الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا كفلسطيني لا استطيع ان أكره حزب الله ؟

عمرو شحبري

2018 / 10 / 17
القضية الفلسطينية


وجب التنويه اني لست بمحلل سياسي , وإن كل ما اكتبه يعبر عن ما أفكر به وما أشعر به,ليس أكثر,وهو قابل للنقد والنقاش والتغيير .
منذ بداية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي , اشتركت بعض الحكومات العربية في مجازر ضد الفلسطينيين ( أبشع من تلك المرتكبة من قبل اسرائيل) , مثل الحكومة اللبنانية ,السورية, او حتى المصرية في حصارها الجائر على غزة , العديد منها كانت محاولات لمنع الفلسطينيين من العمليات الفدائية من الاراضي العربية , والتحكم في القرار الفلسطيني , وتجريد المخيمات من سلاحها ...
في أحداث لبنان وفي ظل مجازر حركة أمل (بدعم من حافظ الأسد) بحق الفلسطينيين , بدأ ظهور حزب الله والانشقاق عن حركة أمل , ومساندته للفلسطينيين حتى ضد حركة أمل الشيعية ! (وفي هذا نفي للاتهام بأن حزب الله طائفي ) . بالرغم من انني لما اكن شاهدا على مشاعر الفلسطينيين من يأس في هذه السنوات , إلا ان هذا الشعور الخاص بالعجز , والرغبة في البكاء , ينتابني كلما سمعت عن الوجود الفلسطيني في البلدان العربية , فكيف أحقد على حزب الله ؟
عندما تخلى العرب جميعا عن مجابهة اسرائيل , قدم حزب الله الدعم المعنوي والمادي والتسليحي لحركات المقاومة الفلسطينية , في حين أن بعض العرب يعتبر حركات المقاومة الفلسطينية إرهاب ... ومنهم من يتهمنا بالخيانة أو العمالة , ومنهم من يتحالف مع اميركا , التي تسلح اسرائيل !
أذكر في في عام 2006 عندما بدأت صورايخ حزب الله تضرب الارضي المحتلة , وصفارات الانذار مسموعة في منزلي , شعرت بشعور غريب , دائما ما كنت أرى في التلفاز والجرائد ان اسرائيل قصفت , قتلت , شردت , أو أسرت , فجأة كل هذا تبدل ,لم يعد بمقدور اسرائيل فعل كل ذلك بدون رد فعل رادع . كل هذه المشاعر بأن العدل بدأ يتحقق تعطي الانسان شعورا بالنشوة , حتى بعض الاسرائيلين اليهود وفي مقابلات متلفزة عبرو عن فرحتهم من ان الغطرسة الاسرائيلي قد انتهت !
صحيح أني ضد قتل كل انسان ! حتى اني اختلف تماما مع حسن نصرالله في الرؤية الدينية ورؤيته لحل القضية الفلسطينية , انا بعيد جدا عن كوني متدين , لكنه يتصرف بالمنطق , فهو ليس قاتل ومنافق كما يصوره الاسرائيليون و بعض العرب . فالرجل الذي يقدم ابنه شهيدا في حربه ضد الاسرائيلين أبعد ما يكون عن النفاق !
أما بالنسبة لمن تغير وجهة نظره بعد الثورة السورية للحزب, فالجواب واضح , لكن الطائفية عادة تكون أقل كلفة من التفكير , حزب الله لم يتدخل حتى اصبحت الثورة مسلحة تقودها دول الغرب , واصبح فيها معسكرين , معسكر تدعمه اميركا واسرائيل , ومعسكر اخر -النظام (بغض النظر عن بشاعة جرائمة-فهو ارتكب ايضا بحق الشعب الفلسطيني مجازر وليس السوري فقط), دخول حزب الله لم يكن بدافع التدخل في السياسات الداخلية , فهو في بداية الثورة اعلن عن موقفه الحيادي , اللذي دعا فيه الطرفين الى الحوار وتجنيب سوريا حرب اقليمية , وهو ما لم يحدث.
دماء الشعب السوري غالية جدا علينا , الدعم السوري للفلسطينيين كان يأتي من قوت الشعب السوري وليس من بيوت النظام فقط, ودعمنا كامل لحقوق الشعب السوري في العيش بحرية وكرامة , لكن الثورة سرقت لصالح اهداف اخرى , وكان الخاسر الاكبر هو الشعب السوري ...
فمن الصعب دعم حركات مثل داعش وجبهة النصرة , أو التواجد في جبهة تقاتل معها اسرائيل , وهنا لا تخوين لجموع الثوار في سوريا ,انما لتوضيح كيف سرقت الثورة السورية لأهداف تخدم مصالح لدول اخرى ... فمن الصعب تصديق ان اميركا تريد الخير لشعوب منطقتنا . بالإضافة للتفجيرات في قلب بيروت ,فكيف لحزب الله ألا يتدخل ؟
كل ما سبق ليس دفاعا أعمى عن حزب الله , وليس مساندة , إنما نظرة موضوعية لموقف الحزب من أحداث المنطقة وخصوصا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية .
"لا تقف أبدا موقف المتفرج من الظلم أو الغباء , سيوفر القبر متسعا من الوقت للصمت" -كريستوفر هيتشنز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش