الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شارع البرج Turmstraße 91

شذى احمد

2018 / 10 / 16
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


في أروقة المبنى الواقع في شارع البرج Turmstraße 91

وقفت مضطربة في قاعة مغلقة ينظر اليها البعض شزرا ، والبعض الأخر بفضول فهي هنا متهمة بقضية شنيعة
الاعتداء بالضرب على مفتش بطاقات السفر في قطارات المدينة.

لقد حددوا الجلسة منذ اشهر عديدة ، بدأ المحامي الذي اوكل له الادعاء الدفاع عنها متحمسا وطلب منها كل اوراقها التي تؤكد براءتها وضرب لها موعدا بعد اسبوع ، غير انه ما لبث ان تهرب . بعثت له العديد من الرسائل عن طريق البريد الالكتروني دون جدوى . اتصلت فردت عليها السكرتيرة ببرود شديد.. تعالي قبل اسبوع من الجلسة
سالت بذهول وهل الوقت يكفي.... فترد السكرتيرة بنفس النبرة .. كافْ جدا.
الحنق وضيق النفس ، والأرق اللعين لازمها طيلة الاشهر التي عاشت بها مع هذه المحنة.
التي ابتدأت منذ ما يزيد عن السنة.
عندما صعدت ذات مرة في متروالانفاق صباحا للالتحاق بدورة تدريبية ، ما هي الا بضع محطات حتى صعد المفتش مع رفاقه كانوا ممن يتمتعون باجسام قوية وقامات فارعة .. في منتصف العشرينات . ومزاج شهيته مفتوحة لأي صيد .
اخرجت بطاقتها كالاخرين ، لكنه فورا تمتم بكلمات .. ليست على مايرام ليست على مايرام .. واخرجها من المترو.
تجمع حولها الباقون فاصبحوا ثلاثة.

حاولت الاستفسار لكنهم لم يمهلوها.. هيا اوراقك الثبوتية .. ما الامر ؟. وفجأة صار الجو صاخبا وبدأوا بالاعتداء عليها بحجة منعها من ترك المكان . صار احدهم يلوي ذراعها بقوة والاخر يغطي عليه من الجهة الثانية كي يترك له فرصة الاستمرار بلوي ذراعها. وهي تصرخ النجدة .. النجدة. لكن عيني معذبها كانتا تسخران منها وببرود مجرم رد عليها... استمري استمري بالصراخ اكثر اكثر...

كانت كل القذائف تنهال عليها تباعا.. هناك هي ام هنا لم تعد تعرف كل شيء اختلط ببعضه.وصار المنظر امامها ضبابيا. كل ما يربطها بالمكان هذا الوحش القوي البنية الذي يحاول انتزاع حقيبتها من يدها بالقوة.

ماذا .. هل وجدوا قنابل ومتفجرات ؟. اين في الصندوق الخلفي للسيارة؟.
ما اكثر الضحايا الذين يذهبون بتدبير خبيث محكم من عصابات بشعة .. تؤدي مهامها الاجرامية دون ان يرف لها جفن. هناك في وطنها الجريح الذي هربت من موته الجماعي.
ولطالما تسائلت هنا .. هل حقا ما يعثرون عليه في بيوت هؤلاء المتهمين كما تنقله الاخبار... تم مداهمة بيوتهم والعثور على متفجرات بدائية الصنع. ام مواد متفجرة؟. كم بلغ عدد الاعتداءات على الاجانب. بتسميات مختلفة . جرائم الكراهية . الاعتداء على اللاجئين . العنصرية ضد الاجانب. الخوف من المسلمين ... الحفاظ على الهوية.

في القاعة رقم 455 تذكرت كل ذلك .. فتمسكت بكل ما اوتيت من قوة بحقيبتها. يحاول الثاني سحبها والاخر يلوي يدهها بكل ما اوتي من قوة.. وهي برعب وخوف غريزي عجيب متمسكة بها. ماذا لو دسوا بها شيئا؟. لما كل هذا الاصرار على انتزاع حقيبتها منها.

الثالث المفتش الرئيسي كان يذهب ويأتي .. حسموا امرهم لن يدعوها تذهب مهما حصل ستأتي الشرطة. وما هي الا دقائق والشرطة هناك .. سارعت تطلب نجدتهم .. لكنهم اظهروا لها على الفور غلاظة واحتقار اضافت الى ذهولها ما زاد من يقينها بانها هالكة لا محالة.


ما يزيد عن العشرة الاف جريمة اعتداء ضد الاجانب سجلتها الدوائر الرسمية بحسب الاعلام الرسمي. في احد المقاطعات احرقوا ما يزيد عن 125 بيت من بيوت اللاجئين ، وهذه ليست كل الاحصائيات.

على الفور عاملتها الشرطية كانها كلب عقور.. من خصائص اللغة اضافة ضميرللاسم اذا ما تحدثت مع انسان وحذفه اذا ما كان المتحدث له حيوان وكلب على وجه الخصوص.

كان هذا الدرس الاول الذي تعلمته في دورة اللغة. اجلس كررتها الشرطية ولانها جاءت بلا الضمير العائد انتبهت على انها تحدثها لا باعتبارها انسان بل كلب وبأمر يحمل الكثير من الكراهية والاحتفار.

فوقفت متحدية بانها لن تجلس، ففهمت الشرطية بانها ادركت اهانتها ورغم كل تخبطتها رفضتها .

امسك الشرطي الأخر حقيبتها فتشها تفتيشا دقيقا ..
سالته لما تفعل ذلك .. لا يحق لك .. رد بل يحق لي انا شرطي وافعل كل شيء
هي تعرف ان له الحق بذلك لو كانت بمتجر وتم التبليغ عن سرقتها لشيء لكنها هنا في محطة للقطار فلما كل هذا التفتيش.
كان الشرطيان مدججين بالسلاح . وجرت العادة ان تكون إمراة ورجل .. فاذا بالمكان يستقبل المزيد منهم.

من جاء متحمسا متلهفا.. ظنت ربما هؤلاء يكونون افضل .. لكن دون جدوى شكت مالقته من تعذيب وضرب فاذا بالشرطية التالية تنظر للافق بلا ادنى اهتمام بشكواها ، ومعاناتها
وما هي الا دقائق حتى جاءت الدورية الثالثة.
شيئا ما سيحدث
هل سيطلقون النار علي؟ من سيوقفهم ؟ من سيمنعهم؟ ماذا لو اجتمعوا على انها اعتدت عليهم فاطلقوا عليها النار دفاعا عن النفس. سيجد كل واحد منه غطاءا من الاخر.
ليس بمستغرب قبل اشهر قليلة قتلوا ابا لطفلة اغتصبت رغم مصيبته بحجة انه اراد الاعتداء على مغتصبها ولم يترك الشرطة تؤدي عملها؟
هي تعرف بانهم كالخراف الضالة لا حامي لهم. ولا سند .. وهم عراة حفاة الا من رحمة قانون معصب العينين عندما يريد .. وثاقب النظر اذا ما اراد تحقيق العدالة.

ما هي الا لحظة واكتمل النصاب .. ووقفت متهمة بالاعتداء والضرب وايذاء المفتش ... وجرائم اخرى بين يدي القاضي راح يتلوها تباعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء