحد، فدفنه بموضع من دار الجوارين في ساقية وردمها ووضع عليها النبات وقال بعضهم أن أصحابه انطلقوا به إلى العباسية ولكن أحد الذين علموا بمكان الدفن أنبأ الأمويين، ومثلوا بصاحبها ونصبوه مصلوباً في كناسة الكوفة مع نصر بن خزيمة ومعاوية بن إسحاق الأنصاري وزياد النهدي بأمر من هشام، ثم بُعث برأسه إلى هشام بن عبدالملك فأمر به فنصب على باب دمشق ثم اُرسل إلى المدينة حيث نصب عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله): يوماً وليلة، كتب إلى يوسف بن عمر قائلاً: (إذا أتاك كتابي هذا فانظر إلى عجل أهل العراق فأحرقه وأنسفه في اليم نسفاً فأحرقوا الجثة وذروا رمادها في الفرات وقال: والله يا أهل الكوفة لا دعنكم تأكلونه في طعامكم وتشربونه في مائكم).

وبعد الجولة الاستطلاعية التي تم اطلاع القيادات الأمنية، في قاطع عمليات عقلي الأوسط على نقاط الضعف في الخندق، فعالجته بهذا المقال وخلصت إلى أن قضية دولة الفايز تفيد بالنتيجة والقطع إلى أن أصل عشيرة الهاشميين فوق أصل البشر جميعا، شاء من شاء وأبى من أبى، فهم من علم الأمة الثورة على الاستبداد والمستبدين وهم قطعا من سيقطع دابر الفساد حتى تدين لهم الرقاب.

ولعل الوزير البريطاني المقيم في عمان وهو السير الان ماكبرايد كان على حق حينما وصف الملك الشهيد عبد الله الأول، بانه صقر يتصور نفسه محبوسا في قفص صنع على مقاس عصفور كناريا، وكان الملك رحمه الله بالفعل قلقا في قفصه الصغير، يريد ان يكسر الأسلاك وينطلق محلقا إلى بعيد، وهو عين ما قصد الفايز بالنسبة للملك الجسور عبد الله الثاني يا أردنيين، فهل تعينوه على التحليق بكم إلى فضاء الخلافة، تلك الجائزة المحجوبة عنكم وهي بين ظهرانيكم، أليس فيكم رجلا رشيد؟
على كل يبقى فيصل الفايز شيخ مشايخ قبيلة بني صخر، الذين حاديهم قول القائل حنا بدو عمى عين العدو ، ولا زالت بندقيته م 16 محشوة بالذخيرة الحية، لعلاج وجع رأس من تسول له نفسه السوء بالعرش الهاشمي المقدس المفدى .
[email protected]
0798985640








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز